ملفات وحوارات
«سوق الفلانتين» يدخل العزل العاطفى
يحتفل المصريون اليوم بعيد الحب ويكسى اللون الاحمر الشوارع من خلال الزهور والهدايا التى يغلب عليها اللون الاحمر رغمآ عن "كورونا"، وبدأت محال الهدايا فى عرض هدايا عيد الحب منذ مطلع الشهر الحالى حتى أن فاتور استيراد تلك الهدايا بلغت 32 مليون جنيها والتى يتم استيرادها منذ بداية نوفمبر من كل عام لسد احتياجات السوق المحلى فى عيد الحب المصرى 4 نوفمبر، والعالمى 14 فبراير.
ويشهد العام الحالى ركودا فى اسواق الذهب والهدايا بسبب قلة الاستيراد وانتشار فيروس كورونا الذى تسبب فى وقف الجامعات وبالتالى انخفاض المبيعات .
وقال بركات صفا، نائب رئيس شعبة الهدايا ولعب الأطفال بغرفة القاهرة التجارية أن حجم الإقبال على شراء هدايا عيد الحب انخفض هذا العام 15% مقارنة بالعام الماضي، وانخفضت كمية استيراد الهدايا بنسبة كبيرة قد تصل إلى 50% كما ارتفعت أسعار الهدايا هذا العام 10% مقارنة بالعام الماضي.
وأرجع صفا ارتفاع الاسعار الى ارتفاع قيمة الشحن البحري نهاية العام الماضي من 1400 دولار إلى 4400 دولار للحاوية الواحدة والذى أثر بشكل سلبي على الأسعار، مشيرا الى أن أغلب المستوردين عزفوا عن الاستيراد هذا العام، بسبب قوانين الاستيراد الجديدة، وتراجع حجم الواردات بصورة كبيرة
وأكد صفا أن التجار اعتمدوا هذا العام على مخزون العام الماضى من الهدايا تخوفآ من عدم تصريفها هذا العام خاصة فى ظل ارتفاع الجمارك وانخفاض الاقبال على الشراء.
ولفت الى أن أجازات الجامعات تسببت في تراجع الاقبال على شراء هدايا عيد الحب لأن غالبية الفئات التى تقوم بشراء هدايا عيد الحب من شباب الجامعات، وهناك هدايا أخرى يقبل عليها الشباب مثل العرائس والمجات ذات الألوان والرسومات المنقوشة بحروف المحبين وصورهم.
وتابع بركات قائلا: أن أسعار الدباديب والهدايا تتراوح من 30 حتى 40 جنيه للأسعار الجملة ، والحجم الكبير منها يبدأ من 300 حتى 800 جنيه وترتفع أسعارها للمستهلك عن الجملة على حسب الحجم والمنطقة التى يباع فيها، وتابع: أن غالبية الواردات تأتى من الصين قبل بداية شهر يناير من كل عام ، حيث تبدأ الاجازات السنوية لدولة الصين اعتبارا من منتصف يناير وحتى نهاية فبراير.
وأشار إن أزمة انتشار فيروس كورونا أثرت على كافة المناسبات والأعياد على مدار العام وأدت إلى تراجع استيرادها بعد تراجع الإقبال على شرائها، ومنها هدايا عيد الميلاد فى احتفالات رأس السنة، لافتا إن أكثر الهدايا التى شهدت إقبالا على شرائها خلال الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، هى الشجرة والأنوار وبابا نويل فقط.
وقال أحمد شيحة، عضو شعبة المستوردين في الغرفة التجارية، أن قلة استيراد هدايا الحب، يرجع إلى أن الدولة قامت بوضع قيود على استيراد بعض السلع، خلاف ارتفاع سعر الدولار الذي أثر على القوى الشرائية للمواطن المصري، مضيفآ إلى أن الإنتاج المصري في هدايا عيد الحب لا يخرج عن نطاق "الدبدوب او الورد"، وباقي الهدايا تستورد من الخارج.
ويبدو أن الذهب له نصيب كبير فى هدايا "الفلانتين" بالرغم من ارتفاع اسعاره الا أن بعض الفئات تفضل شراؤه باعتباره مخزن للقيمة بدلآ من الهدايا المتعارف عليها كالدبوب الاحمر والورود وذلك بالرغم من الركود الشديد الذى يعانى منه سوق الذهب فى مصر منذ العام الماضى، وفقآ لما قاله عضو شعبة الجواهرجية أمير رزق بأن السوق المحلية تعانى من ركود شديد منذ بداية عام 2020، ومع بداية العام الجارى كانت التوقعات بارتفاع الأسعار، ورواج بيع الذهب خلال موسم الاحتفالات بأعياد الميلاد إلا انه حدث العكس وكانت صدمة للتجار.
وأشار "رزق" إلى أن السوق حاليا تعانى من تذبذب شديد ما بين ارتفاع طفيف، ثم انخفاض مرة أخرى، وأن ذلك بسبب عدم استقرار الأسواق العالمية، متوقعا أن يتحسن الأمر خلال الفترة المقبلة، وأكد أن ارتفاع سعر الذهب محليا بسبب اتجاه الشركات لجنى الأرباح، متوقعًا أن يستمر هذا الارتفاع خلال الفترة المقبلة.
وأوضح "رزق" أن سعر الأوقية أصبح 1843 دولارًا بدلا من 1808 دولارات، وعيار 21 بـ801 جنيه للجرام الواحد، وعيار 24 بـ915 جنيها للجرام الواحد، وعيار 18 بـ686 جنيها للجر ام الواحد، وجنيه الذهب استقر عند 6410 جنيهات.
كما أن الذهب الصينى بدأ ينتعش خلال السنوات الماضية خاصة وأن مظهره يشبه الى حد كبير الذهب الأصلى ولكن الناس بدأت تلجأ اليه كبديل للذهب الذى ارتفعت اسعاره بصورة كبيرة جدآ لاتستطيع معها كافة الفئات أن يشتروه.
وقال احد بائعى الذهب الصينى أن ارتفاع اسعار الذهب الاصلى أدى الى لجوء النساء بصفة عامة فى مصر الى شراء الذهب الصينى خاصة وأن معظم النساء يفضلون التباهى فى المناسبات العائلية بالذهب ، ولكن ارتفاع اسعاره أصبح يفوق قدرتهم الشرائية وبالتالى البديل لديهن أصبح الذهب الصينى خاصة وأنه يتمتع بذوق رفيع وسعر مناسب.
وقال جرجس ثابت جواهرجى أنه أصبح لا يعول كثيرآ على عيد الحب كمناسبة لشراء الذهب بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التى تعانى منها أغلب الآسر المصرية الآن وبالتالى فان الذهب لايأتى على رأس أولوياتهم المعيشية كثيرا الى ان سوق الذهب يعانى من ركود منذ فترة كبيرة .
وأشار الى أن الذهب الايطالى المعرف بخفة وزنه أصبح الأكثر مبيعآ فى الوقت الحالى خاصة وأنه يتميز بالبساطة ورقى أشكاله وبالتالى يلجأ الى شراؤه معظم الناس سواء كهدايا أو كشبكة بعيدآ عن الذهب التقليدى المعروف بثقل وزنه ، كما أن الماكينات فى مصر نادرا ما تصنع قطع بأوزان خفيفة وأشكال رقيقة جدا لافتا الى اتجاه شركات الذهب إلى عمل حلي طبق الأصل من التى تصنعها بعيارى 18 و21 ولكن من الفضة.
ومن جانبه قال احد اصحاب محال الفضة أن سوق الفضة بدأ فى الانتعاش ويعتبر بديلآ مناسبآ للذهب كهديه فى "عيد الحب" مشيرآ الى أن مصريين كثيرين يقلصون حاليا مشترياتهم من الذهب إلى الحد الأدنى ويتحولون إلى الفضة.
وأضاف أن محال بيع الفضة تنتشر فى كل مكان فى مصر وبدأت تتميز باطلالاات مناسبة للذوق المصرى وأصبحت بالفعل جاذبة للزبائن عما مضى.