أهم الأراء
العاصمة الجديدة.. الاقتصاد الحضاري
تواصل الدولة جهودها من أجل استكمال مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة ، التي ستكون واجهة حضارية عصرية جديدة تليق بمصر ، فمما لاشك فيه ان العاصمة الإدارية الجديدة ستكون مركز سياسي وثقافي وإقتصادي ومعماري رائد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال بيئة إقتصادية مزدهرة تدعمها الأنشطة الاقتصادية المتنوعة وتحقيق التنمية المستدامة .ان مصر بتاريخها الممتد تستحق ان تتقدم بثبات نحو مستقبل واعد ، وبدون شك ان إقامة عاصمة جديدة قرار شجاع تم اتخاذه في ظروف صعبة لكنه بمثابة أمل حقيقي من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة التي ستتغير افكارها ، وستنظر لما هو قادم برؤية مختلفة ، فقد عشنا في الماضي معاناة كبيرة بسبب سوء التخطيط والازدحام والعشوائية والخوف من المواجهة ، وجميعها عوامل تؤدي الى أعباء على الاقتصاد ، وتؤرق حياة الشعوب وتتسبب في الفقر والاحباط، وكان لابد من التحرك حتى لاتستمر المعاناة ، لذا جاء قرار إقامة عاصمة جديدة وفق احدث المعايير في التصميم على مختلف المستويات ، ليس فقط في شكل تصميم المباني والهيئات والوزارت ، بل في الشوارع والميادين والحدائق بطرق صديقة للبيئة ، وأنظمة تتواكب مع التكنولوجيا المتطورة التي توصل اليها العالم ، والاستعداد لاستقبال ماهو قادم من تطور تقني ، وجميعها عوامل ستنعكس بصورة إيجابية على الاقتصاد ، بل وتساهم في نموه والارتقاء بحياة المواطنين، وقد يعتقد البعض ان شكل المدن وتخطيطيها وسلوكيات المواطنين في الشوارع ليس له علاقة بالاقتصاد ، لكنه ينافي الحقيقة تماما ويتعارض معها ، فجوهر الاقتصاد الحقيقي ينبع من الشكل والصورة والنظافة وسلوكيات الشعب وقوة القانون وفاعلية تطبيقة بشكل يحافظ على المظهر العام ، فالكل يعلم ان مصر دولة سياحية من الطراز الأول ، وتحوي كنوز اسرية لاتقدر بثمن ، تدفع جميع شعوب الأرض للتطلع الى زيارة مصر ، وعندما يأتي السائح فانه لايهتم باي شيء سوى المظهر العام للشوارع بما فيها من "لاند سكيب" وبما يشاهده من مباني بالوان جميلة وراقية ، وتصميمات معمارية مختلفة ، ثم يذهب الى الأماكن الاثرية التاريخية الملهمة في مختلف ارجاء مصر ، فالاثار في حد ذاتها عبارة عن اعمال فنية ، بما يعني ان تاريخنا العريق قائم على الفن ، ومن هنا جرى انشاء العاصمة الجديدة على طراز فني حقيقي يعيد لمصر رونق تاريخها ، لقد تم البدء فى إنشاء العاصمة الإدارية شرق مدينة القاهرة وذلك لموقعها المتميز وقربها من منطقة قناة السويس والطرق الإقليمية والمحاور الرئيسية ويبلغ عدد السكان المستهدف خلال المرحلة الأولى حوالى 0.5 مليون نسمة بالإضافة إلى عدد 40 إلى 50 ألف موظف حكومي يتم نقلهم بالمقرات الجديدة، مع التخطيط لزيادة الطاقة الإستيعابية إلى 100 ألف موظف بعد الثلاثة أعوام الأولى,وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة 170 ألف فدان، عدد السكان عند اكتمال نمو المدينة 6.5 مليون نسمة، فرص العمل المتولدة حوالي 2 مليون فرصة عمل وستشمل معالم وأماكن ومراكز فنية وثقافية وسياحية ، ومنها تنطلق أمواج التطوير لتغمر كل ربوع مصر ، وستصبح العاصمة الجديدة بمثابة المعيار والنموذج الذي ستكون عليه مصر المستقبل .