ملفات وحوارات
بعد الانضمام رسميًا إلى «مبادرة الافضل».. شعار «قطن مصرى 100%»يسترد مكانته العالمية
رحب الخبراء والمزارعون بانضمام مصر رسميآ إلى "مبادرة القطن الأفضلBCI"، و ترصد "البورصجية" تقييم المزارعين والخبراء لتلك المبادرة وأثرها على تحسين جودة زراعة القطن المصرى وانعكاسها على تحسين الظروف المعيشية لمنتجى القطن بصفة عامة.
وقال محمد فرج، رئيس اتحاد الفلاحين المصريين أن انضمام مصر لتلك المبادرة يعتبر خطوة على الطريق الصحيح لوضع القطن المصرى فى مكانه الذى يليق به خاصة وأنه يتمتع بجودة عالية غير متوافرة فى أقطان تنتجها دول عديدة .
وأضاف أن القطن المصرى تعرض لاهمال شديد خلال السنوات الماضية آثرت على جودته وانتاجيته فضلآ عن المنافسة الشديدة الذى يتعرض لها من الدول التى استطاعت أن تتطور فى محصول القطن التى تقوم بزراعته لتحسين جودته وبالتالى استطاعت أن تنافس القطن المصرى بشراسة،الأمر الذى دفع اتحاد الفلاحين لمناشدة الحكومة لضرورة التدخل لانقاذ عرش القطن المصرى من الانهيار من خلال الانضمام لمبادرة "قطن أفضل".
وقال عبد الرحمن ابو صدام، نقيب الفلاحين، أن تنفيذ مبادرة قطن أفضل (BCI)لها أهمية اقتصادية كبيرة على المزارع بصفة خاصة وعلى الدولة بصفة عامة، حيث ستعمل تلك المبادرة على تعزيز القيمة الاقتصادية للقطن المصرى بزيادة الكميات المصدرة، مع اضافة القيمة المضافة بتصنيع القطن محليا وتصديره فى صورة منسوجات وأقمشة لزيادة الفوائد .
وأضاف أن أهم المشاكل التى مازالت تواجه القطن المصرى هى مشكلة التسويق والربط بالسعر العالمي، مطالبآ الدولة بالتدخل لدعم الفلاح كما يحدث فى دول العالم سواء بشراء المحصول بسعر عادل أو بدعم مستلزمات الإنتاج، وطالب بتطبيق المادة 29 من الدستورالتى تلزم الدولة بشراء المحاصيل الرئيسية باعتماد هامش ربح مناسب له بعيدا عن السعر العالمى المتذبذب.
وأكد المهندس وائل علما رئيس مجلس إدارة الجمعية قطن مصر، أن تجارب برنامج زراعة القطن باستخدام نظام BCI أحرز تقدما كبيراً ونتائج ملموسة فى زيادة إنتاجية الفدان وتحسين الجودة وتقليل نسبة استهلاك المياه والمبيدات.
ودعا علما الى ضرورة التوسع في الرقعة الزراعية وزيادة المساحة المنزرعة من القطن المصري لمواكبة الاستثمارات الضخمة للدولة في العمليات الزراعية والحلج والتصنيع.
وأكد على أن جهود جمعية قطن مصر مستمرة في حماية القطن المصري والترويج له في مختلف الاسواق الدولية سواء فيما يتعلق بتتبع القطن المصري عالميا للتأكد من استخدام اي منتج مصنع من 100% من القطن المصري او التعاون مع الدولة في زراعة القطن الأفضلBCI .
وأوضح أن كبرى سلاسل التجزئة العالمية فى أوروبا وأمريكا ومصنعى الغزل والنسيج فى العالم أصبحوا أكثر التزاما فى وضع اشترطات فى الحصول على منتجات تحمل شعار القطن المصرى لضمان أنها بالفعل مصنوعة من قطن مصرى 100%، مؤكداً على رغبة سلاسل التجزئة والمصنعين فى العالم فى شراء منتجات مصنوعة من القطن المصرى المستدام وهو ما يساهم فى رفع تنافسية القطن المصرى فى الأسواق العالمية.
وأكد الدكتور هشام مسعد، مدير معهد بحوث القطن، أن مبادرة "قطن أفضل" بدأت السير فى طريقها نحو النجاح خاصة وأن تلك المبادرة تعتمد على مزارع القطن كركيزه أساسية في سلسله قيمه القطن، من خلال تنميه الظروف والبيئة المحيطه به كالعمل على نشر افضل ممارسات الانتاج، والتقليل من استخدام المياه، المبيدات والاسمده، للمساهمة فى خفض التأثير البيئي.
وقال أن انضمام مصر لتلك المبادرة له أهميته من خلال المساعدة فى زيادة التصدير للخارج خاصة وأن الماركات الشهيرة أو العالمية تشترط انتاج القطن تحت مباديء تلك المبادرة ، فضلآ عن ان اكبر شركتين فى مصر النيل الحديثة والكان لتجارة الاقطان سجلوا فيها رسميا سعيا لانتاج قطن فى اطار هذة المبادرة.
وأوضح مدير معهد القطن أن مبادرة قطن افضل بدأت من الموسم الماضى وهى مبادرة دوليه ومقر المنظمة فى جنيف ولندن وعدد الدول المشتركه بها ٢١ دوله منها الصين امريكا تركيا باكستان موزمبيق وعدد المزارعين ٢ مليون تنتج ٥.١ مليون طن وتمثل ١٩ ٪ من حجم الانتاج العالمى و يرعى تلك المبادرة ماركات عالمية وهي فى توسع مستمر .
وأشارت عزة قبارى، رئيس اتحاد مصدرى الأقطان الى أنه المطلوب فى المرحلة المقبلة هو اعادة منظومة القطن المصرى الى مكانته العالمية والذى كان متربعآ عليها لعقود طويلة لافتة الى أن الاتحاد كان له دورآ كبيرآ في تصدير وتسويق القطن المصري في الخارج وزيادة الطلب العالمي مما كان له بالغ الأثر في زيادة أسعاره وتشجيع المزارعين علي زراعته.
وأضافت ان النظام الجديد في تداول القطن له انعكاس كبير جدًا على القطن المصري، حيث يحصل السوق المصرية على قطن نظيف خالٍ من الشوائب لا خلط أو غش فيه، وهو ما سيؤدي إلى تهافت المستوردين على الأقطان الطبيعية خاصةً في ظل تطوير المحالج بعدما كانت شكواهم الرئيسية هي وجود الشوائب.
وقال المهندس خالد شومان، المدير التنفيذي لجمعية قطن مصر، ان الدولة استثمرت نحو 21 مليار جنيه لتطوير ملف القطن وتحديث قطاع الغزل والنسيج المصري، مشيداً بتوجه مصر نحو زراعة القطن بطريقة الاستدامة BCI وحصولها علي شهادة القطن الافضل منتصف يونيو الماضي لمواكبة التوجه العالمي في استخدام الاقطان الاكثر استدامة والاقل تلوثا للبيئة في تعظيم القيمة الاقتصادية للقطن المصري، مؤكداً أن جميع سلاسل التجزئة في انجلترا والماركات التجارية العالمية في امريكا واوروبا يستهدفون تصنيع وبيع جميع المنتجات من القطن الافضل BCI بحلول عام 2025.
ومن جانبها قالت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة أن القطن المصري يتمتع بميزات تنافسية كبيرة بمختلف الأسواق العالمية ويعد القطن الأعلى جودة عالمياً وهو ما ساهم في إكساب القطن المصري رواجاً واسعاً في جميع أنحاء العالم، مشيرةً إلى أن الدولة أطلقت العلامة التجارية للقطن المصري منذ 20 عامًا لمساعدة المستهلكين بمختلف الأسواق العالمية على التمييز بين القطن المصري الأصلي وأي أقطان أخرى مقلدة.
وأضافت أن مصر تطبق إجراءات صارمة للتحقق من مكونات أي منتج مُصنع من القطن المصري بنسبة 100% حيث يتم إجراء مراجعة على الشركات المصرح لها استخدام العلامة التجارية للقطن المصري من خلال نظام تتبع كامل لمكونات القطن المصري فى كافة مراحل الانتاج فى سلسلة الامدادات إلى جانب إجراء تحليل البصمة الوراثية DNA لعينات من النسيج المُصنع، مشيرةً إلى أن الحكومة تقوم بتنفيذ برنامج تحديث شامل لصناعات القطن والغزل والنسيج في مصر من خلال إعادة هيكلة وتطوير شركات الحلج والغزل والنسيج التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس.