أهم الأراء
كلنا تحت الصفر
فى وقت أصبح راموس لاعب ريال مدريد هو عدونا الأول وليس إسرائيل ،ومحمد صلاح هو مفتاح نجاحنا الأوحد ولا يرافقه حتى التعليم العالى ولا البحث العلمى كان لابد لى أن أكتب ،لماذا لم يعد لدينا إيمان بالحقيقة التى تقتضى وضع كل فعل فى سياقه ؟فعلى مر العصور وفى كل أنحاء الأرض كان الألم الإنسانى يتطهر بالفن والعلم والأدب ،والأسطورة عبر التاريخ لم تكن محمد رمضان الممثل وإنما كانت حاملة للفكر والتعبير ،من يوم 10 رمضان وحتى اليوم وأنا أشعر بالضيق كلما فتحت صفحتى على الفيس بوك الأمر الذى جعلنى أغلقها يوما بعد يوم ثم أعود لفتحها لأجد اللاتغيير وكما لو أننى فى سوق الجمعة بالإسكندرية الذى يعرض اشكالا مختلفة لسلعة واحدة والذى يكفى أن تمر بالبعض منها لتخرج من السوق وتترك تلك البضاعة البالية والكاسدة ،الأمر الذى جعلنى أطل على أمسى ولا أخفى سرا أن الجزع يحتلنى كثيرا وأندم أحيانا على سنين العلم التى أمضيتها أمام منصات من كتب اقرأ وأبحث وأطلع وأهتم بالفن والتربية وأسأل نفسى طويلا وكثيرا هل العيب فى؟أم فى هذا المجمتع؟ وخلال يومين كنت أهرب فيهما إلى النوم أحيانا أو الخروج وحيدا ،لكنى فى لحظة تذكرت فرنسا عام 1998 عندما حصلت على كأس العالم لكرة القدم بقيادة ايمى جاكيه وتذكرت زيزو "زين الدين زيدان"الفرنسى من أصل جزائرى،هل فعلت فرنسا ما نفعله نحن الآن ؟هل كان الفرنسيون يهيمون فى الشوارع وعلى صفحات الجرائد وفى الإذاعة والتلفزيون ،لا والله ،كان الأمر اعتياديا ووقتيا إلى مدى بعيد لكن فى المقابل لم يكن الأمر كذلك عندما مات الكاتب الفرنسى هنرى باريوس الذى توفى عام 1985 والذى قاتل إلى جانب شعبه فى الحرب العالمية الأولى فقد حمل الفرنسيون كتبه أمام نعشه على وسادات من المخمل ولا يزال الفرنسيون يتذكرون مقبرة بيرلاشيز أكثر من تذكرهم لستاد (دى فاخوس)هذا لأن فرنسا تدرك الحقيقة التى لا نعرفها أو لا نريد أن نواجهها وهى أن فرنسا تريد أن تحتل المركز الثانى من حيث مخزون الأسلحة النووية وهى تريد أن تحتل مركز اول أكبر إقتصاد فى أوروبا لأنها حاليا الثانى هذا حال أغنى دولة فى أوروبا الآن وهذا الحال لا يمكن أن يجعلني أستعيض عن مفاهيمى عن الغرب بل إننى أخجل إلى حد القرف وأنا أقرأ تاريخ الغرب وأفكار الغرب التى أسست لمشاهد البطش والقتل والخراب والموت والاستحواذ على كل ما هو عزيز عند الآخر هذه الأفكار والتى ما تراجعت يوما لدى الغرب حتى لو تراجعت من الناحية الشكلية إلا أنها لا تنسحب على الذات المنتفخة على الوطن لأن هذه الذات تؤمن جيدا أن تقدم هذا الوطن لن يكون من خلال مجموعة من اللاعبين ،تؤمن جيدا ان أى عمل عظيم لابد له أولا من ولادته داخل الرأس على شكل أفكار عظيمة يمكن أن تؤدى لمنجز معنوى ومادى يسيطر من خلالها على العالم سيطرة غير مباشرة ،لن أنسى أبدا ما قرأته لشارلز تايلور فى عرضه التحليلى لكتاب الأمل الراديكالي الذى نشرته مجلة( نيويورك ريفيو أوف بوكس)الأمريكية الشهيرة قائلا إن الشعوب حين تموت ثقافتها أو تقترب نهايتها يمتنع أطفالها فى سنى التعليم عن الذهاب إلى المدارس وتنتشر الخلاعة ولعب الميسر إضافة للتعرى المتلفز والانشغال بالمجون، إن محمد صلاح مفخرة للعرب عامة ولمصر خاصة لكن لابد أن نواجه الحقيقة فما أجمل أن نعرف الحقيقة ونتعامل معاها ونواجهها ،إن لدينا قضايا أهم إننا أمام قضايا فقر مائي وإفلاس فكرى وخلل اجتماعى وفساد إدارى وجهل ومرض وإذا أردنا أن يكون لنا إنجازات جديدة يذكرها لنا التاريخ فلابد أن نعى أن إنجازات الحضارات وما وصلت إليه البشرية من رقى وتطور كان لأنها وقفت بإجلال واحترام أمام المفكرين الشرفاء والمبدعين العظماء أولئك الذين آمنوا بالفكر والخلق المبدع المسنود بالعمل المتواصل والسهر الطويل على رعاية وتهذيب أفكارهم قبل ولادتها على الورق وعلى أرض الواقع ،لا يمكن أبدا أن تكون نشرة أخبار قناة القاهرة والناس يوم الأحد 2018/5/27 بأكمله عن لاعب كرة قدم فى بلد لو عصرته سيقطر جهلا ومرضا وفقرا إن هذا لا يمكن تفسيره إلا على محمل أننا شعب أصيبت ثقافته بالسرطان، إننا شعب مغيب بفعل فاعل معلوم تركه دون مبرر يبرر وجوده ويحفزه،إن هذا لا يمكن اعتباره إلا تغييب دون حتى الاحتماء بالأمس الذى كان فيه نجيب محفوظ وطه حسين وأحمد زويل
لك الله يا مصر.