منوعات
مصر المذكورة في كتب السماء.. قصة نبي مع أول عاصمة قديمة
تبقى قرية “العزيزية” بالبدرشين أو “أرض الأنبياء” صاحبة مكانة خاصة داخل قلوب المصريين ..ففيها مكان قصر سيدنا يوسف ...ورغم الإهمال الذي أجبر الاهالي الذين اعتادوا علي زيارته والتبرك به يعزفون عن زيارته ... فهناك عرف العالم أول حضارة فى التاريخ، أرض مباركة عاش فوق ترابها أنبياء الله إبراهيم ويعقوب ويوسف عليهم السلام، وولدت السيدة هاجر أم العرب، وعاشت فيها زوجة فرعون التى بنى الله له قصراً فى الجنة، أيضاً عاش بها الرجل المؤمن الذى ذكره القرآن الكريم. وماشطة ابنة فرعون تلك السيدة المؤمنة التي ضربت مثالاُ للثبات والإيمان.
رغم ما تحويه قرية “العزيزية” من آثار وشواهد مهمة، حيث عرفت لدي الدماء المصريين باسم مدينة منف والتي أسسها الملك مينا موحد القطريين عام 3400ق م ... إلا أن أكثر ما يتمناه أهالي القرية هو إزالة الركام و الأتربة عن قصر سيدنا يوسف عليه السلام و رصف طريق يربط هذه المنطقة بهرم زوسر المدرج بمنطقة آثار سقارة، حتى يستطيع السائحون النعرف علي هذه المنطقة التي كانت أول عاصمة موحدة في تاريخ مصر والعالم.
ويحكي مفتش الآثار محمود ابراهيم قصة قرية العزيزية قائلا إنها احدي قري مدينة منف والتي تضم 4 قري بمركز البدرشين وهم أبوصير وسقارة وميت رهينة، وكانواً جزءاً واحداً يشكل مدينة ” منف ”
وقد اشتق اسمها من عزيز مصر والتى روى القرآن الكريم قصة زوجته زليخة مع نبى الله يوسف، كما جاء إلى منف القديمة نبى الله إبراهيم وتزوج من أهلها بالسيدة هاجر أم نبى الله إسماعيل وجدة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأيضاً تزوج سيدنا إسماعيل ” أبوالعرب ” زوجته الثانية من عند أخواله من منف ليكون المصريون أخوال العرب على مدار التاريخ، كما جاء إلى العزيزية سيدنا يعقوب وأولاده جميعا لتتحقق أشهر رؤيا فى تاريخ العالم وهى رؤيا سيدنا يوسف عليه السلام.
ويقع قصر العزيز أو تل العزيز أو الكوم كما يطلق عليه أهالى العزيزية عند بداية مدخل القرية، والتل حالياً عبارة عن هضبة كبيرة من الأكوام المترامية من الأتربة والأحجار .
حوض زليخة
تقسم قرية العزيزية لعدة أحواض أهمها حوض زليخة نسبة للسيدة زليخة زوجة العزيز وزوجة سيدنا يوسف فيما بعد، ومما قاله بعض أهالي القرية أن سيدنا يوسف عليه السلام عندما خرج من السجن ورأى زليخة بعدما كبرت قال لها “مال البدر أصبح شين” ومن هنا جاءت كلمة البدرشين.
و”حوض زليخة ” كانت تستخدمه زوجة العزيز للاستحمام مع زوجات كبار الأمراء والأعيان وقتها .. وهن النسوة اللاتي تهامسن بقصتها مع سيدنا يوسف وأشار إليهن القرآن الكريم. وهو حالياً عبارة عن مساحة زراعية عند مدخل القرية يقال أن الحوض يقع تحتها.
سجن يوسف الصديق
أبوصير هى إحدى القرى التى بنيت على أنقاض منف القديمة من أعرق وأقدم قرى مصر لا يعرفها كثيرون إلا من خلال ارتباطها بلقب إمام الشهداء العارف بالله شرف الدين عبدالله محمد بن سعيد البوصيرى صاحب البردية والهمزية وصاحب المقام الشهير بالإسكندرية.
وأيضا تسمى “بوصير السدر” لكثرة أشجار السدر بها “النبق” وكانت هذه المنطقة قديمًا مقرًا للأسرات الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة الفرعونية التى كانت جزءًا من منف القديمة، وبها مجموعة ضخمة من أقدم المقابر الفرعونية وأيضا مقبرة العجول المقدسة “السيرابيوم”.
والعجيب فى هذه القرية أنه إلى جانب آثار الفراعنة، توجد آثار لأنبياء الله “سجن سيدنا يوسف” عليه السلام، حيث قضى سيدنا يوسف فى هذا السجن بضع سنين، وسطح السجن معروف بأنه مكان يستجاب فيه الدعاء، يمتد السجن لأكثر من 35 مترًا تحت سطح الأرض ينتهى بسرداب يميز المكان من الأعلى غرفة مغطاة باللون الأخضر.
سأل كافور الإخشيدى أبا بكر الحداد على مكان يجاب فيه الدعاء ليدعو فيه، فدله على سطح سجن سيدنا يوسف. وأيضا يوجد فى “أبوصير” أثار كليم الله سيدنا موسى