أهم الأراء
بناء الإنسان... ثقافة العقل السليم في الجسم السليم
كثيراً ما استيقظت مبكراً و نزلت إلى الشارع لأسباب مختلفة خلال العديد من السفريات في الكثير من بلدان العالم، و عقدت مقارنة مباشرة بين شكل الشارع في الصباح الباكر في البلدان الغربية و مثيله في البلدان العربية فوجدت الآتي: الشارع الغربي ممتلئ براكبي الدراجات و العدائين و المستخدمين للزلاقات المختلفة برشاقة ملحوظة ... و غيره و غيره من أشكال و ألوان مختلفة لممارسة الرياضة، و ذلك ما أن تبدأ الإشراقات الأولى لنور الصباح.
أما الشارع العربي فلا تجد به إلا السيارات المكتظة و المتزاحمة، المعبرة عن ساعات ذروة المرور الصباحية.
فكرت في الفرق بينهما فوجدته معبراً و بشدة عن رؤيتنا للرياضة و رؤية الغرب لها.
الرياضة لدينا هي هواية لمن يحبها، و هي إبعاد للأطفال و الشباب عن المخدرات و الموبقات في سن معينة، و هي إضاعة للوقت في سنين و مواسم التعليم الهامة، ثم هي تاريخ بعد سنين بسيطة من الإنخراط في الحياة العملية و الزواج. و بالتالي تتسم الرياضة لدى معظم المصريين بالعشوائية و عدم الإنتظام، فتارة هو رياضي مقبل عليها بكل وجدانه، و تارة يقلل منها إلى الحد الأدنى و تارة أخرى يتركها بالكلية و تبدأ أعراض "العز" فتتدلي البطن و يشق الكرش طريقه للنور. و يستمر هذا الحال حتى سن متأخرة فتبدأ الأمراض في الظهور و يصف الطبيب الرياضة "كعلاج" للكثير من المشاكل و الأمراض!؟!
أما الغرب فقد أدرك أن الرياضة هي ثقافة و أسلوب حياة: فالإنتظام فيها أساس و هو جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان و الحفاظ على صحته و مظهره و الحصول على أفضل أداء ممكن لكل أعضائه بما فيها العقل. و تتساوى لديه الممارسة للرياضة سواء أحبها أم لم يحبها، فإن أحبها كان خيراً و كانت أيضاً أداة للمتعة و تحقيق الهواية، و إن لم يحبها أدرك أنها أداة رئيسية ليحيا حياة صحية سليمة، ترى فيها الإنسان الأوروبي في العقد الثامن وهو في الحقيقة في ربيع العمر و ليس الخريف.
دعونا نتعامل مع الرياضة على أنها أسلوب حياة فتصير ركناً رئيسياً من حياتنا و لنحافظ عليه بانتظام حتى آخر دقات القلب.
حفظ الله مصر و شعبها و أبنائها.