سياحة وسفر
«كورونا» يُعطل انطلاقة تاريخية للسياحة
وضعت وزارة السياحة في عام ٢٠١٨، ومع تولي الوزيرة السابقة رانيا المشاط، خطة موسعة اشتملت على جوانب ترويجية بالخارج، وأخرى لإعادة ترتيب البيت من الداخل، ثم تنويع مصادر جذب الحركة السياحية من الأسواق الخارجية وخاصة الناشئة.. ووضعت الوزيرة وقتها موعدا لحصاد جهد استمر بوزارة السياحة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقاليد الحكم في مصر، حيث تعهدت بأن عام ٢٠٢٠، وتحديدا بحلول ذكرى ثورة ٣٠ يونيو، ومع افتتاح المتحف المصري الجديد الأضخم في العالم ستشهد مصر نقلة نوعية افتقدتها منذ اندلاع ثورة يناير ٢٠١١.. غير أن الرياح أتت بما لا تشتهيه السفن.
حققت مصر بالفعل وبعد سنوات عجاف، أعلى إيراد سياحي في تاريخها عام ٢٠١٩، بعد ستة سنوات من الاستقرار والنمو، وبعد زيارات وجولات مكوكية قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي للخارج، لم تكن فقط لاستعادة مكانة مصر السياسية ودورها الريادي، بل فتحت آفاق اقتصادية جديدة كانت على رأسها السياحة التي استفادت كثيرا من العلاقات المتنامية مع ألمانيا وأمريكا وأوكرانيا وبيلاروسيا والشرق الآسيوي والخليج.
ونتيجة لذلك، أعلن البنك المركزي المصري في مارس الماضي، أن السياحة المصرية حققت أعلى إيرادات في تاريخها خلال العام الماضي 2019 لتتجاوز 03ر13 مليار دولار، بما يفوق أعلى معدلاتها السابقة المحقق في 2010 والبالغ 5ر12 مليار دولار ومقابل 6ر11 مليار دولار في العام الماضي 2018 بزيادة نسبتها 5ر12 %.
وأظهرت بيانات البنك المركزي، أن إجمالي إيرادات السياحة المصرية خلال العام الماضي 2019 سجلت زيادة نسبتها 67 %، عن إيرادات عام 2017 البالغة 7.8 مليار دولار وبنسبة 420 % عن 2016 الذي سجل 2.5 مليار دولار إيرادات ومقابل 6.1 مليار دولار في 2015 بنسبة زيادة بلغت 113 %، وأوضح أن عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال العام الماضي 2019 بلغ 13.1 مليون سائح بزيادة قدرها 1.8 مليون سائح عن عام 2018 البالغ 11.3 مليون سائح وبنحو 4.8 مليون سائح عن مجمل عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال عام 2017 والذي بلغ 8.3 مليون جنيه وبنحو 7.7 مليون سائح عن عام 2016 البالغ 5.4 مليون سائح وبنحو 3.8 مليون سائح عن عام 2015، لكنها تبقى أقل قليلا من المسجلة في عام 2010 التي زار مصر فيها 14.7 مليون سائح.
وزارة السياحة كانت قد وضعت خطة شملت بدء حملة موسعة بكافة الأسواق المصدرة للسياحة بعنوان: GEM2020، إشارة الى المتحف المصري الكبير والذي كان من المفترض أن يتم افتتاحه في ٣٠ يونيو من العام الحالي، في احتفالية عالمية، غير ان تفشي جائحة كورونا حالت دون ذلك، كما وضعت الوزارة خطت "الإصلاح الهيكلي" داخل الوزارة، وتأهيل الفنادق وإعادة تصنيفها، ثم تدريب العاملين، وذلك لإعادة ترتيب البيت من الداخل تمهيدا لنقلة نوعية توقعها الخبراء حول العالم في العام الجاري بعد ما حققته مصر في ٢٠١٩.
خطة الوزارة دخلت حيز التنفيذ بجدية في العام الماضي، وأعلنت الحكومة المصرية آنذاك أن حفلا عالميا يترجم للغات عديدة سوف يصاحب افتتاح المتحف المصري الكبير، وسوف تنقله وسائل الإعلام الدولية، كما سيتم إطلاق حملة موسعة في أوروبا للسياحة الشاطئية خاصة بعد افتتاح متحفي الغردقة وشرم الشيخ، وتشغيل الرحلات البحرية بينهما.. غير أن العمل توقف بالمشروع المصري بعد شلل تام أصاب القطاع إثر تفشي جائحة فيروس كوفيد١٩، التي أوقفت حركة الطيران حول العالم، واصطرت المقاصد المستقبلة والأسواق المصدرة للحركة السياحية، إلى غلق حدودها بشكل كامل أمام المسافرين الدوليين.