سياحة وسفر
سياحة باكستان: التأشيرة والطيران يعطلان الحركة إلى مصر
قال صافي راشد، رئيس جمعية سياحة المجتمع الباكستانية، إن بلاده تكاد تشبه مصر كثيرا في الوقت الحالي، حيث تسعى لتنمية اقتصادية واجتماعية شاملة، وتهتم بتطوير قطاع السياحة.
وأضاف راشد، في تصريحات خاصة، على هامش استقبال وفد صحفي وشعبي ومنظمي رحلات باكستانيين في مصر، أن بلاده لا تملك المقومات السياحية الموجودة في مصر، لذا يتطلع الباكستانيون لزيارة مصر دائما، غير أن بعض المعوقات تعرقل زيادة الحركة البالغة في الوقت الحالي ٤ إلى ٥ آلاف سائح في الشهر.
وأوضح أن استخراج تأشيرة سياحية لمصر، في باكستان يستغرق نحو ٤٤ يوما، وقد ترفض، بينما دول سياحية أخرى منافسة لمصر تصدر التأشيرة للسائح الباكستاني في غضون ٥ أيام على الأكثر، مشيرا إلى أن تركيا تستقبل نحو ٢٠ ألف باكستاني شهريا بسبب سهولة الحصول على التأشيرة.
وتابع بأن الطيران يعد من أبرز المعوقات، حيث لا توجد أية رحلات مباشرة، في حين يضطر السائح لاستقلال طائرة الخطوط السعودية من إسلام أباد إلى جدة، ثم طائرة أخرى للقاهرة، في رحلة تستغرق نحو ١٤ ساعة، ما يرفع تكلفة البرنامج ويعرقل فكرة السفر لدى السائح.
وطالب راشد، بتسهيل الحصول على التأشيرة المصرية، وتوفير رحلات طيران مباشرة بين البلدين، مؤكدا أن الحركة السياحية وقتها سوف تتضاعف، علما بأن السائح الباكستاني مولع بالآثار والحضارة المصرية والشواطئ، ويبلغ متوسط إنفاقه نحو ٥ آلاف دولار للبرنامج بالكامل.
وكشف عن عدم معرفة الشعب الباكستاني بالكثير من المقومات المصرية، موضحا أن السياحة في مصر بالنسبة لهم لا تزيد عن القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ، وأرجع ذلك لنقص الدعاية والترويج في السوق الباكستاني، وافتقاد السوق لنظام people to people، الذي اعلنت عنه وزارة السياحة لتسهيل التواصل ودفع الحركة، ولكنها لم تنفذه.
وأشاد راشد، بالسفير المصري في إسلام أباد أحمد فاضل يعقوب، الذي يبذل جهدا لتسهيل الحصول على التأشيرة والتواصل المباشر بين منظمي الرحلات في البلدين، ولكن باكستان لا تملك إدارة أو وزارة محترفة للسياحة، لذا تقوم على الجهود الشخصية للمجتمع السياحي والمدني.
وأكد استحالة تنظيم مشروع "عمرة بلس" الذي أعلنت عنه غرفة شركات السياحة المصرية قبل نحو عامين، موضحا ان الحاج والمعتمر الباكستاني يقرر القيام برحلة دينية وليس لديه نية في جولة سياحية، لذا فهو يختلف عمن يأتي لرحلة بحرية او نيلية أو أثرية، ولفت لولع السائح الباكستاني، بزيارة جبل موسى في سانت كاترين: "قرأنا عنه في القرآن الكريم ولم نراه، لذا فإن زيارته بالغة الأهمية بالنسبة لنا".
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة ميشا ترافل المستضيفة للوفد الباكستاني، إن الوفد يزور مصر لمدة أسبوع في جولة تشمل القاهرة والإسكندرية، ثم جبل موسى وشرم الشيخ، لافتا لأهمية هذا السوق بالنسبة لمصر حيث يعد من الأسواق الواعدة التي تحتاج بشكل سريع لإنجاز التأشيرة في وقت أسرع، وتوفير رحلات طيران شارتر مباشرة.
وأضاف، أنه على القطاع السياحي عدم النظر للأسواق المتوقفة مثل روسيا، وعدم الاعتماد على سوق واحد للسياحة المصرية وهو الخطأ الذي وقعت فيه القيادات السياحية خلال السنوات الماضية، موضحا أنه على القطاع التوجه لأسواق حديثة والاطلاع على المشكلات التي تواجهها وإزالتها، لتعويض خسارة بعض الأسواق المعطلة لأسباب سياسية.
وشدد على أن مصر لا تملك الثقافة السياحية سواء في الشارع أو لدى خريجي الكليات السياحية، مطالبا بضرورة توسيع الثقافة لتشمل المواطنين والعاملين بالقطاع، مع الاهتمام بالتدريب العملي المستمر لكل العاملين، وتوفير حماية للشركات السياحية الملتزمة من حرق الأسعار، وهي السياسة التي يتبعها البعض بالخارج وتسئ لسمعة مصر السياحية.
وتابع بأن شركته تعمل أيضا بالسوق المغربي، والذي يذخر بالسائحين مرتفعي الإنفاق، وسوف تستقبل منهم أعدادا كبيرة تزامنا مع تمثيل منتخب المغرب بكأس الأمم الإفريقية، ولكن تظل أيضا مشكلة التأشيرة تواجه السوق المغربي، وذلك لأسباب أمنية يمكن تسهيلها والتعامل معها والثقة في الشركة الجالبة للمجموعات.