سياحة وسفر
المستويات العالمية تتعامد على وجه السياحة المصرية
أسبوع مثير شهده قطاع السياحة، وسط نشاط غير مسبوق وعلى غير العادة يستهدف وضع استراتيجية وزارة السياحة.. أخيرا وضعت السياحة لائحة معايير طال انتظارها لتصنيف الفنادق على أساسها، بديلا عن عشوائية التصنيفات في مصر التي باتت تؤرق المنظمة العالمية للسياحة، وعلى جانب آخر، أعلنت الوزارة في مؤتمر موسع التوقيع مع ٦ شركاء دوليين للترويج والتسويق للمنتج السياحي المصري في العديد من الدول والأسواق، بعدما ظلت هيئة تنشيط السياحة تعمل دون وكيل خارجي لنحو عام كامل.
تصنيف الفنادق
لأول مرة منذ ١٤ عاما وفي إطار برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة، وبرعاية الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، أعلنت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة عن المعايير الجديدة لتصنيف الفنادق المصرية، وذلك بعد تحديثها بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية وغرفة المنشآت الفندقية، وألقت كلمة اشارت خلالها إلى أن الوزارة عكفت منذ يناير ٢٠١٨ على وضع برنامج إصلاح هيكلي لتطوير قطاع السياحة الذى أطلقته الوزارة في نوفمبر الماضي، وذلك لتنفيذ رؤية الوزارة فى تحقيق تنمية سياحية مستدامة، مضيفة أن المحور الهيكلى في اي خطة إصلاح يكون دائما هو الأصعب والأطول فى تحقيقه، لكنه في النهاية يضع الدول على مسار مستدام من التنمية ويزيل العقبات التى قد تواجه أى قطاع، وهو ما تقوم به وزارة السياحة حاليا من خلال برنامج الاصلاح الهيكلي لتطوير القطاع.
وأوضحت أنه عندما بدأت الوزارة فى خطوات الإصلاح وضعت نصب أعينها عنصرين غاية في الأهمية لرفع تنافسية قطاع السياحة؛ وهما: الاستثمار في العنصر البشرى ورفع كفاءة العاملين بالقطاع من خلال التدريب الفني والمهني المؤسسي، بما يعزز مستوى الخدمة السياحية المقدمة وهو ما نقوم به في الوزارة بالتعاون مع الاتحاد المصري للغرف السياحية، والعنصر الثاني هو رفع كفاءة البنية التحتية للمنشآت السياحية وخاصة الفندقية لتنافس مثيلاتها العالمية، وفي هذا حرصت وزارة السياحة على تحديث منظومة معايير تصنيف الفنادق المصرية.
وأكدت وزيرة السياحة أن تحديث منظومة معايير تصنيف الفنادق المصرية يٌعتبر حجر الزاوية في رفع تنافسية قطاع السياحة، وتحسين جودة المنتج السياحى المصرى، لافتة الى أنه في إطار التنمية المستدامة واستغلال المقومات السياحية وتلبية احتياجات السوق ومتطلبات السائحين، فقد تم لأول مرة إضافة أنماط سياحية جديدة للإقامة تهدف إلى جذب مزيد من السائحين، وذلك في ضوء التغيرات التي طرأت على صناعة السياحة عالميا والطلب المتزايد على مثل هذه الأنماط والمتمثلة في الذهبيات، والفنادق البيئية والمعروفة باسم، Eco lodges ، والشقق الفندقية Apartment Hotels ، والبوتيك أوتيل.
وأضافت أنه تم أيضا تحديث المعايير السابقة لأنماط الفنادق الثابتة والمنتجعات والفنادق العائمة والفنادق الترائية والمعروفة، والمخيمات التي شملت إضافة معايير لمخيمات السفارى، مع مراعاة البعد البيئي ومعايير الفنادق الخضراء واستخدام تكنولوجيات الطاقة النظيفة بما يساهم في الحفاظ على البيئة وحماية الموروثات الطبيعية والتراثية.
وأوضحت أنه بعد تعريف كل نمط من هذه الأنماط تم وضع معايير تصنيف خاصة بها مما سيتيح لوزارة السياحة الفرصة للقيام بدورها الرقابي على مثل هذه المنشآت لضمان جودتها وجودة الخدمات التي تقدمها.
واكدت الوزيرة أن منظومة معايير التصنيف الجديدة نتاج جهد وعمل مستمر لعدة اشهر متواصلة من قبل وزارة السياحة بالتعاون مع شركائها من القطاع الخاص والمتمثل في غرفة المنشآت الفندقية، الى جانب التعاون المثمر مع منظمة السياحة العالمية التى قامت بترشيح عدداً من الخبراء الدوليين المتخصصين في مجال تصنيف الفنادق، للخروج بمعايير تواكب معايير تصنيف الفنادق العالمية.
وحول القيمة السعرية، قالت أن أهمية هذه المعايير تكمن في أن تطبيقها سوف يعزز من تنافسية القيمة السعرية للإقامة بالفنادق، حيث يُعتبر تميز الفندق وجودة الخدمة المقدمة به عاملا أساسيا في استمتاع السائح بزيارته وتشجيعه على تكرارها، مشيرة إلى أن معايير تصنيف الفنادق في مصر لم يتم تحديثها منذ عام 2006 وكانت تقتصر على المكونات الثابتة بالفندق دون النظر إلى أسلوب الخدمة المقدمة او مراعاة المعايير البيئية والصحية، وبالتالي فإن تطبيق معايير جديدة لتتماشى مع المعايير العالمية كان ضرورة ملحة، فقطاع السياحة عالميا في تطور مستمر ويتعين علينا العمل على مواكبة هذه المتغيرات ، مؤكدة ان المعايير الجديدة لتصنيف الفنادق ستمثل نقلة كبيرة للقطاع، حيث ان التقييم الجديد يشتمل على معايير ترتكز على المكونات الثابتة بالمنشأة الفندقية وكذا المعايير المتغيرة التي تقيس المستوى الصحي ومستوى الخدمة المقدمة من العنصر البشرى وأسلوب الإدارة للمنشأة وغيرها.
وقالت المشاط إن هذه المنظومة تم وضعها مع مراعاة البعد البيئي وتطبيق مفهوم الفنادق الخضراء واستخدام تكنولوجيا الطاقة النظيفة بما يساهم في الحفاظ على البيئة وحماية الموروثات الطبيعية والتراثية، وتضمنت المنظومة الى جانب تحديث المعايير السابقة لأنماط الفنادق الثابتة والمنتجعات والفنادق العائمة إضافة معايير جديدة لأول مرة لتصنيفات الفنادق المصرية، ومنها معايير لمخيمات السفارى .
وأشارت إلى قيام الوزارة بتنظيم دورات تدريبية لمفتشى قطاع الرقابة على المنشآت الفندقية على المعايير الجديدة وذلك على يد خبراء من منظمة السياحة العالمية، حيث تم تأهيل 23 مفتشا من قطاع الرقابة على المنشآت الفندقية بالوزارة على المنظومة الجديدة وتأهيل 6 مدربين TOT لضمان استمرارية التأهيل والتطوير ،وتدريبهم على استخدامtablet تم تصنيعه خصيصا لهذا الغرض، بما يضمن ان تتم عملية التقييم بكل نزاهة وشفافية.
وأكدت الوزيرة أنه سوف يتم منح المنشآت الفندقية مهلة لتوفيق أوضاعها وفقا لهذه المعايير الجديدة وذلك من منطلق حرص الوزارة على دعم هذه المنشآت وتقديرها للتحديات التي مرت بها على مدار السنوات الماضية وإيمانا بأن القطاع الخاص كان ولا يزال وسيظل شريكا للوزارة في النجاح.
من جانبه أكد ماجد فوزى أن الإعلان عن المعايير الجديدة لتصنيف الفنادق المصرية خطوة هامة طال انتظارها حيث ستساهم بلا شك في رفع تنافسية الفنادق المصرية لتواكب مثيلاتها العالمية، مشيرا إلى أن رعاية رئيس مجلس الوزراء للتعديل الجديد يعد رسالة واضحة على الدعم المستمر من الحكومة لقطاع السياحة، مما يدفعنا للعمل من أجل النهوض بالقطاع الذي يمثل أحد روافد الاقتصاد القومي ، وتحويل التحديات التي نواجهها إلى فرص يمكن الاستفادة منها.
وأعلن فوزي بدء العمل بالكود المصري الجديد للحماية من اخطار الحريق، "كود الحماية المدنية" الخاص بالمنشآت الفندقية، وقال أنه لأول مرة يصدر قرار يتضمن الكود المصرى لأسس التصميم واشتراطات التنفيذ لحماية المنشآت من أخطار الحريق يكون خاص بالعائمات.
وأوضح ان ذلك جاء وفقا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء، حيث تم تعديل بعض بنود الكود المصرى للحماية من أخطار الحريق الخاص بالمنشآت الفندقية وكانت فلسفة التعديل مواجهة الاشتراطات التي يوجد استحالة أو صعوبة في تنفيذها، وكذا الاشتراطات التي يمكن تنفيذها ببدائل مقترحة تحقق ذات الهدف.
وقال ان نسبة الاشغال الفندقي في السنوات الأخيرة لم يكن مرتفعا، ومعظم مالكي المنشآت الفندقية لم تتوفر لديهم الامكانيات المالية لإجراء الصيانة المطلوبة أو تحديث النظم الفنية لتواكب المعمول به دولياً، مؤكدا أنه تم الاتفاق بين وزارة السياحة وغرفة المنشآت الفندقية أن تكون هناك فترة سماح للفنادق لتوفيق اوضاعها لتتماشى مع المعايير الجديدة لتصنيف الفنادق، موضحا انه سوف يتم تكليف مسئول بغرفة المنشآت الفندقية ليقوم بالرد على أية استفسارات مقدمة من الفنادق لتقديم الدعم اللازم لضمان تطبيق هذه المعايير ونجاحها.
وأكد ان غرفة المنشآت الفندقية لن تتوانى عن تقديم ما يلزم لتطوير والارتقاء بصناعة الفنادق في مصر، كما أكد ان الغرفة تسعى دائما الى رفع مستوى المنتج السياحي المصري ليواكب المعايير العالمية والذي سوف يؤدي بدورة الى رفع القيمة السعرية للإقامة في الفنادق المصرية.
التنشيط السياحي
وفي خطوة هامة طال انتظارها أيضا، أعلنت رانيا المشاط وزيرة السيتحة، عن تفاصيل الشراكات الدولية للوزارة مع كبرى المؤسسات العالمية للترويج لمصر، لتكتمل عناصر محور الترويج والتنشيط ببرنامج الإصلاح الهيكلى لتطوير قطاع السياحة، وتتضمن هذه المؤسسات : شركة Beautiful Destination العالمية، وشبكة CNN العالمية التي كانت وزارة السياحة قد أعلنت عن تفاصيل شراكتها في مايو الماضي، وشركة Ctrip الصينية، ومؤسسة Discovery العالمية، ومجموعة إكسبيديا Expedia العالمية ، وشركة Isobar.
وأكدت المشاط على اعتماد الوزارة على إقامة شراكات متعددة للترويج لمصر بصورة جديدة مما يعطى لآليات الترويج مزيد من المرونة من خلال الاستعانة بالتقنيات والاساليب التسويقية الحديثة، وتطويع المحتوى التسويقي ليتلاءم مع كل سوق سياحي على حدة، ويساهم في فتح أسواق سياحية جديدة، ويجعل الحملات الترويجية أكثر فاعلية في الاسواق المستهدفة.
وأشارت الوزيرة الى أن الهدف من إقامة مثل هذه الشراكات هو جذب شرائح مختلفة من السائحين وتغيير الصورة النمطية للسياحة المصرية أمام العالم لرفع القدرة التنافسية لقطاع السياحة المصري، وتقديم مصر للعالم بصورة حديثة وعصرية، وإلقاء مزيد من الضوء على ما تتمتع به مصر من تنوع في مقاصدها السياحية المعروفة منها والفريدة، إلى جانب ابراز ما يتمتع به الشعب المصري من حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
وأضافت الوزيرة أن كل هذا يأتي في ضوء محور الترويج والتنشيط ببرنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة وركائزه الثلاثة وهم People to People والتي تهدف الى تقديم مصر للعالم ليس فقط كوجهة سياحية معاصرة ولكن ايضًا تسليط الضوء على التنوع الذي يتمتع به الشعب المصري؛ والدعاية لكل محافظة سياحية على حدة مثل أسوان والاقصر وسهل حشيش وشرم الشيخ ومرسى علم Branding by Destination؛ والترويج لافتتاح المتحف المصرى الكبير GEM2020.
وتحدثت الوزيرة عن رؤية وزارة السياحة والتى تهدف الي تحقيق تنمية سياحية مستدامة لرفع القدرة التنافسية للقطاع، وتتماشى مع الاتجاهات العالمية، مشيرة الي أن الوزارة تعتمد في حملتها الترويجية لمصر على تحديث آليات الترويح من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة والمنصات الرقمية، لتواكب المتغيرات المتلاحقة في قطاع السياحة عالميا، لافتة الي أن آليات الترويج الحديثة تعتمد علي الحكاية والمكان، وليس علي الصورة فقط؛ مشيرة إلى ان السائح يبحث الآن عن معايشة تجربة جديدة.
وأوضحت أن الوزارة تعمل على التركيز على الاستعانة بالتقنيات والمنصات الرقمية الهامة لما لها من قدرة كبيرة على جذب شرائح متنوعة من المتابعين لها، خاصة من جيل الشباب الذي اصبح يعتمد على هذه المنصات لتخطيط رحلاتهم ومنها مواقع التواصل الاجتماعي .
وأشارت الوزيرة الي التقدير الإيجابى للعديد من المؤسسات الدولية والتقارير الدولية للطفرة والتطور الذى يشهده القطاع، حيث أصبحت مصر تتصدر عناوين الصحف والمجلات العالمية؛ فقد قامت العديد من وسائل الإعلام الأجنبية خلال الفترة الأخيرة بإبراز المقومات السياحية والأثرية التي تتمتع بها مصر، منها مجلة كوندي ناست Conde Nast Traveller السياحية الأمريكية وشبكة CNN العالمية وموقعTrip Advisor ومجلة Travel & Leisure الأمريكية العالمية ومجلة التايم Time، و Financial times، وصحيفة Independent البريطانية.