Alborsagia.com البورصجية نيوز

الأثنين 21 ديسمبر 2015
أخر خبر
مصر تفوز بعضوية مجلس المنظمة الدولية للطيران المدنى " الإيكاو " - رئيس الوزراء يصدر قرارا بالتجديد لشحات الغتوري رئيسا لمصلحة الجمارك لمدة عام - 10 شركات ناشئة بمبادرة رواد النيل تشارك في الملتقى الـ 14 لصناعة الإبداع - مصر تفوز بمقعد نائب رئيس اللجنة الاقتصادية بالمنظمة الدولية للطيران المدني - الفريق محمد عباس : حريصون على تعزيز التعاون مع المنظمة الدولية للطيران المدنى - وزير الطيران يبحث مع رئيس المجلس الدولي للمطارات وأمين عام المفوضية الإفريقية للطيران سب - مصر للطيران تعلن أسعار تذاكر عمرة المولد النبوى الشريف لموسم 1444 هـ -2022م - وزير الطيران يلتقى وزير المواصلات القطري لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين فى مجال النقل - الداخلية تضبط 1534 قضية تموينية خلال 24 ساعة - وزير قطاع الأعمال العام يتفقد عددًا من الشركات التابعة بالإسكندرية - وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية تلتقي المديرة الإقليمية للتنمية البشرية بالبنك الدولي - «الصقر»: فيريرا يوافق على ضم الصاعد يوسف حسن - حبس أشهر «ديلر» لترويج الحشيش بالتجمع الخامس - مدبولى عن تطوير محور 26 يوليو: نحرص على التخطيط لاستيعاب تزايد الحركة - الفريق أسامة ربيع يتابع حصاد الأحواض المستزرعة وحصاد 42 طن جمبري منذ بداية الشهر الجاري -

منوعات

إيلي كوهين..المقاتل 88 العميل الأعظم فى تاريخ إسرائيل

طباعة

في دراسة حصريًا  " للدستور " للباحث  إبراهيم جمال المتخصص في الشئون الإسرائيلية أكد أن " إيلى كوهين " الملقب بالمقاتل 88، كان أعظم عظماء الجواسيس في تاريخ المخابرات الإسرائيلية " الموساد " والذي كشفته المخابرات المصرية. لم يكن الموساد يتوقع وهو يزرع الجاسوس الأشهر فى تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي على الإطلاق، أن العميل الذي زرعه في العاصمة السورية دمشق، سيحصد ما حصده من نجاحات.
إيلي شاؤول كوهين، المولود في الإسكندرية، حلقة غريبة مليئة بالمفاجآت فى حرب الجواسيس، التي بدأت مع حرب 1948 حينما أخذ كوهين، عضو منظمة الشباب اليهودي الصهيوني فى الإسكندرية، يدعو أبناء جاليته للهجرة إلى فلسطين( أرض الميعاد كما يطلقون عليها)، وحينما بدأ رحلته مع عالم الجاسوسية، بأن عمل تحت أمره جاسوس آخر يدعى إبراهام دار.
واتخذ الجاسوس اسم جون دارلنج، وأسس شبكة تخصصت فى تفجير بعض المنشآت الأمريكية، بهدف إفساد العلاقة بين القاهرة وواشنطن، لكنه سقط سنة 1954 فى يد المخابرات العامة المصرية، في قضية " لافون" الشهيرة.
ومكث كوهين فى السجون لمدة نحو عام، لم يستطع المحققون خلالها انتزاع اعترافات تدينه، ومن ثم أفرج عنه، كي يغادر إلى إسرائيل ويلتحق بالوحدة رقم 131 بجهاز المخابرات التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وعاد الجاسوس إلى مصر بعد نحو عام، لكن أعين المخابرات المصرية كانت تلاحقه أينما توجه، ومع العدوان الثلاثي على مصر، تم اعتقاله، فرأى الموساد أن لا نجاحًا سيحققه في مصر، ومن ثم قررت استثمار حماسه وتوجيهه نحو التجسس على سوريا، حيث لا أحد يعرفه هناك.
وكانت عملية زرعه في سوريا، واحدة من أخطر وأنجح عمليات زراعة الجواسيس لا فى تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي فحسب, وإنما فى تاريخ الجاسوسية فى القرن العشرين على الإطلاق.
وضع الموساد سيناريو محكمًا للجاسوس الذي توسم فيه أن يحقق الكثير من النجاح, وجعلت له اسمًا وهو "كامل أمين ثابت", وقد سافر عمه إلى الأرجنتين, حيث توجد جالية سورية كبيرة العدد هناك, وبعدها بعام لحق بالعم الذي حقق نجاحًا فى أعمال خاصة, والداه وهو معهم.
وفى سنة 1952 توفي والده بالسكتة القلبية, ثم لحقت به والدته بعد سنة, ليعيش كامل وحيدًا ويحترف تجارة الأقمشة... هكذا كان السيناريو.وخلال فترة مكوثه فى الأرجنتين, التى بدأت اعتبارًا من سنة 1963, تدرب على استخدام أجهزة الاستقبال اللاسلكية, ويكتب بالحبر السري, وأيضًا يحفظ أسماء ساستها وتركيبتها السياسية, وتعلم القرآن الكريم!وسرعان ما عمل كوهين فى شركة طيران, وبدأ يوطد علاقاته بالجالية السورية فى الأرجنتين, نظرًا لما أبداه من حماسة مصطنعة لأفكار القومية العربية
وهكذا أصبح صديقًا شخصيًا للملحق العسكري السوري بسفارة دمشق في بيونس آيرس, العقيد أمين الحافظ.وأخذ كوهين يسري للمقربين منه, برغبته فى العودة إلى سوريا, كى يستثمر هناك ويخدم وطنه, حتى عاد سنة 1962, ومعه أدق أجهزة التنصت والتجسس فى العالم.
وتمكن الجاسوس الذي كان يحرص على إقامة المآدب ويدعو كبار الشخصيات النافذة فى دوائر صنع القرار السوري, من إقامة شبكة علاقات واسعة, تمكن بواسطتها من تزويد تل أبيب بمعلومات مهمة عن صفقات الأسلحة من الاتحاد السوفيتي الأسبق, ووثق رجال السلطة والجيش به, إلى درجة أنه زار أحد التحصينات الدفاعية فى هضبة الجولان, واستطاع تصوير مواقع عسكرية حساسة بكاميرا مثبتة فى ساعة معصمه.
المال يشترى الولاء.. هذه القاعدة كانت دائمًا نصب عيني الجاسوس, الذي أغدق الأموال على أعضاء حزب البعث، حتى ارتقى مكانة عالية وأصبح مقربًا من الحزب الحاكم.لكن.. كيف سقط هذا الخطير بعد كل ما حققه من انجازات, وما قطعه من مسافات شاسعة على أرض "كسب الثقة"؟
هناك فى هذا الصدد, عدد كبير من الروايات, لكن الرواية الأكثر انتشارًا, تتمثل فيما يرويه الجاسوس المصري الشهير رفعت الجمال "رأفت الهجان" فى مذاكراته إذ يقول: شاهدته فى سهرة عائلية حضرها مسئولون إسرائيليون, وبحس رجل المخابرات سألت عنه, فقيل لي رجل أعمال إسرائيلي قادم من أمريكا, يغدق التبرعات على إسرائيل.
كنت على علاقة مع طبيبة يهودية مغربية, وفي زيارة لمنزلها رأيت له صورة على الجدار, فسألت عنه مرة ثانية, فقالت لي: أنه إيلى كوهين زوج شقيقتي, باحث فى وزارة الدفاع, وموفد للعمل فى سفارات تل أبيب بالخارج, ومنذ ذلك الحين لم تغب المعلومة عني, لكني لم أبلغ عنها المخابرات المصرية, لأنها ليست شديدة الأهمية.
ويتابع الجمال فى أكتوبر 1964 كنت فى العاصمة الإيطالية روما, للاتفاق على أفواج سياحية لشركتي فى تل أبيب, فوقعت عيناي على صورة نفس الرجل, بإحدى المجالات, ومكتوب تحتها: الفريق أول على عامر, والوفد المرافق له بصحبة عدد من القادة العسكريين السوريين, واسمه هو كامل أمين ثابت.
فى المساء التقيت برجل المخابرات محمد نسيم"قلب الأسد" فقلت له: كامل أمين ثابت رجل موساد, فلم يبد اهتمامًا ما أوحى لى أنه يعلم هذه المعلومة, ثم توجه إلى شباك غرفة الفندق الذي كنت أقيم فيه, وسحب شهيقًا عميقًا, واستدار وقال: لو صحت هذه المعلومة لسجلناها باسمك ضمن أهم إنجازات المخابرات المصرية.
بعد اللقاء مباشرة, طار قلب الأسد إلى القاهرة, والتقى صلاح نصر والرئيس عبد الناصر, وتوجه فى نفس الليلة إلى دمشق بطائرة خاصة, ومعه ملف كامل عن أخطر عملاء الموساد, وقدمه للرئيس السوري أمين حافظ شخصيًا.
ونشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية تفاصيل محاكمة الجاسوس, التى بدأت فى فبراير عام 1965 بدمشق, وراء الأبواب المغلقة, وانتهت بعد اسبوعين بأن صدر عليه الحكم بالإعدام, رغم محاولات عدد كبير من قادة العالم وبابا الفاتيكان لدى أمين حافظ لإطلاق سراحه, إلا أن الرجل كان يشعر حسب ما تقول الصحيفة بالإهانة ورفض التنازل عن موقفه.
وقالت الصحيفة إن القضاء السوري رفض طلب الجاسوس تخصيص محام له, وتبادلت الحوارات بين كوهين وبين القاضي السوري.وتحت عنوان الخوف والأمل نشرت صحيفة معاريف أيضًا مقولة زوجته نادية كوهين بعد أن اطلعت على جزء من محاضر الجلسات للقاضي العسكري والتى ترجمت إلى العبرية على أيدي هيئة الاستخبارات الإسرائيلية أثناء المحاكمة.
قالت نادية: هذا من المثير لي مراجعة وثائق المحاكمة وهذا يعيدني إلي تلك اللحظة, حينما كنت فى المنزل.رجال الموساد حاولوا مشاهدة المحاكمة على قنوات التليفزيون السوري وكنت أشعر بالخوف والرهبة ولكن كان لدي أمل فى أن كل شىء سيمر بسلام وسيعود إلى الوطن.وأدلة المحاكمة تحدثت عن حياة إيلى كوهين بالإسكندرية وهجرته إلى إسرائيل وتجنيده وتدريبه لمنصب جاسوس وتناولت كيف تقابل فى تل أبيب مع ممثل هيئة الاستخبارات والذي يدعى "سيلمان" وكيف نجح فى اقناعه بالعمل كعميل.
وقال إيلي للقاضي: كانت الحياة صعبة, فقلت لممثلي الاستخبارات سوف أعمل معكم ولكن عملت قبل أن أعرف ما وظيفة العمل.
وقال: إنهم علموني أساليب المخابرات وأبلغوني أنه من المحتمل إرسالي إلى إحدى الدول الأوروبية أو الدول العربية.وأوضحت الصحيفة العبرية أن "المقاتل 88 أو منشه" تلك الأسماء التى أطلقت على رجل الموساد "إيلى كوهين" الجاسوس الأكبر فى تاريخ إسرائيل.وكشفت طبعة جديدة لكتاب "وحيد فى دمشق" الذى كتبه رجل المخابرات "شموئيل سيجف" تفاصيل حديثة من حياة كوهين, حيث اشترى بالاشتراك مع أخيه سينما بمنطقة "بيت يام" وذلك قبل أشهر من القبض عليه وتعرضه للإعدام فى دمشق
ويقول الكاتب: كان كوهين إسرائيليًا شديد الولاء, متحمسًا لدولة إسرائيل كل الحماسة, فعلى الرغم من أنه عاش زمنًا تحت اسم كامل أمين, إلا أنه كان يخلع هذا الاسم ما أن يدخل بيته, ويصبح على الفور إيلى كوهين.
وحسب الكتاب، كان كوهين يرفض الالتقاء مع أصدقائه السوريين في الأعياد اليهودية، وكان يصر على أن يبقى في بيته وحيدًا في عيد الفصح، وكان يستمع إلى إذاعة قول يسرائيل " صوت إسرائيل" يوم السبت.
وذات مرة هزم فريق إسرائيلي كان يلاعب فريقًا أجنبيًا، فلم يتمالك كوهين شعوره بالغضب وأرسل على الفور رسالة إلى تل أبيب جاء فيها: " حان الوقت لكي نتعلم اللعب داخل الملعب"، وجاء في كتاب " شموئيل سيجف" شهادة "منذر الموصلي" حيث كان مساعدًا للرئيس السوري السابق "أنذالك أمين الحافظ"، وقال الموصلي: إن جثة إيلي كوهين دفنت خارج دمشق فى بئر أعد هناك مسبقًا وبعد فترة تطورت المنطقة وشقت طرق وبنيت منازل ولذلك فقدت مكان دفن الجاسوس.  

إرسل لصديق

تعليقات فيسبوك