كشفت دراسة وجود صلة بين تناول أنواع مختلفة من أدوية خفض ضغط الدم وانخفاض خطر الإصابة بالخرف بين كبار السن.. وقد ربطت العديد من الدراسات الحديثة ارتفاع ضغط الدم مع ارتفاع خطر الإصابة بالخرف.

واستخدمت الدراسة، التي نُشرت في مجلة طب الأعصاب العام الماضي، بيانات من قاعدة بيانات محلل الأمراض - وهي قاعدة بيانات ألمانية كبيرة تقوم بجمع وتخزين المعلومات الصحية لملايين الأشخاص - أنه بين البالغين الأكبر سنًا الذين يتبعون علاجات خفض الضغط، هناك انخفاض في حالات الإصابة بالخرف.

وينحدر الباحثون من جامعة لايبزيج في ألمانيا ، وجامعة فرساي سان كوينتين إن إيفلين في فرنسا، وفرع إيكفيا في فرانكفورت بألمانيا. IQVIA هي شركة متعددة الجنسيات تقدم الاستشارات فيما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات الصحية والبحوث السريرية.

كما يقومون بتشغيل قاعدة بيانات محلل الأمراض.. وفقا للدكتور"جينس بولكن"، الاستاذ فى جامعة "لايبزج":" بعد انتكاسة أخرى لاستراتيجية مكافحة الأميلويد ، أصبحت الوقاية من الخرف مجالًا مهمًا بشكل متزايد" .

وفي دراستهم - التي تظهر نتائجها الآن في مجلة مرض الزهايمر - قام الباحثون بتحليل البيانات من 12405 شخصًا، تتراوح أعمارهم بين 60 عامًا أو أكثر، مع الخرف الذي شارك في واحدة من 739 ممارسة عامة في ألمانيا كمرضى في 2013-2013.. تمكن الفريق من الوصول إلى جميع قيم ضغط دم هؤلاء المشاركين، وكذلك سجلات الأدوية الخاصة بهم.

وقد درس الباحثون ثلاثة نماذج في تحليلهم للبيانات: الأشخاص الذين تناولوا الأدوية الخافضة للضغط في مرحلة ما من حياتهم مقارنة بالأشخاص الذين لم يتناولوا الأدوية الخافضة للضغط.. الأشخاص الذين تابعوا العلاج الخافض للضغط لمدة 3 سنوات مقارنة بالأشخاص الذين فعلوا ذلك لمدة تقل عن 3 سنوات .. الأشخاص الذين اتبعوا مثل هذا العلاج لمدة 5 سنوات مقارنة مع الأشخاص الذين تناولوا الأدوية الخافضة للضغط لمدة تقل عن 5 سنوات، وجد الفريق أن أولئك الذين تناولوا بعض الأدوية الخافضة للضغط - بما في ذلك حاصرات بيتا ، وموانع قنوات الكالسيوم، ومثبطات إنزيم تحويل الأنجيوتنسين، وموانع مستقبلات الأنجيوتنسين 2 - بدا أنهم أقل عرضة للإصابة بالخرف.

علاوة على ذلك، من بين أولئك الذين تناولوا حاصرات قنوات الكالسيوم - والتي هي نوع آخر من أدوية ضغط الدم - لفترة أطول من الوقت، انخفض معدل الإصابة بالخرف أيضًا.. على الرغم من هذه النتائج، يحذر البروفيسور كاريل كوستيف، مؤلف مشارك في الدراسة، من أن "العلاج بفرط ضغط الدم وحده لا يضمن أن الخرف لن يحدث أبدًا".. ويضيف: "ومع ذلك ، تبرز هذه النتائج أهمية وصف الأدوية الخافضة للضغط في سياق منع التدهور المعرفي المرتبط بارتفاع ضغط الدم".

ويوضح مؤلفو الدراسة أن الدراسات الإضافية يجب أن تهدف إلى النظر بمزيد من التفصيل في العلاقة بين خطر الخرف والأدوية الخافضة للضغط .. كما لاحظوا أنهم "يخططون لدراسة دور الأدوية التي تخفض نسبة الدهون ومضادات الاكتئاب وأدوية أخرى في المستقبل".