بعد فراق دام لأكثر من 10 سنوات، اجتمع شمل ابن بوالده الذي كان يعيش مشردًا وعُرف عنه أنه اعتاد النوم في حدئق ومقابر مدينة "ليفربول" البريطانية، وذلك بعد أن انطلق الابن في رحلة بحث عن والده واستطاع التوصل إليه مستعينًا في ذلك بـ صورة قديمة احتفظ بها منذ طفولته.
 
وتناول تقرير لصحيفة "ميرور" البريطانية تفاصيل الواقعة، موضحًا أن الابن "جيسون كيلي"، البالغ من العمر 23 عامًا، حُرم من رؤية والده "ديفيد كيلي"، 67 عامًا، منذ كان عمره لا يتجاوز 12 عامًا، إثر انهيار زواج والديه وانفصالهما نهائيًا عن بعضهما البعض، وكل ما كانت العائلة تعرفه عنه أنه اعتاد العيش مشردًا لسنوات بعد تركه لمنزل عائلته.
 
وقبل أن يتمكن "جيسون" من تحديد مكان والده، كانت في حوزته صورة واحدة فقط له التُقطت في أواخر التسعينيات، لكنه لم يفقد الأمل في إمكانية التوصل لوالده، وبالفعل بعد أن طلب المساعدة على نطاق واسع، تمكن أحد الأشخاص من التعرف على والده وأعطاه عنوان مسكن يقال إن الأخير كان مقيمًا به آنذاك؛ وفي عشية عيد الميلاد (الكريسماس)، اتصل "جيسون" بهذا المسكن.
 
ونقلت الصحيفة البريطانية عن الابن قوله إنه توجه إلى العنوان الذي حصل عليه بعد ذلك، وفتحت له الباب امرأة مسنة في العقد السابع من عمرها، وأكدت له أن والده يقيم في هذا المسكن لكنه في الخارج، وبمجرد أن كان على وشك أن يترك لها رقم هاتفه، رأى والده لحظة عودته، وبدأ يتحدث إليه، لكن الصدمة تملكت من الأب لدرجة أنه شرع في الركض، واضطر الابن لمطاردته.
 
وأشار "جيسون" في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام بريطانية إلى أنه ظل يصرخ ويخبر والده بهويته، وعندما تعرف عليه الأب بدأ يسأله عن العائلة كما أخذ يحاول تذكر تاريخ ميلاده، وأضاف أن والده في تلك اللحظات كان غير قادر على النظر إليه في عينيه، حيث ملأتهما الدموع، مشيرًا إلى أنه في الوقت الحالي بدأ يكون علاقة جديدة مع والده، حتى أنه قدم له هاتف محمول كهدية بمناسبة الكريسماس كي يكون في إمكانهما التواصل، وهو يأمل أن يتمكن من مساعدته على الوقوف على قدميه مرة أخرى وإعادة التوازن لحياته.
 
وأكد "جيسون كيلي" أن توصله لوالده بعد كل هذه السنوات بمثابة معجزة بالنسبة إليه.