على قدم وساق، تجري الاستعدادات المكثفة، بفنادق ومنتجعات شرم الشيخ، التي تتزين لاستقبال حركة سياحية مكثفة خلال الموسم الشتوي الجاري، وخاصة بعد بدء تلقي حجوزات السائحين البريطانيين العاشقين لمدينة السلام، والذين شكلوا لسنوات طويلة المرتبة الثانية في معدلات التوافد لمصر بواقع ما يزيد عن المليون ونصف المليون سائح سنويا، خلف روسيا التي تصدرت الحركة بواقع مليونين ونصف سنويا.
من جانبه قال حسام الشاعر رئيس غرفة شركات السياحة، إن الحركة السياحة في شرم الشيخ أصبحت أفضل بدليل أن هناك فنادق فتحت أبوابها من جديد بعد توقفها لانحسار الحركة، كما تشهد مدينة السلام زيادة في ضح الاستثمارات الفندقية، متوقعا انتعاشة الحركة مع بدء التوافد الإنجليزي الشتاء المقبل.
وأضاف أن شرم الشيخ تستعد لاستضافة مؤتمر السياحة الصحية في مارس المقبل، تحت رعاية رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، في حين وقع اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء ١٥ تؤامة مع مختلف دول العالم لجذب الحركة السياحية، كان أخرها مع الكلية البريطانية الدولية بلندن على هامش مشاركته في بورصة لندن السياحية التي عقدت مطلع الشهر الجاري، تقضي بفتح فرع للكلية في مدينة السلام شرم الشيخ، كما عقد لقاءات مع شركات السياحة البريطانية ولجنة النقل بالبرلمان البريطاني ومنظمي الرحلات، بهدف طمأنتهم فيما يخص الموقف الأمني بشرم الشيخ خاصة بعد استئناف حكومتهم الطيران إلى المدينة.
ولفت إلى أن شرم الشيخ سوف تستقبل زيارة لوفد بريطاني رفيع المستوى مطلع ديسمبر المقبل لمعاينة الإجراءات الجديدة.
أما عبد الفتاح العاصى، رئيس قطاع الرقابة على الفنادق والمنتجعات السياحية، فقال إنه يوجد تعاونا كبيرا بين غرفة المنشأت الفندقية والوزارة خاصة الغرف الفرعية بالمحافظات السياحية، للعمل على عدة محاور أساسية أهمهما رفع مستوى العاملين والخدمة وصحة وسلامة الغذاء.
وأضاف العاصي ان الوزارة دفعت بلجان للتفتيش على الفنادق الموجودة بالمحافظات السياحية وعلى رأسها شرم الشيخ بعد قرار بريطانيا برفع حظر السفر وأستئناف الطيران السياحى، لافتا إلى ان حملات الوزارة لا تستهدف غلق الفنادق أو معاقبتها بل التقييم ومنح مهلة لتوفيق الأوضاع ورفع القدرة التنافسية للفنادق المصرية بعد فترة كساد اثرت سلبا على المنشآت، كما وجدت اللجان فنادق عديدة بدأت تطوير نفسها تلقائيا.
وتابع ان الوزارة ماضية في طريقها للتحول الرقمي واستخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة الفنادق عن طريق ميكنة كافة الإجراءات الخاصة بالتصاريح والتدريب، ووصلت الوزارة لمراحل متقدمة في خطتها تنتهي خلال ٦ اشهر.
فيما أشاد مجلس إدارة إتحاد الغرف السياحية بالمشاركة الفعالة والإيجابية لمصر في بورصة لندن السياحية هذا العام والتي تعد من أنجح المشاركات المصرية في البورصة.
وأكد المجلس أن النتائج الإيجابية الكبيرة لتلك المشاركة سوف يجنيها القطاع السياحي بأسره وبكل مكوناته في أقرب وقت خاصة مع الإستعداد لعودة السياحة الإنجليزية لمنتجعات شرم الشيخ بعد إنقطاع عدة سنوات.
وأكد أحمد الوصيف، رئيس اتحاد الغرف السياحية، أن هناك عوامل عديدة أدت الي نجاح المشاركة المصرية في دورة هذا العام من البورصة وعودة الجميع منها بروح من التفاؤل، والتى كانت فى مقدمتها توجهنا للبورصة بعناصر قوة منها ما تم إعلانه قبل البورصة بفترة وجيزة من تحقيق السياحة المصرية أرقام ايجابية سواء في أعداد السائحين أو الدخل السياحي، إلى جانب تنوع الأسواق المصدرة للسياحة الي مصر وتواجد أسواق مهمة مثل أمريكا واليابان والصين وجميع الدول الأوربية.
وأضاف أن السبب المهم الأخر لنجاح المشاركة المصرية التميز الكبير للجناح المصري بالبورصة وقوة الفعاليات التي تمت داخله سواء على المستوي الرسمي أو الغرف وممثلي القطاع الخاص، مشيدا بالجهد الكبير والمتميز الذي بذلته وزيرة السياحة خلال البورصة سواء في اللقاءات المهنية مع كبار منظي الرحلات أو الإعلامية مع أهم الشبكات الاعلامية الدولية وفي مقدمتها سي إن إن، وبي بي سي، والتي كان لها مردودا في إلقاء الضوء علي ما يحدث في مصر عامة من تطور وتحديث ونمو إقتصادي ثم ما تشهده السياحة المصرية بشكل خاص من منهج عملي وعلمي مدروس لتطوير صناعة السياحة.
وأكد "الوصيف" أن برنامج الإصلاح الهيكلي الذي أطلقته وزيرة السياحة الدكتورة رانيا المشاط تم بالتعاون مع الإتحاد والغرف السياحية، قائلا “فقد تجلت أهم عناصر هذا البرنامج بشكل كبير في المشاركة المصرية بالبورصة وأدت لنجاحها”.
وأضاف أن الشكل العصري والمميز للجناح المصري والذي يعكس حداثة لم تغفل في نفس الوقت كافة عناصر قوة السياحة المصرية فكان هناك أركان للآثار والغوص والبيئة والمحميات والمتحف الكبير .. بجانب الركن المهم بالجناح الخاص بتعليقات كبار مشاهير العالم عن زياراتهم لمصر وسعادتهم بها والتي تعد ضمن عناصر التسويق السياحي بالبرنامج “. People to People ” .. وأعطت ثقة كبيرة بحملاتنا الترويجية.
وأشار إلى أنه في إطار التنسيق والتشاور الغير مسبوق بين الوزارة والقطاع الخاص ممثلا في الاتحاد وغرفه الخمس، وانعكاسا للعلاقات الثنائية التي تعد في أفضل حالاتها علي الإطلاق فقد كانت هناك لغة واحدة يتحدث بها الجميع داخل الجناح المصري بدء من الوزيرة ومسئولى الوزارة مرورًا بأعضاء الاتحاد والغرف وانتهاء بممثلي القطاع الخاص مما منح التواجد المصري قوة وثقة خاصة أمام كبار منظمي الرحلات وشركات الطيران والمؤسسات السياحية الدولية، وتأكد الجميع أن هناك منهجا علميا وخطة ممنهجة يعمل بها القطاع بأكمله.
وقال "الوصيف"،  لابد هنا من توجيه شكر خاص إلي وزيرة السياحة التي أعادت الثقة التي كانت مفقودة بين الوزارة والقطاع الخاص ونجحت في تشكيل فريق عمل متجانس من الجانبين هدفه تحقيق الصالح العام للقطاع والمصلحة القومية لاقتصادنا القومي.
وشدد رئيس اتحاد الغرف السياحية، علي أن أهم ما ميز المشاركة المصرية هذا العام علي الإطلاق وسوف يجني القطاع ثماره قريبًا جدًا أن الوفد المصري بأسره توجه للبورصة بخطة تتضمن الفعل وليس رد الفعل، فلم تكن فعالياتنا نتيجة لقرار الحكومة الإنجليزية بعودة الرحلات إلي شرم الشيخ ولكن كانت هناك منهجية عمل وخطوات عملية مهمة تمت بالفعل في طريق إصلاح هيكلي شامل بدأ ومستمر بنجاح.
واستشهد "الوصيف" علي ذلك بما قامت به الوزارة العام الماضى بالتعاون مع الاتحاد وغرفة المنشآت الفندقية بالاستعانة بشركة “بريفيرسك” Preverisk، وهي بيت خبرة عالمى معتمد لاستشارات الصحة والسلامة، وذلك لعمل فحص شامل للفنادق بمدينة الغردقة و شرم الشيخ لرفع جودة المنشآت الفندقية.
وأضاف: عرضنا لجان الوزارة التي تجوب مدينة شرم الشيخ حاليا لمراجعة منتجعاتها والتأكد من جاهزيتها لاستقبال السياحة الإنجليزية، مؤكدًا أنه تم عرض هذه الإجراءات خلال اجتماع الوزيرة بحضوره كرئيس لاتحاد الغرف مع اتحاد وكلاء وشركات السياحة والسفر البريطانية ABTA والذين أشادوا بتلك الخطوات المهمة مؤكدين ثقتهم أن السياحة المصرية تسير في الطريق الصحيح وأنها ستشهد عودة قوية للسياحة الإنجليزية قريبا جدًا.
وأكد أن هناك ثقة لدي القطاع السياحي بأن صناعة السياحة تمر بفترة متميزة علي كافة المستويات بجانب الدعم والتعاون الحكومي الغير مسبوق علي كافة المستويات للقطاع معربًا عن تمنيات القطاع باستمرار هذه الإنجازات في ادارة ملف السياحة حتي تحصل مصر علي نصيبها العادل والمستحق من حركة السياحة الدولية.