مرأة ومجتمع
هل يجدي عقار "سوفالدي" لمعالجة التليف الكبدي إحدى آثار قنابل الغاز ؟
التهاب الكبد الوبائي من أكبر مسببات الإصابة بمرض سرطان الكبد فى العالم أجمع، ونُظُم العلاج حاليًا لمرض التهاب الكبد الوبائى ليست دائمًا فعالة ودائمًا مرتبطة بآثار جانبية و تتعارض مع أدوية أخرى. ومن المعروف أن مصر تتصدر المرتبة الأولى من حيث عدد مصابيها بفيروس الكبد الوبائى C، ولكن يبدو أن مشكلة وطننا ستنفرج، فقد تم اكتشاف علاج جديد لفيروس c يُدعى سوفالدى " Sovaldi" منتجه مصري ويدعى ريموند اسكنازى. ومن المثبت إيجابية هذا الدواء لمرضى التهاب الكبد الوبائي، فهذا الدواء لن يقلص من مدة العلاج لتصبح أقل من 12 إسبوعًا، بل سيقلص من فترة حقن المريض بالإنترفيرون، وهذا حسب التركيب الوراثى للمريض، وبكل تأكيد هذا الدواء على عكس الدواء التقليدى سيحفز المرضى على استكمال العلاج..فهناك أمل. ولكن ينتابنا الخوف من عدم إمكانية مرضى مصر العلاج بهذا الدواء، فقد ذُكر فى إحدى الأبحاث أن تكلفة هذا الدواء 28000 دولار وهذا لزجاجة واحدة تحتوى على 28 حبة. لهذا السبب انطلقت النداءات من قبل طالب المركز المصري للحق في الدواء لطلب الإذن من الحكومة بالسماح لها بإنتاج هذا العقار بدون الرجوع للشركات المنتجة، والذي يبدو أنه صار أمرًا ملحًا وضروري الإسراع به او التوصل لتسوية مع الشركات المنتجة لمحاولة التقليل من سعره نتيجة لتوقعنا بزيادة أعداد المرضى بالكبد بشكل مضاعف كنتيجة عكسية لتزايد نسبة المظاهرات وفضها من قبل قوات الأمن. فلجنوح الكثير من المظاهرات حاليا للعنف ونتيجة لإصدار قانون التظاهرا زاد استخدام القوات للغازات المسيلة للدموع بشكل أكبر مما كان عليه في السنوات الماضية، وهو أمر قد لاينتبه البعض لتأثيراته الجانبية الخطيرة. فالغاز المسيل للدموع عبارة عن عن شحنة معدة للإطلاق تتكون من غاز CN الأقل تأثيرا، CS أكثر فعالية وضررا بالبيئة ومسببا لأمراض الكبد والتليف الكبدي، وأخيرا النوع CR وهو الأكثر سمية والذي تم منعه في 1956، مما يجعل النوعين الأولين هما الأكثر استخداما على مستوى العالم لكونهما الأكثر أمانا. ومع تزايد المظاهرات حاليا واستخدام الغازات المسيلة للدموع فنحن على أعقاب مرحلة خطيرة وهي سقوط العديد من مرضى الكبد مع عدم توافر ميزانية من الأساس لعلاجهم نتيجة للاقتصاد المتدهور وتكلفة العلاج الضخمة، تلك المشكلة التي ستدفع الأجيال اللاحقة نتائجها.