أهم الأراء
نجوى عبد العزيز تكتب: من أفسد هذه العلاقة؟
وبدأ الموسم الدراسي ومشاكله كل سنة وأنتم طيبون، لكننا قبل عرض تلك المشكلات نتطرق لأهم كارثة تكاد تكون هى النواة لتلك المشكلات وهى سوء العلاقة بين المدرس والطالب بل وصل الأمر لافتقاد الاحترام بين الطرفين، وبين الطلبة بعضهم البعض ما أدى الى فشل المنظومة الدراسية والتعليمية، وصلت الى حد الهروب الجماعى للطلاب والتطاول اللفظى والتشابك بالأيدى والقدمين بين الطلاب والمدرسين، حتى ضاع الاحترام وقواعد الأدب.
وقد وضح ذلك جلياً فى عدة فيديوهات تضمنت احتجاز طلاب وطالبات لمدرسيهم وخلعوا عنهم ملابسهم وأوسعوهم ضرباً وقابلوا توسلات المدرسين بالرقص والإهانات. إذن من أفسد هذه العلاقة الجليلة والتى قال عنها الشاعر «قم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا». أما الآن فقد تفسخت العلاقة فما سبب ذلك؟
هل الدروس الخصوصية التى يطلبها أحيانا كثيرة المدرس من الطلبة لدرجة انه بعد اجازة نصف العام تجد المدارس فارغة تماماً مع عدم قيام معلم المادة بواجبه داخل الفصل، حيث يكتفى بكتابة الدرس فقط، ولا يقوم بالرد على استفسارات الطلاب باستثناء الطلبة المنضمين للدروس الخصوصية ما أعطى الطالب إيحاء نفسياً بأنه يشترى المدرس حتى وصل الحد ان بعض الطلاب تجدهم يرددون فيما بينهم وفى المواصلات العامة ولقاءاتهم أن مرتب المدرس من جيب بابا.
كذلك التبرعات بصورة دائمة وهدايا عيد الأم جعلت البعض يغض الطرف عن محاسبة التلاميذ وتأديبهم وإصلاحهم، كذلك قيام بعض المدارس بحرمان الطلبة من الأنشطة الرياضية ولم يكن ذلك هو الجانب السلبى الوحيد فى المدرسة، وإنما امتد ليشمل المفاضلة بين الطلاب والتعامل معهم طبقاً لمعيار الالتحاق بالدروس الخصوصية، حيث إن من يحصل على دروس يكون التعرض لهم ممنوعاً سواء بالإيذاء البدنى أو اللفظى كباقى الطلبة، وهوما يفعله عدد كبير من المعلمين.
إن سياسة التعليم تسببت فى انهيار العلاقة بين الطالب والمعلم، إذ تجرأ كثير من الطلاب على المعلمين بعد انتشار الدروس الخصوصية. هذا جزء بسيط تم رصده لما يحدث فى المدارس وافساد العلاقة بين الطلبه والمدرسين. كذلك نطالب الآباء بضبط سلوكيات الأبناء وعدم التعلل بأنهم يعملون ليل نهار من اجل توفير مستوى جيد لابنائهم، فأى مستوى يقصدون بعد الحوادث العديدة التى نكتبها ونسمع عنها ونشاهدها، حتى وصل الأمر إلى أن طالبات فى احدى المدارس تضرب بعضهن واستخدمن الشفرات فى العام الماضي والذى قبله. هل وصل حال المدرسة لذلك، وأين الأسرة ايضا ودورها، نرجو من الآباء عدم إلقاء العبء على الأم بمفردها فى هذه المحنة بما تحمله من معانٍ ومفردات.. أيها الآباء قوّموا أولادكم وبناتكم قبل الذهاب للمدرسة، وراقبوهم وحاسبوهم يرحمكم الله واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله.