أهم الأراء
سمية عبد المنعم تكتب: "بلوغ"
اتسعت عيناها دهشة عندما أبصرت تلك القطرات الدموية خارجة منها ، وما لبثت دهشتها أن تحولت لرعدة مصحوبة بألم .
هي تعرف جيدا سبب تلك الدماء ، قرأت عنها كثيرا وربما أصغت يوما لثرثرات خافتة بين صديقاتها يهمسن بها في خجل مذهول وهن يشرن بأصابع واهية نحو اعياء احداهن ، ومنذ ذلك الحين وهي تنتظر دورها في صفوف وجلة .
تعرف ، لكنها تأبى أن تصدق ، ولمَ تفعل وهي لا تدري ما ينتظر سنوات ما بعد البلوغ ، بل ما ينتظر أياما قادمات .
لملمت خجلا تساقط مع قطراتها ، وتحاملت حتى دلفت الى غرفتها ، جلست تفكر في سر اسرارها ، من تودعه اياه ، صديقتها ، وحدها من يمكنها اخبارها.
ابتسمت في خجل، هكذا استقبلت صديقتها التي تكبرها بثلاث سنوات خبر دخولها عالم النساء .
لكنها سارعت تسألها بلهفة : هل أخبرتِ أمك؟
كان لسؤالها وقع الصاعقة في نفسها ..أمي ؟ كيف ؟ عقدت حاجبيها في غضب وهتفت: لا ..مستحيل أن أخبرها..
صاحت بها أنها لابد أن تفعل والا فستخبرها هي .
توسلت اليها ألا تخبرها ، هي لا تريدها ان تعرف ..ولمه..لا تدري.
عادت لتتوسل اليها ثم انصرفت عنها غاضبة .
عندما اقتحمت عليها أمها الحجرة والضيق يرتسم على وجهها ، أيقنت أن ما خشيته قد حدث.
" لماذا لم تخبريني ..كيف أعرف امرًا كهذا من صديقتك؟"
أهذا كل ما يعنيها ويشغلها...
أشاحت بوجه عبث به الخجل وخيبة الأمل ، ولم تجب.
أفاقت على صوت الباب يغلق وقد غادرتها أمها.
هالها أنها لم توجه لها نصحًا واحدًا ولم تطمئن خوفها
تزاحمت الدموع بعينيها ولسانها يلهج باسم صديقتها في انهيار .