سياحة وسفر
مشروب الآلهة الفرعوني يعود من جديد بوصفة عمرها 5 آلاف عام .. فريق بريطاني يعيد صناعة البيرة المصرية القديمة
"هل تخيلت يومًا تذوق مشروب الآلهة الفرعوني" قد يكون الأمر متاح الآن بعد أن قام العلماء بإعادة إنتاج "البيرة" الفرعونية، بنفس الطريقة التي قام الفراعنة باتباعها.
ويبلغ عمر الوصفة التي اتبعها العلماء لإنتاج البيرة الفرعوني أو كما أطلقوا عليه لقب "مشروب يصلح للآلهة" أكثر من 5 آلاف عام.
وأكدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن مؤرخة الغذاء تاشا ماركس، وصانع البيرة ميكايلا تشارلز وخبيرة البيرة سوزان بويل استغرقوا ستة أشهر في إعداد هذا الشراب الخاص.
وتابعت أن المتحف البريطاني ساعد الفريق الثلاثي من أجل استخدام الوصفة ذات الـ 5 آلاف عامًا، من خلال استخدام الأواني القديمة وتجميع بعض المخطوطات للتعرف على كيفية تخمير الفراعنة للبيرة بدقة.
وأضافت أن البيرة كانت مهمة للغاية في مصر القديمة، وخصوصًا للعمال الذين اشتركوا في بناء الهرم الأكبر، حيث كان يتم تزويد العمال بحصة يومية تصل لأكثر من 10 مكاييل.
وقالت "ماركس": "المصريون القدماء انتجوا واتسهلكوا كميات هائلة من البيرة، وكانت ضرورة جدًا بالنسبة لهم وكانت تعامل بشكل أساسي على انها نوع من الطعام".
وأضافت "البيرة كان لها مكانة كبيرة، وكانت بمثابة مشروب الآلهة، فكانت تستخدم بصورة كبيرة في المهرجانات والاحتفالات الدينية".
وتابعت "'في صالات العرض بالمتحف البريطاني، يمكنك أن ترى نماذج تم حفرها من المقابر التي تظهر أشكالاً خشبية من صانعي البيرة وهم يجهزون الهريس عبر قطعة قماش في أوعية خزفية".
واستطردت قائلة " لقد قادتنا هذه الفكرة المرئية إلى استخدام الهريس المكون من مرحلتين ، والذي تركناه بعد ذلك للتخمر في وعاء يحتوي على خميرة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الفريق استخدم تقنيات قديمة في التخمير ومنها ترنيمةً لنينكاسي ، وهي أبسط بكثير من الطرق الحديثة، واستخدم الفريق وعاءًا من الخزف لمحاكاة أواني الفخار في المملكة القديمة.
وأوضحت أنه تم تجميع أدلة لعملية صناعة البيرة في مصر القديمة، واستغرق الأمر يومين للتخمر وتم صنع البيرة على دفعتين ثم خلطها، الأولى بالماء البارد والأخرى بالماء الساخن.
وأشارت إلى أن الدفعة الأولى لم يوضع به اي نكهةن أما الثانية فكانت مليئة بالفستق وبتلة الورد والكمون والكزبرة والسمسم، وهي مكونات كان المصريون القدماء يستطيعون الوصول إليها بسهولة.
وقالت ماركس "عندما بدأنا المشروع توقعت أن تكون البيرة الفرعونية مثيرة للاشمئزاز وسميكة وليس لها طعم".
وأضافت "ما حدث كان عكس توقعاتنا، والمفاجأة انها كانت رائعة، فكانت خفيفة وهشة، وهو ما يريده أي شخص بعد سوم عمل طويل تحت أشعة الشمس الحارقة".
وأكدت الصحيفة، أن الفريق يفكر في عمل خط إنتاج للبيرة الفرعونية، وقال ماركس ""لدينا اهتمام كبير بالمشروع من مصنعي البيرة، الأمر الذي يجعلني أشعر بالسعادة دائمًا".