منوعات
"جنة الفراعنة تحت الأرض" .. تقرير بريطاني يكشف سر مقبرة "سيتي الأول"
سلطت القناة الخامسة البريطانية الضوء على منطقة وادي الملوك، وخصوصًا مقبرة "سيتي الأول" التي وصفها علماء الآثار بـ "جنة الفراعنة تحت الأرض"، وقالت عالمة الآثار والمؤرخة البريطانية "بيتاني هيوز"، إن هناك جنة فرعونية تحت الأرض على بعد 138 متر أسفل منطقة وادي الملوك.
وأكدت صحيفة "اكسبرس" البريطانية أن هيوز حصلت على فرصة ذهبية ونادرة لدخول المقبرة والتي كانت غير آمنة لسنوات طويلة بسبب أعمال الترميم ووصفتها بأنها جنة الفراعنة.
وأشارت إلى أن هذه المقبرة تعود للفرعون سيتي الأول من الأسرة التاسعة عشرة، وتم اكتشافها للمرة الأولى بواسطة عالم الآثار جيوفاني باتيستا بيلزوني الإيطالي في 16 أكتوبر من عام 1817، ولكن تم إغلاقها أوائل ستينيات القرن الماضي بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بهيكل المقبرة.
وقالت "هيوز": "حصلت على فرصة لاستكشاف أسرار هذه المقبرة الرائعة والتي تمثل أجمل ما صمم الفراعنة القدماء".
وتابعت "يوجد داخل تضاريس وادي الملوك الصخرية ما يقرب من 63 مقبرة، وهي المقابر التي تم اكتشافها حتى الآن ومن المؤكد أن هناك المزيد والمزيد منها".
وأضافت "هذه المنطقة تشمل مقابر الفراعنة الأكثر شهرة في التاريخ المصري وعلى رأسهم الملك توت عنخ آمون أو كما يلقب بالملك الصبي ومقبرة الملك رمسيس الثاني ورمسيس الثالث".
واستطردت قائلة "لكن أعظم قبر في المنطقة هو قبر الفرعون سيتي الأول، وهو الذي يعد بمثابة جنة الفراعنة تحت الأرض".
وتابعت "كان سيتي الأول هو والد الفرعون المصري رمسيس الثاني أو كما يطلق عليه رمسيس الكبير، والذي كان قائد ناجح بكل المقاييس وتم بناءه قبره بشكل أكثر من رائع".
وأشارت إلى أنه لسنوات عديدة تم إغلاق قبر سيتي الأول أمام الزائرين، بسبب عمليات الإصلاح والترميم، ولكن مع الدخول إليه فهذا القبر يعتبر بحر من الأسرار لحقبة هامة في تاريخ الفراعنة، فهو مكان مذهل وضخم للغاية.
وأوضحت القناة الخامسة البريطانية، أن الوصول للقبر يتطلب السير في نفق طويل للغاية، قبل الوصول للقبر الرائع الضخم، وقالت "هيوز": "يا إلهي كيف يمكن ان يكون بهذا الجمال، وكأننا مازالنا في عهد الفراعنة، فهذا هو أعمق وأكبر قبر في وادي الملوك".
وتابعت "هيوز": "ليس من الغريب أن يكون القبر بهذالا الشكل، فسيتي الأول كان واحد من أقوى الرجال على وجه الأرض وليس في مصر فقط".
وأضافت "إنه أمر لا يصدق، يوجد في مكان زخرفة ونقوش وكتابات إنه يحمل كمية هائلة من المعلومات التي لم يتم الكشف عنها من قبل"
وكشفت "هيوز" عن سر المقبرة، وكيف حول "سيتي الأول" مقبرته لتكون بمثابة جنة له في العالم الآخر، قائلة "المقبرة عميقة للغاية، فهي على عمق 138 متر من سطح الأرض، حتى العمود الموجود فيها، ملئ بالزخارف التي تمثل الملك الراحل مع آلهة وإلهات مختلفة".
وتابعت "هناك حورس ابن أوزوريس وينظر إلى العلاقة بين الملك والإله نفسه، فالملك كان يتمنى في يوم من الأيام أن يحيا مرة أخرى مع إله المفضل أوزوريس، لذلك عندما قرر بناء القبرن نحته من الصخور حتى يعيش إلى الأبد في الحياة الأخرى ويكون أقوى وأكبر مقبرة فرعونية".
وأضافت "سيتي الأول خطط أن يستقر في حياته الأخرى في هذه المقبرة، ومع كل هذه النقوش والتفاصيل الدقيقة والرائعة، وهناك جملة تقول "سأعيش هنا في جنتي"، أي أن السر وراء تجهيز المقبرة بهذا الشكل المميز والرائع هو رغبته في العيش بها خلال حياته الأخرى، وهو ما يعني أن هناك بعض الرموز التي أراد سيتي الأول حماية جسده ومقبرته بها، وتسهل انتقاله للعيش فيها في الحياة الأخرى مع الإلهه أوزوريس".