منوعات
حكاوي البورصجية(16).. ماذا فعل السلطان " كتبغا" في رمضان ؟
كان كتبغا جنديا في جيش مغول فارس (إلخانات) عندما أخذه الجيش المملوكى أسيرا أثناء معركة حمص الأولى في ديسمبر عام 1260 فاشتراه الأمير قلاوون الألفى وجعله من مماليكه ثم لما صار سلطانا عتقه وأنعم عليه بالامارة فأصبح أمير بعد وفاة السلطان قلاوون قبض ابنه السلطان الأشرف خليل عليه وأودعه السجن ثم أفرج عن ولما أغتيل السلطان خليل في عام 1293 ونصب أخيه الصغير الناصر محمد سلطانا على البلاد تقلد كتبغا منصب نائب السلطنة ومدبر الدولة وأصبح مع وزير السلطان الأمير سنجر الشجاعى الحاكم الفعلى للبلاد نظرا لصغر سن الناصر محمد الذي كان في تلك الأثناء في التاسعة من عمره
كانت العلاقة بين كتبغا والشجاعى علاقة توجس ومنافسة وعندما تطورت إلى عداء كامل خطط الشجاعى بمساندة المماليك البرجية للقبض على كتبغا واغتيال أمراءه. إلا أن خطة الشجاعى وصلت إلى علم كتبغا عن طريق رجل مغولى وافدى اسمه كنغر فقام كتبغا بمحاصرة قلعة الجبل ( صلاح الدين ) وفي رمضان 1294 وبمعاونة الأكراد الشهرزورية ورفاقه من المغول المقيمين بالقاهرة قرر القضاء على اعدائه إلا أن المماليك البرجية التابعة للشجاعى هزمت قواته ففر إلى مدينة بلبيس حيث بقى لبعض الوقت ثم عاد إلى القاهرة وحاصر القلعة مرة أخرى بعد انكسار المماليك البرجية. لسبعة أيام استمر الصراع الدامى بين قوات كتبغا والمماليك السلطانية وأتباع الشجاعى إلى أن بدأ مماليك الشجاعى ينقلبون عليه وينضمون إلى قوات كتبغا. ثم اتصل أمراء كتبغا بأم السلطان محمد داخل القلعة وأكدوا لها أن الصراع الدائر ليس بينهم وبين ابنها ولكنه بينهم وبين الشجاعى فما كان منها إلا أن أغلقت أبواب القلعة ليجد الشجاعى نفسه محصورا في بيته خارج القلعة وأعداءه بينما مماليكه أخذين في الفرار إلى صف غريمه كتبغا. وبينما الشجاعى الذي لم يكن محبوبا لدى عامة المصريين في طريقه إلى القلعة لمناقشة وسيلة لانهاء الصراع الدائر تم اغتياله وفتحت أبواب القلعة ودخل كتبغا وأمراءه وأطلقوا سراح أتباعه الذين كان الشجاعى قد أسرهم أو قبض عليهم. وتم ابعاد مماليك الشجاعى إلى ثكنات بعيدة وأودع بعضهم في السجون. وتبع ذلك الاستيلاء على ممتلكات الشجاعى وا لقبض على نوابه في الشام