أهم الأراء
مُلئت بكَ ومنكَ
ذات يوم
عنوان هذا المقال هو كلمات لأختي الصحفية سمية عبدالمنعم الكاتبة في جريدة الوفد والتي بثتها على صفحتها على فيس بوك وبما أن الكاتب حين يُشيِّد بيديه نوعاً من الكتابة الأدبية فيجب أن نفصله عما كتب فيما يخص إلصاق النص كما يدعى فلوبير فليس هناك داعى لأن يكون ذلك تجربة شخصية للكاتب لكن الذى استفزني هو الكلمات "مُلئت بكَ ومنكَ”
أي تحول هذا الذى يمكن أن يجعلك تمتلأ بأحد ثم تمتلأ منه؟! تُرى ما الشروط التي يجب توافرها في الحب كي يكون بطلا على الدوام؟ وإذا سلمنا بأن السعادة والعطاء هما صفتان ملازمتان للبطل فالسؤال الذى يطرح نفسه ما هي شروط نجاح البطل ؟ إن هذا يدفعني لسؤال وربما أسئلة أخرى .هل هناك من فائدة لأجساد الطيور من دون أجنحة؟ ولمجرى نهر لا تجرى فيه المياه ؟ولقمة مرتفعة لا تسكنها نسور الأرض وثلوج السماء ؟بالطبع لا ، كما لا أعتقد أنه يمكن للحب العظيم أن يموت إذا ما نعتناه بالعظيم ولم يكن تجربة عابرة أو مستدعاه ،وربما لأننا نضع شروطاً لكينونة الحب وهو أبعد ما يكون عن هذا فلا انتظام لدقات القلب ما تستطيع فعله فقط هو إما الاستكانة لمتعة المكابدة أو المشاركة في الغناء منضوياً فى الأداء السيمفوني للنفس وقد احتوت الآخر وهو ما لا تجيده إلا الأرواح التواقة من شروط الكينونة وهو بهذا المفهوم ليس مجرد كلمة وإنما فعل قدسي له وقع السحر في حياتنا فهو إما أن يرتقى بنا علواً إلى النجوم لنعانق التيه أو يهبط بنا إلى حافة الهاوية ليسلمنا إلى السقم ،وأحيانا ينتقل من معنى العطاء إلى حب للذات ونكوص باتجاه الأنا قد يصل إلى النرجسية وهنا يحمل معنى السقم والتقوقع والسلبية اعتقد أنه لا يستطيع الإنسان التمتع بالحب ما لم يعرف طبيعة الآخر بشكل حسى وتقبل عيوبه وإلا سنصبح مثل روبوت عندما سألوه ماذا يعنى العشق بالنسبة لك ؟قال: العواطف جزء أساسي من ذكاء الإنسان ،أو سننخرط فى تمجيد ،وتقديس الحكايات التراثية التى تطل علينا مثل قيس ولبنى ،وعنتر وعبلة واعتقد أن هذا نوع من التنفيس وإخراج اللاشعور ،أو مصمصة شفاهنا حين نقرأ عن حكاية حب أسطورية كأن الحب شخص علمنا الطيران ذات حلم بجناحي نسر واهماً إيانا أن السماء لنا، والفضاء لنا ،والأرض لنا ثم ارتحل ذات حقيقة حاملاً حقيبته ،سماءك وأرضك وهواءك دون أن يلتفت ليراك تتخبط بجناحي فراشة حد الاختناق ،ثم من حين لآخر يخرج علينا بأسطورة ليقصها علينا التاريخ ونحن من بين أيدينا سداً ومن خلفنا سداً ليقول البعض أن هذه الصورة لإنسان متحديا زمناً أو تقليداً أو عدواً ،لنعود لسؤال أنفسنا هل هرب منا الحب؟ أم نحن من هربنا منه؟ وما بين هذا وذاك نفيق كل فترة من حلم دافئ قصير كالفجر، سريع كدقات القلب ،سرمدي كالروح، دونما إجابة. وكأنها خروج عن المألوف، لنقف ربما عند نثريات أخرى تستفز ذاتنا وتشبهها من مثل مُلئت بكَ ومنكَ
ذات يوم.