سياحة وسفر
تفاؤل كبير باحتلال مرتبة متقدمة العام المقبل.. شمس السياحة المصرية تشرق من جديد
"العام المقبل سيشهد عودة مصر السياحية".. هكذا عبرت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة عن تفاؤل القطاع بعودة الحركة كاملة لمصر في ٢٠٢٠، مشفوعة بمؤشرات إيجابية عديدة تدل على تضميد جراح القطاع الذي عاني لنحو ٩ سنوات متواصلة من آثار أحداث يناير ٢٠١١.. وقالت الوزيرة في بورصة لندن التي عقدت نوفمبر الماضي: "نعتقد أننا سنحتل مرتبة متقدمة العام المقبل.. مصر عادت وجهة مفضلة للسائحين حول العالم".
رفض عام ٢٠١٩ أن يمضي دون أن يترك بشرة سارة للقطاع السياحي بعام جديد يملؤه التفاول والعمل الإيجابي، فقد قررت بريطانيا تعديل نصائح السفر بخصوص سيناء، واستئناف الرحلات الجوية المباشرة سواء المنتظمة أو منخفضة التكاليف -شارتر-، إلى شرم الشيخ، ما يبشر باستعادة مصر لنحو مليوني سائح توقف وصولهما منذ سقوط الطائرة الروسية في ٣٠ أكتوبر ٢٠١٥، عندما كانت بريطانيا تحتل المرتبة الثانية في عدد السائحين الوافدين خلف موسكو.
السياحة الألمانية لمصر، شهدت طفرة غير مسبوقة خلال السنوات الماضية، طبقا لتنامي العلاقات السياسية بين القاهرة وبرلين، فبدون حملات دعائية أو جهد من هيئة تنشيط السياحة، ظلت الحركة الألمانية فى ارتفاع مستمر، وفي عام 2017 بلغ عدد السائحين الألمان فى مصر أكثر من 1.2 مليون سائح ليحتل الألمان المرتبة الأولى من ضمن الوافدين الأجانب إلى مصر وبلغ فى 2018 نحو مليون و707 آلاف سائح تقريبا، مسجلا أعلى نمو فى السوق الأوروبية، فيما يتوقع الخبراء أن يختتم العام الجاري باستقبال مليوني ألماني، كما يصل العدد في ديسمبر ٢٠٢٠ إلى ٢,٥ مليون سائح وهو نفس عدد السياحة الروسية التي كانت تحتل المرتبة الأولى لمصر وأن كان السائح الألماني يتميز بطول مدة الإقامة وارتفاع الإنفاق بنحو ٣ أضعاف السائح الروسي على الأقل، ما يجعل مصر تستغني تماما عن الحركة الروسية.
تشير التكهنات إلى أن إحصائية أعداد الزوار المزمع صدورها مارس المقبل والتي تخص عام ٢٠١٩، سوف تتخطى حاجز الـ١٤ مليون سائح، بعد ان استقبلت مصر في ٢٠١٨ نحو ١١ مليون و٣٤٦ ألف سائح، ووفقا لتوقعات الخبراء فإن مصر ستنجح في تنفيذ خطتها باستقبال ٢٠ مليون سائح في العام المقبل ٢٠٢٠.
وفي العام الجديد مصر على موعد في ٣٠ يونيو مع الحدث الأضخم في تاريخ السياحة، وهو افتتاح المتحف المصري الكبير، وحول الحملة الدعائية العالمية التي يتم الإعداد لها بناء على توجيه رئيس الوزراء لإطلاقها للترويج لافتتاح المتحف، وتهيئة الرأي العام داخليا وخارجيا لهذا الحدث العالمي الضخم، أوضحت وزيرة السياحة رانيا المشاط؛ أن ما يُميز المتحف المصري الكبير عن غيره من المتاحف هو موقعه على بعد مائة خطوة من أهرامات الجيزة، واحتوائه على أكبر مجموعة من الآثار في الكوكب، يحكي كل منها حكاية أثرية مشوقة مختلفة من مختلف الحضارات المصرية وتلبي تطلع السائحين وشغفهم تجاه الآثار، ليكون المتحف المصري الكبير مُشوقا لهم ومنافسا للمنصات الإعلامية المختلفة في ضوء التطور التكنولوجي المتواصل.
وأشارت المشاط إلى أنه تم إعداد فيلم ترويجي للمتحف المصري الكبير سيتم عرضه على محطة السي إن إن (CNN)، مضيفة أنه يتم حاليا اختيار شخصية عالمية تكون الراوي في هذا الفيلم.
وسيشهد عام ٢٠٢٠ تنفيذ أول موسم عمرة مكتمل يجرى عبر البوابة الإلكترونية الجديدة التي أطلقتها الحكومة المصرية، وذلك بمشاركة نحو 1833 شركة، وتم بالفعل وضع الضوابط الفنية لعمل المنظومة والتى تتمثل في قيام شركات السياحة بتوثيق عقودها مع الوكلاء السعوديين وفقا للنظام المعمول به بالمملكة العربية السعودية إلكترونيًا على البوابة الجديدة وبالتنسيق مع غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، حيث تمنح وزارة السياحة الشركات اسم مستخدم وكلمة مرور للبوابة، كما تمنح كود أمني للمعتمر لا يسمح بخروجه من المنافذ بدونه.
وتنتهي الوزارة رسميا من تطبيق معايير الخدمة الفندقية الجديدة، بالتعاون مع بيت الخبرة العالمي بريفيرسك، المعتمد لاستشارات الصحة والسلامة والذي راجع حالة الفنادق في كافة المدن السياحية، وأعد تقارير تابعت لجان الوزارة مدى الالتزام بما جاء بها، ليتم الانتهاء من تأهيل الفنادق كافة في العام المقبل، وسط إعلان شركات عالمية عن التوسع بالاستثمار السياحي في مصر، ومنها هيلتون التي أعلنت عن زيادة فنادقها بمصر من ١٦ إلى ٢٦ فندقا.
أما عن أكثر الأخبار المبشرة لعام ٢٠٢٠، فهي مبادرة البنك المركزي التي اعلن عنها طارق عامر محافظ البنك في شرم الشيخ على هامش منتدى شباب العالم، وتنطلق في يناير ٢٠٢٠ وتنتهي في ٣٠ يونيو من العام نفسه، وقد اعتمد البنك ميزانية تبلغ ٥٠ مليار جنيه في صورة قروضا ميسرة، فيما تقرر منح عملاء مبادرة الشركات السياحية المتعثرة اعفاءا بنسبة ٥٠% من الدين، علاوة على إعفاء من الفوائد، كما تقرر إعفاء المتعثرين قبل عام ٢٠١١ من الفوائد المهمشة.