تشهد الشوارع المصرية حالة من الزخم فى البانرات ولافتات الدعاية الانتخابية لمرشحى مجلس النواب والمقرر انعقادها فى الرابع والعشرين من الشهر الجارى، وتأتي هذه الانتخابات لتكون سببآ لانتعاش صناعة الدعاية الانتخابية بصفة عامة،والتى تشمل انتعاش الطلب على الورق اللازم للطباعة وأيضآ زيادة الطلب على القماش المستخدم فى البانرات للمرشحين، اضافة الى زيادة الطلب على الفراشة لاقامة السرادقات الانتخابية والمؤتمرات الشعبية خاصة بعد توقفها لشهورعديدة بسبب انتشار فيروس"كورونا"، مما تسبب معه خسائر كبيرة للعاملين بتلك الصناعات.
وقال عمرو خضر، رئيس شعبة الورق والطباعة في غرفة القاهرة التجارية،أنه بالرغم من الاقبال الشديد على الاوراق المستخدمة فى الدعاية الانتخابية من مادة ورق الجرائد الا أن أسعارها مازالت مستقرة ولم تشهد ارتفاعات ، مشيرآ الى أن الإقبال على مستلزمات الطباعة للدعاية الانتخابية ارتفع بنسبة كبيرة.
ولفت الى ان الفترة الماضية شهدت تراجع شديد فى الطلب على الورق المحلى بسبب أزمة كورونا والتى توقفت معها قطاعات السياحة والفنادق وكذلك توقف المعارض، اضافة الى زيادة استهلاك الورق المستورد مما تسبب فى تراجع الانتاج ، مشيرا الى أن فترة الدعاية الانتخابية تعد فرضة "ثمينة" لاعادة انتعاش الطلب على الورق المحلى مرة أخرى.
وأضاف أن حجم استهلاك مصر من الورق يبلغ  نحو 500 ألف طن، من بينها 220 إلى 230 ألف طن إنتاج محلى تمثل 40 إلى 45% من حجم الاستهلاك، فيما يتم استيراد 55 إلى %60 من الورق من الخارج ، مشيرا الى أن إنتاج الورق المحلى يتم من شركتى قنا وإدفو بكميات 120 ألف طن، و60 ألف طن على التوالي، وحوالى 20 الف طن موزعين على المصانع الصغيرة، وفقا لخضر.
وطالب، رئيس الشعبة العامة للورق بالاتحاد العام للغرف التجارية، بفرض رسم حماية على ورق الكتابة والطباعة المستورد لحماية المنتج المحلى الذى لا تقل جودته عن المستورد، وأوضح أن سعر المستورد حاليا قرابة 10إلى 11 الف جنيه للطن ، ويصل فارق السعر بين الورق المحلى والمستورد بين 850-1850 جنيهاً للطن.
وأكد أشرف خيري، رئيس شعبة الدعاية والإعلان باتحاد الصناعات المصرية، أن السوق كان يعاني من حالة ركود شديدة بسبب تداعيات فيروس كورونا ولكن الدعاية الانتخابية وما تشهدها من تنافس بين المئات من المرشحين يزيد من حركة سوق الدعاية والإعلان بنسبة تتراوح بين 30 و 40%، مقارنة بالفترة قبل الانتخابات.
وأضاف أن الأمل كان ينعقد فى انعاش القطاع على انتخابات مجلس النواب خاصة وأن حملات المرشحين لانتخابات مجلس الشيوخ الماضية كانت أقل من المتوقع ولم تتعدى نسبة النمو فيها ال3% ، راجعآ ذلك الى اهتمام المواطن المصرى يصب دائمآ نحو انتخابات مجلس النواب.
وعلى جانب آخر ساهمت انتخابات مجلس النواب في إنعاش الحركة على محال الفراشة بنسب تصل إلى 100%، مع استخدام المرشحين هذه الوسائل في حملاتهم الانتخابية.
وقال محمد فوزي، رئيس شعبة الفراشة بغرفة القاهرة التجارية، إن الانتخابات رفعت الإقبال على مستلزمات الفراشة بنحو 50%، مقارنة بالفترة قبل الانتخابات، مشيرا إلى أن منع إقامة المؤتمرات والشوادر والمناسبات منذ بداية تفشى فيروس كورونا تسبب فى توقف القطاع  وإصابته بالشلل خلال الفترة الأخيرة.
وأشار فوزي، إلى الإقبال الكبير على العروق الخشبية والأقمشة، من أجل تعليق اللافتات وإقامة الصوانات الانتخابية.
وأشار إلى أن إقبال المرشحين على استخدام البوابات فى الدعاية يتراوح بين 20 و%30 مقارنة بنحو %100 فى مثل هذه الأوقات، لافتًا إلى أن القطاع يعول على انتخابات مجلس النواب المقبلة انتعاش القطاع خلال الفترة المقبلة.
وتوقع نديم إلياس، عضو مجلس إدارة غرفة الطباعة والتعبئة والتغليف باتحاد الصناعات،ارتفاع مبيعات المطابع خلال الفترة الحالية وهى المقترنة بانتخابات مجلس النواب وزيادة الطلب على الدعاية والاعلان و المطبوعات الخاصة بالمرشحين بوجه عام عكس الحال فى انتخابات مجلس الشيوخ و التى اقترنت بانخفاض فى المبيعات و الدعاية بشكل عام.
وأضاف أن المرشحين يفضلون البانرات كوسيلة من وسائل الدعاية الانتخابية  لكونه أكثر حرفية ولفتًا للأنظار لكثرة الألوان التى يحتوى عليها، لافتآ الى أن سعر المتر مربع لها يتراوح ما بين 20 و30 جنيها بحسب الجودة.
وأشار إلى أن انتشار فيروس كورونا ومن ثم عدم تشغيل المولات والفنادق بكامل طاقتهم الإنتاجية، عطّل إقبالهم على الدعاية والمطبوعات مما أثرت بشكل سلبى على مبيعات القطاع خلال الفترة الأخيرة.
وعلى جانب آخر،قال أحمد السيد صاحب احدى شركات الدعاية والاعلان أن انتخابات مجلس النواب تعتبر"فاتحة خير" على كل العاملين بقطاع الدعاية والاعلان خاصة بعد فترة توقف طويلة عانوا منها خلال الشهور الماضية تكبدوا فيها خسائر هائلة وتسببت فى تراجع كبير للصناعة .
وأضاف ان معظم المرشحين يفضلون عادة البانر كوسيلة من وسائل الدعاية الانتخابية وخاصة على الكبارى والأماكن الملفتة للانظار، مشيرا الى أن سعر اللافتة يقدر على حسب مساحتها ومكان وجودها ، وعلى سبيل المثال تتكلف وضع لافتة على المحور ما يقرب من 2000جنيها وعلى كوبرى 6 اكتوبر ما يقرب من 1000جنيه .
واشار الى أن الانتخابات تعتبر "موسم" بالنسبة لشركات الدعاية والاعلان وبالتالى فان اسعار البانرات في تلك الفترة تعتبر أعلى من الاوقات العادية حيث يتراوح  سعرمتر البنر من‏ (50)‏ إلى‏ (70)‏ جنيها‏،‏ واليافطة متر في ثلاثة تتكلف من ‏(150)‏ إلى ‏(210)‏ جنيهات، فى الآيام العادية  بالإضافة إلى أعمدة واستاندات واليافطة بلا أعمدة مقاس‏3‏ أمتار في ‏4‏ أمتار تصل من ‏(500)‏ إلى ‏(700)‏ جنيه‏.
واختلف معه طارق رشوان صاحب ورشة لطباعة أوراق الدعاية الانتخابية بأنه لم يقم برفع اسعار الافتات أو الاوراق المستخدمة فى الدعاية الانتخابية لمرشحى مجلس الشيوخ والنواب رغبة منه فى زيادة الاقبال عليه وتعويض الخسائر التى تكبدتها ورشته الشهور الماضية بسبب قلة العمل لانتشار فيروس كورونا واضطراره لغلق الورشة شهور عدة وتخفيض عدد العمال فيها.
وأضاف أنه اضطر الى طباعة البانرات واللافتات للمرشحين بنصف التكلفة خوفآ من انخفاض الطلب على ورشته ولجذب المرشحين له خاصة بعد اعتماد الكثير من المرشحين على السوشيال ميديا كوسيلة اساسية للدعاية لهم بسبب سرعة توصيل محتواها لاكبر عدد ممكن ورخصها فى ذات الوقت عكس ما كان حادث فى الماضى مما أدى الى تراجع الانتاج .