سياحة وسفر
انتعاشة سياحية لم تتكرر منذ سنوات.. موسم شتوي "ساخن" في البحر الأحمر
طفرة سياحية في موسم شتوي لم يتكرر منذ سنوات.. هكذا وصف رجال الأعمال ومستثمري القطاع الحركة التي تشهدها مختلف المدن السياحية المصرية منذ بداية الموسم الجديد، والذي كان من المتوقع ان يشهد عودة للمعدلات الطبيعية للسياحة في مصر.
ومن جانبه، أكد حسام الشاعر، رئيس غرفة شركات السياحة، أن السياحة المصرية تعيش حاليا أزهي عصورها بسبب ما تشهده من الدعم الرئاسي والمساندة الحكومية غير المسبوقة من قبل وهو الدعم والمساندة الذين يطالب بهما القطاع منذ سنوات وعقود ويصب في صالح الدولة واقتصادها القومي قبل المستثمرين حيث إن الدولة شريكا أساسيا للمشروعات السياحية وهو ما بدات الدولة تؤمن به وينعكس على مواقفها الداعمة للسياحة.
ووجه رئيس غرفة السياحة، الشكر إلى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء على الدعم الكبير والقرارات العملية التي تتبناها الحكومة وتحقق نقلة نوعية لصناعة السياحة، مؤكدا ان الدكتور مدبولي منذ توليه رئاسة مجلس الوزراء أصدر قرارات إيجابية عديدة للسياحة واستجاب للكثير من مطالب القطاع.
وأشاد الشاعر بقرار رئيس الوزراء بإنشاء اللجنة الوزارية للسياحة والآثار والتي جاءت بناء على مقترح من الوزير النشيط والدؤوب الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار لتلقي قبولا فوريا من رئيس الوزراء وصدور قرار سريع بإنشاء اللجنة والتي عقدت أول اجتماع لها أمس الأول الثلاثاء بحضور العديد من الوزراء وعدد من ممثلي القطاع السياحي الخاص وبينهم رئيس غرفة السياحة، مشيرا إلى ان الاجتماع منح أملا كبيرا بحل كافة المشكلات العالقة منذ سنوات التي تعيق تقدم ونمو القطاع السياحي.
وأضاف الشاعر، أن هناك عدة نقاط إيجابية كبيرة في تشكيل اللجنة وعقد اجتماعها الأول توقف أمامها القطاع السياحي بالإعجاب والإشادة والأمل في مستقبل صناعة السياحة، أولها بالطبع سرعة إستجابة رئيس الزراء لطلب وزير السياحة بتشكيل اللجنة الوزارية للسياحة والأثار مما يؤكد إهتمام الدولة بالسياحة، وثانيا سرعة عقد الاجتماع الأول للجنة، وثالثا الموقف الإيجابي الكبير من وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العناني، والذي يستحق الإشادة والتقدير وهو تواصل الوزير مع ممثلي القطاع الخاص من الاتحاد والغرف السياحية لوضع أجندة الاجتماع الأول للجنة والتي ضمت نقاط أساسية وجوهرية خرجت بها قرارات من الاجتماع الأول مما يؤكد قوة التنسيق بين الحكومة والقطاع الخاص.
وأوضح الشاعر، أن أهم تلك القرارات وضع برنامج زمنى لاستخراج التراخيص والتصاريح للقطاع السياحي بحد أقصى شهرين بدلا من سنتين حاليا، وتشكيل لجنة دائمة لتراخيص المنشآت الفندقية والسياحية برئاسة وزير السياحة والآثار مهمتها متابعة استخراج التراخيص والتصاريح الجديدة، وكذلك تجديد التراخيص المختلفة للمنشآت السياحية القائمة وتضم اللجنة في عضويتها ممثلون من مُتخذى القرار من مختلف الجهات، بجانب وضع آليات سلسة لاستصدار موافقات الحماية المدنية للمنشآت السياحية، وأيضا ضرورة موافقة اللجنة الوزارية للسياحة قبل فرض أى رسم جديد أو زيادة في أى رسوم متصلة بالنشاط السياحى، كما تقرر منح تسهيلات وتيسيرات للمستثمرين تسهم في الإسراع بصيانة وتطوير الشواطئ.
وقال أن القطاع يثق في تحول تلك القرارات والتوصيات التي صدرت عن الاجتماع الأول للجنة إلى واقع ملموس وقرارات يتم تنفيذها في أقرب وقت، مشيرا الى ان تثبيت تلك الآلية الجديدة لأتخاذ القرارات باللجنة وسرعة تنفيذها يضمن ان تصعد السياحة المصرية وبسرعة شديدة إلى مكانتها المستحقة على رأس أهم المقاصد السياحية في العالم وبما ينعكس بصورة إيجابية على الدخل القومي وزيادة حصيلة النقد وارتفاع إحتياطيات العملات الأجنبية وزيادة فرص العمل امام الشباب بمختلف المحافظات.
أما حازم خطاب الخبير السياحي، فقال إن المشروعات القومية الجديدة وأهمها جبل الجلالة والعاصمة الإدارية ومطارها الجديدة، سوف تضع العين السخنة في منافسة قوية على الخريطة السياحية العالمية، لتحتل مكانة متقدمة تستحقها هذه البقعة الجميلة من مصر.
وأضاف خطاب أن العين السخنة بدأت تستقطب سائحي الدول العربية والخليج إلى جانب المصريين والأمريكان، مشيرا إلى أن قرب المسافة بين السخنة والقاهرة خلق ربطا طبيعيا بين السياحة الشاطئية والثقافية، حيث يمكن للسائح زيارة المتاحف والأهرامات والمناطق التاريخية بالقاهرة والجيزة، خلال أحد أيام إجازته بالعين السخنة.
ولفت إلى أن نسبة الإشغالات العربية بالفندق الذي يديره وصلت إلى ٧٠% في بعض الأحيان، منوها إلى أن العين السخنة منطقة تمتلك مقومات السياحة الشاطئية والعلاجية والاستشفائية والدينية وسياحة اليخوت، ولكن ذلك لم يستغل بشكل جيد نظرا لعدم وجود اهتمام في السابق، غير أن المشروعات الجديدة الجارية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعادت الحياة لكافة المناطق غير المستغلة.
وتابع بأنه من المتوقع وصول عدد الغرف الفندقية في العين السخنة بنهاية ٢٠٢٠، إلى نحو ٢٢٠٠ غرفة، متابعا بأن مستثمري السخنة قد اتفقوا على رفض برامج الخدمة الشاملة "أول أنكلوسف"، والتي تضر بسعر البيع وتخفض الإيرادات، فيما تباع الليالي السياحية بنصف إقامة فقط، ما ارتفع بالأسعار تلقائيا، وبمتوسط سعر للغرفة ١٣٠٠ جنيه، فيما تباع في مناطق سياحية أخرى بـ٣٠٠ جنيه.
وقال خطاب، إنه لا بد من اتباع سياسة الترويج لكل منطقة على حدى عند تنظيم الحملات التسويقية بالخارج، وليس الترويج لمحافظات بأكملها، منتقدا اتهام الفنادق بالتعامل المباشر مع منظمي الرحلات الأجانب دون الشركات المصرية، حيث أوضح أن الفندق يتحمل مخاطر عديدة في التعامل مع الشريك الأجنبي ولكن في المقابل يسمح الأخير للفندق بعائد أعلى مما يحصل عليه من الشركة المصرية، كما يضع الشريك الأجنبي مبلغ تأميني يسترده في نهاية الموسم، ما يمنح الفندق عنصر الأمان المالي.
وأوضح عاطف قاعود، عضو جمعية مستثمري البحر الأحمر، أن لجان التفتيش الروسية على مطار الغردقة أصبح لديها قناعة تامة بإجراءات التأمين ما يبشر بعودة قريبة للحركة السياحية.
وأشار قاعود، إلى أن النشاط الكبير للسياحة في الغردقة وعدد السياح الوافدين للمدينة خلال 2019 يؤكد أن الغردقة أصبحت قبلة السياحة العالمية كل هذا يشجع على عودة السياحة الروسية.
وأضاف، أن زيارة لجنة خبراء وزارة النقل والطيران الروسى الأحد الماضي للغردقة جعلها تشعر بارتياح لتأمين مطار الغردقة في ظل الجهود المضنية التي تقوم بها وزارة الطيران المدني لتأمين المطارات المصرية على أعلى مستوى في العالم.
ونوه قاعود إلى أن منظمي الرحلات الروس تكبدوا خسائر كبيرة خلال الفترة الماضية لتوقف الرحلات السياحية للغردقة وشرم الشيخ وهم لديهم رغبة قوية للعودة إلى الشواطئ المصرية من جديد وهم يطالبون بذلك منذ فترة من صناع القرار في بلدهم نظرا لقرب المسافة وجمال الشواطئ والمنتجعات السياحية المصرية وجمال الجو ووجود تكلفة تناسب امكانيات السائح الروسي.
وأكد أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بمضاعفة السياحة في مدينة الغردقة بنهاية 2020 وهذا ما وضح خلال اجتماع وزيرى السياحة والطيران بمستثمري البحر الأحمر مؤخرًا، مشددًا على ضرورة تفهم وزارة البيئة لاهمية المحميات الطبيعية في التنشيط السياحي بالبحر الأحمر ومنح تيسيرات لأصحاب المراكب السياحية في زيارة المحميات وعلاج مشكلة فرض وزارة البيئة رسوم على زيارة جزر محميات البحر الأحمر.
ودعا "قاعود"، إلى إقامة وتنظيم فعاليات عالمية وعربية على ارض الغردقة بمختلف انواعها مثل حفل الكاف الذي أقيم مؤخرا بالغردقة وما قام به رجل الأعمال كامل أبو على رئيس جمعية مستثمري البحر الأحمر من مجهود لخروج هذا الحفل بالشكل الرائع وهذا الحدث سلط الضوء بشكل كبير على مدينة الغردقة الساحرة وسيكون له دور في جذب المزيد من السياحة.
وأكد ان مثل هذه الفعاليات لها دور كبير في تنشيط السياحة ولا ننسى فوز الغردقة بتنظيم مسابقة أفضل عارضة أزياء في العالم بعد منافسة قوية مع دول ومقاصد سياحية عديدة انتهت بالمنافسة بين مصر وألمانيا في التصفيات وفازت بتنظيمها الغردقة نظرا لسمعتها السياحية المتميزة والإمكانيات التي تم توفيرها لنجاح المسابقة.
وناشد "قاعود" بضرورة تمثيل قوي لمدينة الغردقة في بورصة الفيتور بأسبانيا الذي يبدأ اليوم ويستمر لمدة خمسة أيام فهو يعد المعرض السياحي الرائد للأسواق الداخلية والخارجية في أمريكا اللاتينية ويروج للعديد من العلامات التجارية ويقدم منتجات سياحية جديدة.
فيما أكد الدكتور عاطف عبد اللطيف رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر وعضو جمعيتي مستثمري مرسى علم وجنوب سيناء، أن مدينة مرسى علم السياحية ستكون الحصان الاسود للسياحة المصرية خلال 2020، نتيجة للطبيعة الخلابة التي تتميز بها مرسى علم، والجو الجميل طوال العام والجبال والوديان والشواطئ والرحلات البحرية والمحميات الطبيعية ورحلات السفاري والاستمتاع بمشاهدة الطيور المهاجرة والحيوانات البرية وتسليط الضوء عليها كمدينة سياحية عالمية.
واقترح عبد اللطيف، إنشاء داون تاون لمدينة مرسى علم ليكون عنصر جذب وترويج قوى للسياحة هناك ويوفر الكثير من فرص العمل ويحدث رواج للمنتجات المصرية التي يفضلها السائح الاجنبي خاصة في ظل افتتاح مطار برنيس جنوب مرسى علم الذي سيساهم أيضا في زيادة معدلات السياحة.
وأكد أن مرسى علم تتميز بطول شواطيئها الكبيرة لمسافة 450 كيلو متر ولابد من العمل على استغلال هذه المساحة من الشواطئ في اقامة المنتجعات السياحية والترفيهية خاصة ان نحو 11 % فقط من هذه الشواطئ عبارة عن شواطئ رملية تصلح للسباحة بسهولة والباقي عبارة عن صخور وشعاب مرجانية يمكن تهذيبها بالتنسيق مع وزارة البيئة من خلال استخدام تكنولوجيا حديثة في تطوير الشواطي وتهذيبها بدون التأثير على الشعاب المرجانية الحية والحياة البحرية ودعا إلى دراسة ما يحدث في عالم البيئة العالمي وكيف يطور العالم شواطئه وآلية القيام بهذا في الشواطئ المصرية بشكل عام.
وتحدث عبد اللطيف عن 4 شواطئ رملية جميلة جدا وهي صمادي جنوب مرسى علم ومرسى عجلة ومرسى سيفين ومرسى تنضبة واذا تم تطوير هذه الشواطئ وتوفير الخدمات بها سواء كراسي أو مطاعم أو حمامات وكافتيريات وغرف لتغيير الملابس ووجود إدارة محترفة لها سنتمكن من استثمار هذه الشواطئ ونستغلها الاستغلال الامثل في مضاعفة اعداد السياح بمرسى علم مقترحًا أن يتم البدء في توفير الخدمات بهذه الشواطئ قبل تطوير الشواطئ الصخرية ذات الشعاب المرجانية.
وفيما يتعلق بالطيران ناشد د. عاطف عبد اللطيف بضرورة اعادة النظر في أسعار رحلات الطيران المرتفعة إلى مرسى علم وزيادة عدد الرحلات بين القاهرة ومرسى علم وتنشيط الطيران إلى مرسى علم من الاقصر وشرم الشيخ والغردقة مع وجود مراكب سياحية تربط بين مرسى علم وجنوب سيناء والغردقة.
وأشار رئيس جمعية مسافرون للسياحة إلى أن مدينة مرسى علم ستتزايد بها اعداد الفنادق خلال الفترة القادمة في ظل وجود مبادرة البنك ىالمركزي الجديدة لدعم السياحة وحاليا تضم مرسى علم نحو 90 فندقا منها ما هو يعمل بكامل طاقته وآخر تحت الإنشاء سيجري الانتهاء منه من خلال الاستفادة بمبادرة البنك المركزي.
واقترح إقامة مناطق استشفائية وعلاجية وصحية على مستوى عالمى بمرسى علم لأن العالم كله يتجه الآن للجمال والتخسيس ومرسى علم تتمتع بالكثير من المناطق التى تناسب ذلك مع ضرورة قيام الحكومة بتسهيل الحصول على الأراضي لإقامة مشروعات سياحية.
وأشار إلى ضرورة الترويج لمرسى علم من خلال التسويق والحملات الدعائية بالخارج خاصة في منطقة الخليج العربي لسياحة اليخوت بمرسى علم مع تخفيض الرسوم وإلغاء الإجراءات الروتينية.
وأكد عبد اللطيف أن مرسي علم حاليا يوجد بها ٧٢ قريه سياحية يعمل في هذه القري ما يعادل 150 ألف عمالة مباشرة وغير مباشرة تخدم قطاع السياحه بمرسي علم، مضيفا أنه مع استكمال الإنشاءات الفندقية والسياحية بمرسي علم والقصير سيصل عدد القرى ١٥٠ قرية سياحية وفندقا.
وأوضح أنه عندما يتم دخول القرى والفنادق الجاري انشاؤها سوف يوفر قطاع السياحة بمرسى علم حينها نحو نصف مليون فرصة عمل وتحقيق إيرادات تصل إلى قرابة 6 مليارات جنيه سنويا.