عالم
زي النهاردة.. حسين بن علي الهاشمي شريفًا على مكة 1 نوفمبر 1908
كان حسين بن علي الهاشمي هو مؤسس المملكة الحجازية الهاشمية، وأول من نادى باستقلال العرب من حكم الإمبراطورية العثمانية، وهو مولود في إسطنبول في 1854، حينما كان والده منفيًا هناك.وألمّ باللغة التركية وحصل على إجازات في المذهب الحنفي، ثم عاد إلى مكة وعمره 3 سنوات، إلى أن عينه السلطان العثماني، عبد الحميد الثاني، أميرًا على مكة في مثل هذا اليوم، 1 نوفمبر 1908.وحين نشبت الحرب العالمية الأولى، في 1914، وبعد التوجه القومي التركي للدولة العثمانية نصحه ابنه عبد الله بالتفاوض مع البريطانيين، للمطالبة بمساعدتهم للانفصال من الدولة العثمانية ولقبول خلافة إسلامية عربية، فتواصل معه البريطانيون من مصر، وعرضوا عليه خدماتهم من خلال ما عرف بمراسلات حسين مكماهون، فأعلن الثورة العربية الكبرى، في 1916.وفي عام 1917، صار ملكًا للحجاز، ووجه ابنه فيصل على رأس جيش كبير إلى سوريا فدخلها بمساعدة غير مباشرة من الجيش البريطاني، ثم بعث ابنه فيصل إلى سوريا، ليقيم فيها دولة عربية هاشمية، ما أثار سخط الفرنسيين ليضربوا سوريا بمعركة ميسلون، عام 1920، واحتلوها.واستنجد بعض زعماء سوريا بـ«الحسين»، فوجّه عبد الله ليثأر لأخيه، أو ليجمع على حدود سوريا قوة تكون نواة لجيش يقلق الفرنسيين، واقترب منها عبد الله ونزل ببلدة عمَّان، ودعاه البريطانيون إلى القدس فاتفقوا معه على أن تكون له إمارة شرقي الأردن، فأقام بعمَّان.واستفحلت ثورة العراق على البريطانيين، فساعدوا فيصل على تولي عرش العراق، فكان فيصل في شمال الجزيرة العربية وعبد الله في عمَّان، وزار عمَّان، عام 1922، وأعلن نفسه خليفة، وعاد إلى مكة ملقبًا بأمير المؤمنين، فلما اشتد التوتر بينه وبين ابن سعود، فأقبلت جموع ابن سعود وجيوش حلفائه إلى مدينة الطائف، وتفوقوا على جيش الحسين المرابط فيها واحتلتها.وسرى الذعر إلى مكة، فاتصل بالقنصل البريطاني في جدة، الذي أجابه بأن حكومته قررت الحياد.واجتمع بجدة ببعض ذوي الرأي من أهلها ونصحوه بالتخلي عن العرش لأكبر أبنائه علي بن حسين، ففعل وذلك لكي يقوم بدعم ابنه من الخارج، وهذا ما حصل فعلًا فقد ذهب للعقبة وصار يرسل المال لابنه لحرب ابن سعود، ثم أخبره ابنه بأن البريطانيين يرون أن بقاءه في العقبة قد يعرضه لهجمات ابن سعود، ثم وصلت إلى مينائها مدرَّعة بريطانية، فركبها إلى جزيرة قبرص، في 1925، وأقام فيها 6 سنوات، ثم مرض فعاد إلى عمّان بصحبة ولديه فيصل وعبد الله، وبقي فيها حتى توفي، في 1931، ودفن في القدس.