منوعات
مصر المذكورة قي كتب السماء.. قصة نبي مع أول عاصمة قديمة
لم تغب مصر أبدا عن الكتب السماوية الثلاث ؛ القران والإنجيل والتوراة ، ولن يستطيع أي كاتب حصر تلك المذكورات في خبر أو تقرير وإنما أثرت ذكر لوحة وقرية ومدينة ونبي ذكروا في القران والإنجيل والتوراة وهي "قصة الصديق " والتي بدأت في "العزيزية" و"بوصير"، تلك القريتين الواقعتين على بعد 19 كيلو متراً جنوبي القاهرة، كانتا مركز قصة لحياة النبي يوسف بن يعقوب الذي أنقذ مصر من مجاعة مخيفة في العصر القديم ومع "سقارة"، و"ميت رهينة"، كونو مدينة قديمة هي "منف" أول عاصمة في تاريخ مصر.
تنتسب قرية "العزيزية"، إلى قصر "العزيز" (لقب وزير مصر الأول بوتيفار بن روحيب في العصر الذي عاشه النبي يوسف زمن الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة نحو عام 1350 قبل الميلاد بحسب روايات توراتية وتاريخية غير مؤكدة).
وتضم القرية أيضاً حمام زوجته "زليخة" (راعيل بنت رماييل) ومخازن الحبوب التي تعرف بـ"تل العزيز"، على ما جاء في كتاب "صبحي الأعشى في صناعة الإنشا" لمؤلفه أحمد بن على القلقشندي، الذي اطلع عليه مراسل الأناضول.
وتضم "العزيزية" أيضا ثلاثة أهرامات تاريخية وصفها القلقشندي في الكتاب ذاته بأنها "من أعظم أبنية المصريين القدماء حيث يقال إن طول عمود كل هرمُ 317 ذراعا (الذراع 46 سنتيمترا)".
أما السجن الذي يشاع أن النبي يوسف (عليه السلام) وُضع به، وكان مسرحاً لوقائع تفسير الروئ، فيوجد في "بوصير"، التي تضم أيضا مسجد موسى الذي ينسب إلى النبي موسى بن عمران (عليه السلام)
وفي "العزيزية"، التي يقطنها حوالي 25 ألف، نسمة حسب تقديرات غير موثقة، لم يعد هناك أثر لـ"قصر العزيز"، وتحول "تل العزيز" الذي كان قديما مخزناً للقمح، إلى مجموعة من الأحجار المتحطمة
وتلك الشخصيات، ذُكرت قي القرآن الكريم، منها قصة يوسف الصديق ،وكيف فعل الإخوة به، ثم بيعه في أسواق العبيد، ثم شراؤه من عزيز مصر، وتربيته في قصره.
وهنا تبدأ القصة التي أحد فصولها الكلام الذي تداولته نسوة مصر، وهن النسوة اللاتي كنّ بالمدينة "منف القديمة "، وهن زوجات الأمراء والأعيان، بأن السيدة زليخة عشقت يوسف الصديق، وتناقلن الكلام، وزاد فيه ما زاد. ولما وصل لها الخبر عن كلامهن بدأت في إعداد خطة لنسوة المدينة بعدما تفننّ في الحديث عما حدث بين زليخة ويوسف، وكيف أنها راودته عن نفسه؛ فقررت الانتقام بطريقة مبتكرة.. فبعد أن أحاط كيدها بيوسف الصديق، ثم بكت أمام زوجها عزيز مصر لما اتهمت الصديق باطلاً، استمرت في مكائدها، وأحضرت النسوة، وأجلستهن على مائدة بها من الطعام والفاكهة والشراب، وأمرت الخدم ألا يقطعوا الطعام، ووضعت أمام كل إناء طعام سكينًا، ودخلت النسوة واحدة تلو الأخرى، وجلسن، ودعتهن للطعام، وأمسكت كل واحدة منهن السكين المخصص لها، وأمرت بأن يخرج الصديق عليهن في أبهى صورة.
كان جَمال يوسف مبهرًا، ونظرت إليه النسوة، ولم يتخيلن جَمال الصديق بهذا الشكل، ونسين طعامهن، واستمررن في تقطيع الطعام والفاكهة، وأصيبت أيديهن فقطَّعن أيديهن، وتناثرت دماء النسوة، ولم يشعرن به. وهنا وقفت زليخة، وقالت: هذا ما تحدثتن به في مجالسكن، وهذا الذي سيسجن إن لم يرضخ لي.ورفض الصديق؛ وآثر السجن على الفحشاء
وانتهت القصة بسجن يوسف بضع سنين، وعاد ليحكم مصر وخزائنها، ثم اعترفت زليخة بذنبها، وكذلك النسوة.. ثم تابت زليخة وأنابت، وكانت في طاعة الله نحو 12 عامًا منذ خروج يوسف من السجن وتبرئتها له.