أهم الأراء
الأمن السياحي عند العرب
اعتبر شخصيا ان مؤتمر الامن السياحي في الاردن بنسبة 50% لسبب بسيط وهو ان المخرجات التي خرجت منه او بالمعنى المعروف التوصيات خرجت كعادة المؤتمرات العربية في اغلب المجالات " ضجيج بلا طحين " ووصلتني التوصيات والتي اقرها المشاركون في المؤتمر العربي التاسع للمسؤولين عن الأمن السياحي وهي تشكيل لجنة مشتركة من شرطة السياحة وأجهزة الدولة المعنية بإدارة الأزمات السياحية للتفاعل بشكل فوري عند وقوع الأزمات، والتنسيق بين تلك الأجهزة بشكل يضمن إدارتها بنجاح، وإعداد سيناريوهات مسبقة تتضمن التعامل مع المخاطر والأزمات السياحية والتدريب عليها للوقاية من تلك الأزمات أو تقليل حجم الخسائر حال وقوعها.
وانتهت اعملا المؤتمر تقريبا يوم الجمعة الماضي بإصدار عدد من التوصيات التي تكررت في اغلب المؤتمرات السابقة وكل ما ينجب عن المؤتمرات العربية للحقيقة يقصدون تعزيز علاقات التعاون بين الأجهزة المسؤولة عن الأمن السياحي في الدول العربية ونقلها المكتب العربي للتوعية الأمنية التابع لمجلس وزراء الداخلية العرب بالقاهرة ولكن هل تكفي النية - الله اعلم -
من التوصيات مثلا تأكيد المؤتمر على دور الأجهزة الأمنية في متابعة تنفيذ كافة الاشتراطات الوقائية المتعلقة بالمنشآت السياحية والفندقية والمزارات ووسائل النقل الخاصة بالسياح وهذا ليس بجديد وانما هو من صميم الاجهزة الامنية لانها الوحيدة القادرة على ذلك بحكم سلطاتها الرقابية.
ولكن من أحدث التوصيات والتي تعتبر جديدة هي طلب المشاركون من الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بالنظر في إيجاد آلية إلكترونية على نظام الشيخ زايد للاتصالات العصري بين أجهزة المجلس لتسريع تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء، بشأن قضايا الأمن السياحي.
اما موضوع التدريب الذي تجده ربما في مؤتمرات الطبخ والميكانيكا ناقشه الحاضرون وطالبوا بتدريب وتأهيل العاملين في شرطة السياحة وطلب في هذا الصدد تعميم ورقة العمل المعدة حول هذا الموضوع على الدول الأعضاء للاسترشاد بها، والاستفادة مما تضمنته من توصيات.
كما طلب المشاركون من الدول الأعضاء موافاة الأمانة العامة بالقواعد التي نفذتها في التعامل الأمني مع السياح في مواجهة الفيروسات والأوبئة خاصة جائحة فيروس (كورونا) المستجد لتعميمها على الدول العربية للاستفادة منها، كما دعاها إلى العمل على توعية رجال الشرطة باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية في التعامل مع السياح الوافدين للحفاظ على سلامتهم الشخصية.
وناقش المؤتمر عددا من المواضيع الهامة في مقدمتها التعامل الأمني مع السياح لمواجهة انتشار الفيروسات والأوبئة، والتعاون والتنسيق بين الأمن السياحي وأجهزة الدولة في الأزمات السياحية.
كان المؤتمر قد استعرض ضمن بنوده تجارب بعض الدول الأعضاء في مجال الأمن السياحي وطلب من الأمانة العامة إعداد تقرير تفصيلي بكل التجارب الواردة إليها من الدول في مجال الأمن السياحي على مدى السنوات الماضية والدروس المستخلصة منها وتعميمه على الدول الأعضاء للاستفادة منه.
هذا ما وصلني وتمنيت ان يراع المشاركون أنهم يتحدثون عن نظم أمنية، في عالم مضطرب واقع تحت ضغط جائحة هائلة ففي رأيي إن الأجهزة الأمنية الان ليس لديها مساحة لتنفيذ ما اقره المشاركون بسبب الضغوط الهائلة عليها بسبب الجائحة وغيرها من التحديات ،مثلها مثل القطاع الصحي الآن في كل الدول العربية وان كنت أرى أن الجانب الأمني أهم واشمل وأكثر تأثيرا ولكن اتركوه فيما هو فيه الآن ولتتحدثوا بعد الجائحة .