ملفات وحوارات
تاريخ «العتامنة»: «وكر» لتجار السلاح والمخدرات.. والجماعات المتطرفة
ساحة نقطة الشرطة بعد التدمير على مساحة تتجاوز الـ 500 فدان، تمتد جزيرة العتامنة، التى تعتبر الامتداد الشرقى لقرية العتامنة، تفصل بينهما عشرات الأفدنة من الأراضى الزراعية، تكونت الجزيرة بفعل الطبيعة منذ مئات السنين، حيث تعود نشأتها إلى انخفاض منسوب المياه المستمر فى نهر النيل، أو كما يطلق عليها أهله «طرح النهر»، وشهدت الجزيرة العديد من الصراعات العائلية بين كبار عائلات القرية، طمعا فى الاستيلاء على أراضيها الزراعية، وصلت إلى حد المواجهات بالسلاح الآلى، واستطاعت مديرية أمن سوهاج العام الماضى، حل هذه الصراعات بجلسات عرفية مع كبار العائلات، تم الاتفاق فيها على ترك مساحة خالية دون استغلال، وفى حالة استغلالها من أحد يتحمل المسئولية الجنائية والقانونية وما يترتب عليهما من نزاعات بين أبناء القرية، والاتفاق على وضع شرط جزائى مليون جنيه يتحمله من يخالف ذلك. موقع الجزيرة الجغرافى ساعد على تحويلها إلى وكر ومأوى للخارجين على القانون بجميع طوائفهم وفئاتهم، حيث تنتشر فيها الزراعات الكثيفة وحدائق الموالح وشجر الغاب والبوص، وتنخفض عن مستوى أرض القرية بمسافة تتجاوز الـ 10 أمتار، كما يفصلها نهر النيل عن مركز البدارى بمحافظة أسيوط، فبمجرد عبور النهر بمركب صغير تنتقل من محافظة سوهاج إلى أسيوط. «الجزيرة تحولت إلى مخبأ يلجأ إليه المطاردون والحرامية، لأنهم يشعرون فيها بالأمان، بسبب صعوبة وصول قوات الشرطة إليها، وإذا تمكنت من دخولها فإنها سوف تفشل فى تمشيطها، بسبب الزراعات الكثيرة الموجودة فيها ومساحتها الشاسعة» هكذا تحدث جابر منصور، أحد سكان القرية، موضحاً أن جميع المواجهات التى تتم فى القرية يسقط فيها ضحايا، لكنها فى النهاية لا تمكن طرفا من القضاء على الطرف الآخر، بسبب طبيعتها الجغرافية، ومنذ عشرات السنوات وهى تكتسب نفس الشهرة، أى شخص مطارد أو هارب يلجأ إلى الاحتماء فيها أو الهروب من قوات الأمن عن طريقها. بينما يرى أحمد سعد، أحد المخبرين المشاركين فى عملية اقتحام الجزيرة، أن صعوبة تطهيرها تتمثل فى الزراعات الكثيفة الموجودة فى طرح النهر، مضيفاً أن قوات الشرطة دائماً أثناء مهاجمتها تكون فى المنطقة المرتفعة، رغم ذلك يفاجئها انطلاق الرصاص من وسط الزراعات، دون أن تشاهد القوات من يطلقها، مؤكداً أن موقع الجزيرة ساعد العديد من المسلحين المطلوبين أمنياً فى الهروب، سواء إلى القرى المجاورة أو عبر نهر النيل إلى محافظة أسيوط. «الجزيرة معروفة من زمان بأنها وكر لتجار السلاح والمخدرات»، يتحدث محمد ممدوح، من مدينة طما، عن جزيرة العتامنة. موضحاً أن هذه المنطقة معروفة منذ تسعينات القرن الماضى، حيث كانت منطقة يلجأ إليها تجار المخدرات والسلاح لتصريف بضاعتهم، وزادت هذه الجرائم بعد ثورة 25 يناير، ليضاف إليها عناصر الإخوان والجماعات الإسلامية التى وصفها بأنها حملت السلاح فى وجه الدولة، كمحاولة منهم لإعادة سيناريو الثمانينات.