بعد مرور نحو ٤ سنوات.. وتحديدا منذ صباح الأول من نوفمبر عام ٢٠١٥ عندما قررت بريطانيا حظر الطيران إلى شرم الشيخ، واستخدام مطارات سيناء والبحر الأحمر.. وبقرار من الحكومة الإنجليزية مشفوعا بدعم وتأييد مجلس العموم البريطاني، قررت لندن العودة إلى معشوقة سائحيها.. شرم الشيخ.
الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، قالت إن قرار المملكة المتحدة برفع حظر السفر إلى شرم الشيخ، يعد رسالة طمأنة للعالم أجمع حول استقرار مصر وأمنها، كما يشجع كافة الدول التي لا تزال تتخذ القرار نفسه على تعديله، وأبرزها روسيا الاتحادية، مضيفة أن القرار جاء بعد تنسيق وتواصل مستمر بين الجهات المعنية في القاهرة ولندن، والذي أسفر عن اطمئنان الجانب الإنجليزي لإجراءات الأمن والسلامة في المطارات المصرية وخاصة بسيناء، مشيرة إلى أن مدينة السلام تمتلك ثروة سياحية حقيقية يعشقها البريطانيون ومن المتوقع زيادة معدلات التوافد في الفترة المقبلة مع تزايد عدد الرحلات المباشرة لشرم الشيخ.
ولفتت الوزيرة، إلى أن عودة السائحين الإنجليز سوف تزيد من انتعاشة السياحة في مصر، خاصة في جانب الأرباح والتى أعلن عنها البنك المركزي، مؤكدا ان السياحة حققت خلال العام المالي ٢٠١٨/٢٠١٩، أعلى عائد لها مقارنة بميزان المدفوعات، متوقعة تزايد الأرباح عقب القرار البريطاني.
وأكدت المشاط، أن الوزارة وضعت خطة ترويجية سوف تستغلها في التعامل مع السوق البريطاني بداية من معرض لندن السياحي الدولي نوفمبر المقبل، وضمن خطة الإصلاح الهيكلي التي اعتمدتها وزارة السياحة، لافتة أن الخطة تبدأ بالاعتماد على المجتمعات المحلية والعاملين بالقطاع في الترويج لدى المجتمعات المماثلة بالأسواق المستهدفة people to people، ثم استغلال الأفلام الواقعية بصناعة محتوى ترويجي يعرض في القنوات الهامة الكبيرة في تلك الأسواق، معربة عن سعادتها بالقرار البريطاني الذي سيشجع روسيا أيضا على اتخاذ قرار مماثل،مما يبشر بعودة كامل الحركة السياحية لمصر.
ومن جانبه، أعرب السفير البريطاني لدى القاهرة السير جيفري آدامز، عن سعادته بقرار حكومة بلاده تعديل نصائح السفر حول مصر وإلغاء الحظر على شرم الشيخ، موضحا أن التنسيق استمر بين الحكومتين المصرية والإنجليزية ولم ينقطع يوما، وذلك إدراكا من بلاده لأهمية السياحة المصرية وشرم الشيخ بالنسبة للمواطنين البريطانيين، ومدى شغفهم بزيارة مصر في أقرب فرصة.
ولفت آدامز، إلى أن مصر استقبلت العام الحالي ٥٠٠ ألف سائح بريطاني رغم حظر سيناء، متوقعا تضاعف الأعداد خلال الفترة المقبلة والموسم الشتوي، وتابع: "يأتي هذا الإعلان بعد تعاون وثيق بين خبراء أمن الطيران في المملكة المتحدة ومصر. سوف نعمل عن كثب مع شركات الطيران التي ترغب في استئناف الرحلات الجوية".
ومع صدور القرار، سادت حالة من التفاؤل بين الأوساط السياحية في شرم الشيخ، وقال طارق عبد المنعم، رئيس غرفة الشركات السياحية بجنوب سيناء ان السوق الإنجليزي يعد من ضمن الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة لمدينة شرم الشيخ وكان يحتل المرتبة الثانية بعد السوق الروسي، بواقع مليون و300 الف سائح، متوقعا ان يساهم القرار بشكل كبير في رفع الحظر الروسي خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأضاف ان شركات الطيران الأوروبية بدأت الاستعداد لتوجيه رحلاتها تدريجيا إلى شرم الشيخ، كما تستعد الفنادق بمدينة السلام لاستقبال الحركة الإنجليزية بعد ارتفاع نسب الإشغالات بها من الجنسيات المختلفة، خاصة الأوكراني والإيطالي اللذان سجلا مراكز متقدمة بين الأسواق المصدرة، متوقعا ان تستقبل جنوب سيناء 5 رحلات أسبوعية من بريطانيا خاصة وان مطارات مصر باتت تتبع أعلى درجات الأمن والسلامة، ما يجعلها في منافسة قوية مع كبرى المطارات في العالم.
وقال رامي رزق الله، عضو لجنة تسويق شرم الشيخ ومدير فنادق سافوي، ان توقيت رفع الحظر على شرم الشيخ جيدا للغاية حيث تشارك عدد من الفنادق والشركات المصرية في معرض السياحة والسفر WTM المزمع انعقاده في المملكة المتحدة الشهر المقبل والذي يعد ثاني أكبر بورصة سياحية بعد برلين، متوقعا ان يشهد الجناح المصري إقبالا كبيرا من شركات السياحة الاجنبية ومنظمي الرحلات في أوروبا.
وأشار رزق الله إلى ان القرار سوف يشجع الدول الأخرى في مراجعة موقفها من مصر وبينها هولندا وروسيا، مؤكدا ان السائح البريطاني يعشق الحضارة المصرية ولديه شغف لزيارتها، مطالبا شركة مصر للطيران ووزارة السياحة بالتعاون لوضع خطة سريعه لإطلاق خطوط طيران من نقاط مختلفه بالعاصمة اللندنية بجانب التنسيق مع شركات الطيران الخاصة،وذلك لمواكبة الطلب المتوقع عقب البورصة السياحية وبداية الموسم الشتوي، لافتا إلى ان عملاء شركة توماس كوك البريطانيا التي أشهرت افلاسها مؤخرا في انتظار الإعلان عن تسيير الرحلات إلى مصر.
وطالب رزق الله المنشأت السياحية والفندقية بجنوب سيناء بمحاولة تطبيق المواصفات الدولية الخاصة بالخدمة والجودة التي يستهدفهم السائح الإنجليزي أثناء رحلته إلى اية مقصد سياحي علاوة على الامن والأمان خاصة وان شرم الشيخ باتت تستقبل مؤتمرات دولية واحداث مهمة.