سياحة وسفر
«مدينة السلام» تروج للسياحة فى محراب «ملتقى الأديان»
انتعاشة قريبة تنتظرها مدينة شرم الشيخ، التي انحسرت فيها الحركة السياحية لفترة طويلة منذ توقف السياحة الروسية والإنجليزية، وفي خضم التجهيز للموسم الشتوى، تستعد مدينة السلام لاستضافة أكبر ملتقى ديني عالمي على أرضها كبداية للترويج لمنتج السياحة الدينية.
اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، أكد ان هناك استعدادات مكثفة لمؤتمر متلقى الاديان الدولى الذى سيعقد بمدينة سانت كاترين فى الفترة من 10 الى 12 اكتوبر المقبل بمشاركة دولية واسعة، مشيرا الى تأكيد حضور نحو 30 سفيرا من رؤساء البعثات الأجنبية العاملة بالقاهرة، ولفت الى أن الملتقى سيتضمن افتتاح متحف الزعيم انور السادات بوادي الراحة.
وقال فودة، أن مصر تشهد تحول تنموي سريع وبمعدلات إنجاز غير مسبوقة فى مجالات عدة، موضحا ان فكرة استضافة ملتقى دولي للأديان جاءت دعما للسياحة الدينية، خاصة ان فاعلياتها تتم في سانت كاترين وهى احد اهم المحميات الطبيعية المصرية، وذلك تزامنا مع ترأس مصر حاليا لمؤتمر التنوع البيولوجي 2020، مما يجعل من الاحتفالية فرصة لإظهار الجهود التي تقوم بها الدولة للحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي والدينى والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وحول استعادة الحركة الأجنبية، أكد فودة أن هناك مؤشرات ايجابية نحو قيام الحكومة البريطانية الجديدة برفع حظر الطيران عن شرم الشيخ التى كانت الوجهة الاولى لهم، مشيرا الى ان هناك تحركات مكثفة من الجانب المصرى، وكبار منظمى الرحلات فى السوق البريطانى لرفع الحظر عن جنوب سيناء بالكامل وسط توقعات بانفراجة كبيرة فى هذا الصدد.
وأشار إلى ان المحافظة بالتعاون والتنسيق مع جمعية مستثمرى جنوب سيناء تقوم بجولات تسويقية ترويجية فى بعض الاسواق التى تمثل مصدرا أساسيا للحركة السياحية الوافدة الى شرم الشيخ، وخاصة اوكرانيا وكازاخستان وأذربيجان، ما أدى إلى تحسن كبير فى حركة السياحة الوافدة الى شرم الشيخ خلال العام الحالى مقارنة بالعام الماضى، وكذلك بالنسبة لطابا ودهب ونويبع فان هناك ارتفاعا فى نسبة الاشغالات الفندقية، بفعل تزايد الحركة من الاجانب والعرب والمصريين.
وقال حسام الشاعر رئيس غرفة الشركات، إن حركة السياحة البريطانية الوافدة لمصر عبر منظم الرحلات البريطاني "توماس كوك" شهدت زيادة منذ بداية العام تتراوح بين 30 إلى 40%، موضحا أن الحجوزات على مصر تأتى لأكثر من مقصد سياحى فى مقدمتها الغردقة ومرسى علم، باستثناء شرم الشيخ التى لازالت تعانى من حظر للطيران البريطانى، منوها إلى أن منظمي الرحلات العاملين فى السوق البريطانى يتوقعون أن تشهد شرم الشيخ رفعا للحظر من جانب الحكومة البريطانية الجديدة.
أما فيما يخص السوق الألمانى والذى يعد أحد أهم الأسواق المصدرة للسياحة لمصر، فأكد "الشاعر" أن الحركة شهدت زيادة بنسبة 30%، نافيا مايتم الترويج له بانخفاض الحركة الألمانية لمصر، حيث لا تزال حركة التدفق ثابتة طوال العام ومن الطبيعي أنه عقب انتهاء الموسم الشتوى طبيعى تنحسر الحركة ثم تعاود للارتفاع مجددا، وهذا متعلق بفترات المواسم والإجازات.
ولفت "الشاعر" إلى أن هناك تعاون مرتقب بين غرفة شركات السياحة وهيئة تنشيط السياحة للترويج للسياحة المصرية بالخارج، موضحا أنه سيكون هناك تركيز على الأسواق الناشئة بأوروبا مثل أوكرانيا والتي حققت نسب عالية خلال العام الماضى، وتخطت المليون سائح لمصر، وذلك لتعويض غياب الأسواق المتوقفة مثل روسيا.
وأوضح رئيس غرفة الشركات، أن المستثمرين لديهم ثقة فى عودة شرم الشيخ لتألقها مجددا، والدليل على ذلك أن أغلب المستثمرين فى قطاع السياحة اتجهوا مؤخرا إلى بناء فنادق جديدة فى شرم الشيخ أو الاستحواذ على فنادق قائمة بالفعل، موضحا أن نسب الإشغالات في شرم الشيخ تصل الي 60% الأن على الرغم من غياب السوقين الروسي والإنجليزي.
وأكد الشاعر أن الاستثمار فى شرم الشيخ يحتاج إلى بعض التنشيط، ويأتى فى المقدمة إعادة النظر في القانون 14 لسنة 2012 الخاص بتملك الأراضى فى سيناء، والذى تسبب فى توقف حركة الاستثمار نهائيا بمنطقة شرم الشيخ خاصة فيما يتعلق بمزدوجى الجنسية ومدة حق الانتفاع، مطالبا بأن يتم التعامل مع شرم الشيخ مثل باقي المناطق المصرية والسماح بالاستثمار متعدد الجنسيات فيها لتنشيط حركة الاستثمار السياحي".
أما نورا علي رئيس اتحاد الغرف السياحية السابق، ووكيل منظم الرحلات الألماني الكبير "دير توريستك" في مصر، فقد أكدت أن الحركة الألمانية شهدت طفرة غير مسبوقة العام الماضي بفعل تنامي العلاقات السياسية بين القاهرة وبرلين، والتي تبعها جهود القطاع الخاص لاستغلال التحرك الرسمي في بناء جسور ثقة مع الجانب السياحي الألماني، فيما يتطلب استمرار نمو الحركة التركيز على تنظيم حملات دعائية مدروسة بالتعاون مع القطاع الخاص، مع إدخال التكنولوجيا الرقمية سواء في الترويج أو التعامل المباشر مع الشركات السياحية، موضحة أن الخدمة المقدمة للسائح لا تزال تحتاج لتطوير وتدريب العناصر البشرية القائمة عليها، وفقا للخطة الموضوعة من قبل اتحاد الغرف السياحية، مع التوعية بضرورة الالتزام باشتراطات صحة وسلامة الغذاء، وتجريم الإهمال أو التغاضي عنها، أو التكتم على السلبيات حتى تعود مصر منافسا سياحيا قويا لكافة المقاصد التي شهدت تطورا كبيرا في العمل خلال سنوات عانت فيها مصر من أحداث سلبية متلاحقة.
وأكدت على ضرورة التحرك سريعا من جانب هيئة تنشيط السياحة، وغرفة الشركات، لبحث تحفيز الحركة الأوروبية من ألمانيا وأوكرانيا على استمرار التدفق وزيادته لتجنب الثبات في المعدلات الذي يعقبه تراجع، موضحة أن الحركة الألمانية تخطت المليون ونصف المليون سائح العام الماضي، ويمكن استغلال السوق لجذب أكثر من ٣ ملايين وتعويض غياب السوق الروسي الذي احتل لسنوات مقدمة الحركة الوافدة لمصر، خاصة أن الألمان قاموا بنحو ٧٠ مليون رحلة سياحية العام الماضي، منها ٤٠٪ عن طريق مكاتب السياحة والشركات، وكانت مصر في المرتبة الرابعة للوجهات الأكثر تفضيلا خلف كلا من: "إسبانيا، إيطاليا، النمسا"، بحسب منظمة السياحة العالمية.