أدخل السعادة على قلوب ملايين الأطفال ورغم ذلك لم يسع ليكون له أولاد، إنه ستيفن ديتكو، مبتكر شخصية سبايدر مان.

عرف "ستيفن" بمهارته منذ صغره، واستعانت به مدرسته وفرقته في الجيش بموهبته النادرة، لم يضع المال نصب عينيه، وإنما حركته موهبته لإنتاج العديد من القصص المصورة الذي لا تزال تعرض حتى يومنا هذا.

وكانت الشرطة الأمريكية عثرت أمس عليه مقتولا في شقته بمدينة مانهاتن، وقال أحد عمال الـ"دليفري" إنه عثر عليه ميتا.

ميلاده
ولد ستيفن في نوفمبر 1927، في مدينة جونستاون بولاية بنسلفانيا، لأسرة متوسطة، وكان والده يعمل نجارا ووالدته ربة منزل، وهو الابن الثاني بين إخوته الثلاثة.

منذ صغره، تأثر بحب والده للقصص الكوميدية بالصحف، وزاد حبه مع الوقت لتلك القصص والتي بدأ يؤلفها منذ صغره.

دراسته
درس بمدرسة الرسوم الكرتونية والمطبوعات بنيويورك، وتتلمذ على يد الفنان باتري جيري روبنسون، وخلال دراسته بالمرحلة الثانوية كان عضوا بمجموعة صممت نماذج خشبية لطائرات ألمانية لمساعدة المدنيين المدربين بالحرب العالمية الثانية.

انضمامه للجيش
وتخرج ستيفن في مدرسة الكاريكاتير بنيويورك عام 1945، وتم تجنيده في الجيش الأمريكي بعد تخرجه، وأدى الخدمة العسكرية بألمانيا، ولكنه لم يكن جنديا وإنما كان فنانا يرسم كاريكاتيرات لمجلة الجيش.

نبوغه في تأليف القصص المصورة
منذ دخوله المدرسة لاحظ مدرسة روبنسون، تميزه في الرسم وقدرته على تقديم كاريكاتيرات معبرة، وابتكار شخصيات خاصة به، لذلك ساعده على تطوير مهاراته، وعرفه على المشاهير في المجال، ومنهم رئيس تحرير "مارفل كوميكي" الذي اندهش بأعماله، وسمح له بإنتاج قصص مصورة صغيرة بمجلته.

بداية عمله
وبدأ ديتكو حياته المهنية بإنتاج كتب بها قصصا مصورة عام 1953، ورسم صور رواية الخيال العلمي للكاتب بروس هاملتون، وتوالت بعدها طلبه لرسم الروايات المكتوبة.

بعدها، وجد ديتكو عمل باستوديو للفنانين الكتاب، وكان له أكبر الأثر في إصقال مهاراته، وبدأ برسم القصص المتحركة لأول مرة، ثم أنتج شركة صغيرة مع دار للنشر لإنتاج المجلات المصورة، ومنها قصص الخيال العلمي "ذا فامبير وذا ثينج وسبيس ادفينشرز".

إنتاج سبايدر مان
بدأ بالعمل في قصة سبايدر مان بعد أن حصل على إذن من دار نشر "مارتن جود ما"، لإنتاج قصة عن شخص بقدرات غير عادية يدعى سبايدر مان، بالتعاون مع والكاتب ستان لي، عام 1950، وسمي في البداية بسبايدر الفضي ثم سبايدر مان، وصمم له الملابس الحمراء والزرقاء.

صاحب الفكرة في الأساس ستان لي، ولكنه عجز عن تصميمها بقدرات خارقة لذا توجه لديتكو من أجل رسم ملامح الشخصية وتجسيدها، وقال ديتكو في ذلك: "كان أول شيء فعلته هو أن ألبسه زيًا.. جزء حيوي ومرئي من الشخصية.. كان على أن أعرف كيف بدا.. قبل أن أقوم بأي أفعال".

الانعزال
عرف عن ديتكو العزلة والوحدة، ولم يكن له أصدقاء وإنما زملاء عمل، كما أنه رفض إجراء مقابلات على الهواء، معللا ذلك، بأنه "عندما أنتج شخصيات تحبها الناس، لم تكن تعبر عن شخصيته، وإنما عن القراء.. في شكل هزلي"، ولم يتزوج وبالتالي لم يكن له أولاد حتى وفاته، وكان زاهدا، وقال عنه زملاؤه إنه لم يكن يهتم بملابسه، حى إنه كان يرتدي زيا واحدا أغلب الوقت، كما أنه لم يحصل على أي دخل من "سلسلة سبايدر مان".