ملفات وحوارات
بيزنس الترانزيت «يستنزف جيوب» المصريين بالكويت
في 30 يوليو الماضي أعلنت الكويت قائمة تضم 32 دولة بينها مصر ومنعت دخول القادمين منها بطريقة مباشرة تحت زعم الاحتياطات الصحية ضد فيروس "كورونا" رغم أن هناك دول أخرى لم تشملها القائمة موبؤة بالفيروس مثل أمريكا الأمر الذي أثار حالة من الجدل خصوصاً أن هذا القرار حرم الاف المصريين من العودة لمزاولة أعمالهم خصوصاً وأن عليهم التزامات كثيرة تتعلق بإيجار المسكن والقروض وفواتير الهواتف وغيرها من الالتزامات كما الكارثة الكبرى للبعض تتمثل في إنتهاء إقاماتهم وسط تصريحات من قبل المسؤولين الكويتيين بأن من انتهت اقامته لن يدخل الكويت مرة أخرى.
ورغم أن الكويت حظرت دخول المصريين إليها عبر الطيران المباشر إلا أنها سمحت لهم بالدخول عبر الترانزيت من خلال السفر إلى إحدى الدول غير المحظورة والبقاء هناك مدة 14 يوماً وبعد انتهاء هذه الفترة يتم إجراء فحص بي سي ار بصلاحية 72 ساعة ومن ثم التوجه إلى الكويت الأمر الذي فتح الباب واسعاً أمام "بيزنس الترانزيت" حيث سارعت العديد من الشركات إلى الإعلان عن القيام برحلات إلى الإمارات وتوفير جميع المتطلبات للراغبين بالتوجه إلى الكويت من هناك بعد قضاء فترة الحجر الصحي وعمل فحص "كورونا".
فقد إنتشرت "بيزنس الترانزيت" في السوق السوداء في القاهرة وخصوصاً السفر إلى الإمارات ومنها إلى الكويت وضاعفت شركات طيران الأسعار مع زيادة الإقبال وازدهرت بورصة السفريات المصرية على وقع رغبة هؤلاء المقيمين في العودة إلى الكويت للم شملهم بعائلاتهم وأعمالهم ووفرت مكاتب السفر ما يسمى "باكج العودة" والذي يشمل المغادرة من مصر إلى الإمارات والبقاء في فنادقها 14 يوماً مع توفير شهادة صحية تثبت الخلو من الفيروس والحجز في رحلة العودة إلى أرض الكويت لاستئناف الحياة والعمل وفق الشروط الصحية الكويتية لقاء مبلغ يصل إلى 500 دينار كويتي ما يعادل 26 ألف جنيه مصري.
وقد شهدت مكاتب السياحة إقبالاً كبيراً على رحلات ترانزيت الإمارات من قبل المصريين الراغبين في العودة إلى الكويت لا سيما أن الآلاف منهم ما زالوا يحتفظون بوظائفهم ولديهم أعمالهم وعائلاتهم وأصبحت العودة عن طريق الترانزيت هي الحل الأخير وإن كانت الإمارات تأتي في المقدمة فإن هناك وجهات جديدة ستفتح خلال الأيام القليلة المقبلة للراغبين في العودة إلى الكويت بسبب الضغط الكبير على الإمارات مثل تركيا وجورجيا والبحرين وطاجكستان حيث تعد خياراً جيداً بسبب سهولة استخراج التأشيرة والتنوّع في مصادر الإقامة بالإضافة إلى رخص المعيشة ووسائل المواصلات.
ووفقاً لتجارب واقعية لمصريين سافروا إلى الكويت ترانزيت فإن الخطوة الأولى تتمثل في إصدار فيزا سياحية لمدة شهر للإمارات بصورة الجواز وصورة شخصية وبمبلغ ٢٠٠٠ جنيه ويستغرق إصدراها ٥ أيام عمل وهناك مكاتب سفر تنجزها في يوم واحد وبعد أن تستلم الفيزا يتم حجز طيران ذهاب لدبي من مصر وسعر التذكرة تقريباً ٥١٢٠ جنيهاً على الإماراتية وتحجز من دبي للكويت بمبلغ ٣١٠٠ جنيه على طيران الجزيرة وتقوم شركة السياحة بعمل التأمين الصحي وحجز الفندق الذي يصل سعره في الـ 14 يوماً إلى 16 ألف جنيه مصري.
ولا تنتهي الإجراءات عند هذا الحد وإنما يذهب المسافر قبل مغادرته مصر إلى أحد معامل وزارة الصحة المعتمدة ويقوم بإجراء فحص البي سي ار ويتم توجيهه للإمارات ويكون صالحاً لمدة ٧٢ ساعه من تاريخ سحب العينة وسعره ١٢٦٠ جنيهاً فضلاً عن وجود تحليل بي سي ار ثاني إجباري لكل الركاب حال وصولهم دولة الإمارات حيث يتم إرسال رسالة لكل مسافر على هاتفه بنتيجته ولا يمكن التحرك من الفندق قبل وصول الرسالة التي تستغرق ٢٤ ساعة وقبل انتهاء مدة الـ 14 يوماً من الوصول إلى الإمارات بـ 72 ساعة يتم عمل فحص بي سي ار للسفر به إلى دولة الكويت.