تعرض شريف إكرامى، حارس مرمى الأهلى والمنتخب الوطنى، إلى هجوم شرس، واتهمه الكثيرون بالهروب من مباراة غانا التى أقيمت فى كوماسى وانتهت بفضيحة للكرة المصرية. ورغم أن الانتقادات تطارده دائماً، إلا أنه قليل الرد، ويفضل أن يكون رده داخل المستطيل الأخضر. أصبح الحارس الأول فى مصر بعد أن كان تصنيفه الثالث فى المنتخب. ساهم وحش أفريقيا مع زملائه فى تتويج الأهلى باللقب الأفريقى الثامن بعد مشوار صعب واجه خلاله الفريق الكثير من الظروف الصعبة التى كانت ستطيح به خارج المنافسة، ووصف اللقب بالأغلى فى حياته. تحدث عن المنتخب وأسباب عدم التأهل للمونديال البرازيلى وغيرها من الأمور فى هذا الحوار:■ فى البداية.. دعنا نعود للوراء قليلاً لنسألك: لماذا خسرنا بستة أهداف فى مباراة كوماسى؟- أولاً أنا حزين جداً لعدم تأهلنا لكأس العالم بالبرازيل بعد نجاحنا فى تجاوز المرحلة الأولى بجدارة، وفوزنا فى ست مباريات متتالية، ووصولنا إلى الجولة الحاسمة أمام غانا، وأعتقد أن الخسارة بنتيجة كبيرة كانت مفاجأة غير متوقعة، ولم يكن يومنا كما أن أكبر المتشائمين لم يكن يتوقع أن نخرج بخسارة كبيرة وربما التوتر الزائد ساهم فى الخسارة الثقيلة.■ لكن هناك من حمل الجهاز الفنى المسؤولية لفشله فى قراءة المنافس وإعداد اللاعبين للمواجهة الصعبة؟- من الظلم أن تحمل شخصاً أو مجموعة المسؤولية لأننا فريق واحد، والكل يتحمل ما حدث والجهاز الفنى لم يقصر، وحاول إعداد اللاعبين بشكل جيد لكن أحياناً يكون عدم التوفيق سبباً فى الخسارة، وأنا شخصياً ضد الهجوم القاسى على الجهاز الفنى بقيادة برادلى خاصة أن الإعلام لعب دور الجلاد، ولم يرحم أعضاء الجهاز.■ لكن الخسارة كانت قاسية جداً وستظل وصمة عار فى جبين المنتخب؟- لا أنكر أن الخسارة كبيرة جداً وقاسية لكنها كرة القدم فيها الفائز والخاسر، والمنتخب الوطنى ليس الوحيد فى العالم الذى يخرج من التصفيات وأحب أن أذكر الجميع بأننا عملنا فى ظل ظروف صعبة جداً بداية من توقف النشاط المحلى وأجواء صعبة تمر بها البلاد وإعداد ضعيف وغيرها من الأمور التى أثرت سلباً على اللاعبين.■ واضح أنك تدافع عن الجهاز الفنى وتسوق المبررات؟- ليس دفاعاً لكننى أقول الحقيقة التى يعرفها الجميع، فالكل يعرف أن المنتخب عانى فى أداء مبارياته داخل مصر، فمرة نلعب فى برج العرب، وأخرى فى الجونة، وأخيراً فى الدفاع الجوى كما أننا لعبنا طوال التصفيات بدون الجماهير.■ هناك من حمل برادلى المسؤولية كاملة لأنه ضعيف الشخصية واعتمد على جهاز معاون ضعيف.. فما رأيك؟- برادلى رجل محترم، ويحب عمله كما أنه يعشق مصر لكن المشكلة التى واجهها أنه كان يحاول تعويد اللاعبين على الفكر الجماعى الذى اكتسبه كرجل أمريكى لكنه لم يوفق لأن اللاعب المصرى يفتقد العمل بشكل جماعى وأعتقد أنها المشكلة المستمرة التى تواجه المدربين الأجانب لأنهم يعملون بفكر مختلف عن الفكر الذى اعتدنا عليه.■ وماذا عن ضعف الجهاز المعاون وتحميله مسؤولية تضليل برادلى فى الاختيارات؟أعتقد ومن سابق تعاملى مع جميع أعضاء الجهاز الفنى أننى شاهدت مجموعة متعاونة وكل فرد كان يقوم بدوره ولم أشاهد أى خلاف بينهم.■ ما حقيقة هروبك من استكمال مباراة كوماسى؟- كلام غير صحيح بالمرة، وأنا تعلمت تحمل المسؤولية حتى النهاية، وخرجت لأننى تعرضت للإصابة ولم أدعها، والإعلام هو الذى اتهمنى بالهروب، وأعتقد أن مشاركتى فى مباراة القطن وبعدها مباراة الإياب أمام غانا أكبر رد على أننى أتحمل المسؤولية ولا أكشف سراً أننى رفضت نصيحة بعض المقربين بعدم المشاركة فى مباراتى القطن وغانا.■ هل تأثرت من اتهامك بالهروب؟- تعودت على الشائعات وفضلت تجاهل كل ما أثير عنى وكنت أركز فى التدريبات فقط، وأعتقد أن خير رد على الشائعات كان من خلال تمسك برادلى بمشاركتى فى مباراة الإياب، وللعلم المدير الفنى كان صارماً جداً ويرفض المجاملة كما أنه لو شعر بأننى تعمدت الخروج لاستبعدنى فوراً من المنتخب.■ اتهامات كثيرة طالت زكى عبدالفتاح مدرب الحراس تارة بأنه لعب دوراً غير دوره ويضغط على برادلى لضم لاعبين على حساب آخرين دون النظر للكفاءة أو الجاهزية الفنية.. ما تعليقك على شخصية مدرب الحراس من الناحيتين الفنية والشخصية؟- أولاً كابتن زكى رجل محترم وابن بلد وكان يعامل الجميع معاملة جيدة، وكنت أحبه وأكن له كل الاحترام، وللأمانة لم يقصر الرجل فى دوره كمدرب حراس لكن فيما يخص تدخله فى اختيارات برادلى فهى أمور تخص الجهاز الفنى ولم أكن متابعاً لجلسات التشاور قبل إعلان القائمة.■ يقال إن استبعاد عصام الحضرى من المنتخب بفرمان من برادلى كان البوابة التى قادتك للتربع على عرش حراسة مرمى الفراعنة.. ما ردك؟- لن أعلق على قرار استبعاد الحضرى، وقرار مشاركتى فى جميع مباريات المنتخب فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم لم يكن مجاملة من أحد لكن قدراتى الفنية هى التى ساعدتنى على أن أكون الحارس الأساسى، وأذكر الجميع بأننى شاركت فى مباريات خلال فترة تواجد الحضرى مع المنتخب.■ هل التأهل للمونديال أصبح عقدة للمنتخب؟- المسألة ليست عقدة، وإنما توفيق وعدم توفيق، وفى آخر مرحلتين للتصفيات وصلنا للجولة الحاسمة لكن لم نوفق، وأحياناً يضم المنتخب عناصر جيدة لكنه يتعثر وأحياناً يضم عناصر ضعيفة، ويوفق فى مبارياته، فكرة القدم مليئة بالمفاجآت، وكما قلت إننا عملنا فى ظروف صعبة.■ ألاحظ أنك تكرر جملة عملنا فى ظروف صعبة.. هل نسيت أن الأهلى مر بنفس الظروف لكنه فاز بالبطولة الأفريقية؟- الأهلى استثناء لكن الحقيقة المعروفة أن الأجواء التى مرت بها الكرة المصرية لا تساعد أى منتخب على تحقيق أهدافه، كما أن المنتخبات الأفريقية عندها ميزة وهى امتلاكها عناصر كثيرة من المحترفين فى أوروبا.■ ما رأيك فى قرار تعيين شوقى غريب مديراً فنياً للمنتخب؟- شوقى غريب ليس غريباً عن المنتخب وكان ضمن الجهاز الفنى الذى حقق إنجازاً للكرة المصرية بفوزه بكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات على التوالى، كما أن معظم اللاعبين الموجودين على الساحة عملوا معه ويعرفونه جيداً وأتمنى له التوفيق خلال الفترة المقبلة.■ لكن تردد أنه جاء بالمجاملة؟- لا تعليق.■ كيف ترى فوز الأهلى ببطولة دورى أبطال أفريقيا للمرة الثامنة فى تاريخه؟- إنجاز بكل المقاييس لأن الفريق واجه ظروفاً صعبة جداً وخاض مبارياته كلها خارج أرضه وحرم من جماهيره وأنا شخصياً أعتبرها أغلى بطولة حصل عليها الأهلى.■ لماذا تعتبرها الأغلى؟- لأن الفريق بدأ مشواره بمواجهة الزمالك فى الجونة وفى عز الصيام، ووسط درجة حرارة مرتفعة، وانتهت بالتعادل ثم لعبنا مع أورلاندو وخسرنا بثلاثة أهداف نظيفة، ووضعتنا الخسارة تحت ضغط شديد، وسافرنا إلى الكونغو وكسبنا فى مباراة صعبة لأن الأجواء والسفر إلى المدينة التى لعبنا فيها كان صعباً ومرهقاً، وبعدها لعبنا فى جنوب أفريقيا وكنا مطالبين بالرد، وتعادلنا ووقتها فاز الزمالك لتزداد الأمور صعوبة، وفزنا بعد ذلك على ليوبارد وفى الدور قبل النهائى لعبنا أمام القطن فى مباراة غريبة تمت إعادتها وصعدنا للنهائى وفزنا على أورلاندو فى ملعبه وحسمناها فى ملعب المقاولون، والفوز بالبطولة يعد تعويضاً بسيطاً للاعبين الذين بذلوا جهوداً كبيرة مع المنتخب خلال مشواره فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم.■ وما رأيك فى مراسم التكريم بعد البطولة؟اقرأ أيضًا