فن وثقافة
نصار: التفسير الخاطيء لآراء "طه حسين" وراء اتهامه بالكفر
صرح الكاتب والدكتور "حسين نصار"، أن هناك بعض آراء "طه حسين" تم تفسيرها بشكل خاطيء، ومن هنا اتهمه البعض بالكفر والعلمانية، مشيراً إلى أن العلمانية ليس معناها الكفر، فمعناها هو الفصل بين الدين والحكم، والبداية كانت بأوروبا في العصور الوسطى؛ حيث سيطر البابا على مقاليد الحكم، ومن هنا سعوا للفصل بين الدين والسلطة. وأضاف"نصار" –في ندوة بعنوان "الإحساس والجمال في أدب طه حسين" بدار الكتب- أن هناك العديد من المواقف التي تثبت بطلان هذا الإدعاء، منها عندما قامت كلية الآداب برحلة للسعودية، وكان "طه حسين" أحد الأساتذة في هذه الرحلة، وطلب منهم ابلاغه عند وصولهم لمنطقة الحديبية وبمجرد وصوله ترجل من عربته وسجد على الأرض وقبل الأرض التي كانت شاهدة على "صلح الحديبية"، وتساءل "نصار" هل نعتبره كافر بعد هذا التصرف؟! وفيما يتعلق بجمال أدب عميد الأدب العربي، أشار "نصار" إلى أنه من المعروف أن "طه حسين" فقد البصر منذ السنوات الأولى لطفولته، ولم يمنعه هذا في كثير من الأحيان أن يقول أوصاف متعددة في مجالات مختلفة من الجمال، تحتاج لأكثر من مبصر لوصفها، ليثبت أن احساس الكفيف بالجمال غير مباشر، فهناك أشياء لا يراها ولايحقق صورتها ولا أشكالها ويعرف منها شيئاً قليلاً، ويجهل منها شيئاً كثيراً، إلا أنه وٌفق في وصفها. وأكد "نصار" أنه بقراءة نصوص عميد الأدب العربي، نجد أن معظم نصوصه اعتمد وصفه فيها على إدارك الرائحة والسمع، كما اقتبس في وصفه من بعض آيات القرآن الكريم، وللصوت أهمية كبرى عنده، وفي وصفه للجمال الطبيعي اعتمد على احساسه بهذه الطبيعة، فطه حسين مرهف الحس نحو عناصر جمال الزمن، كما أنه في وصفه شُغف بوصف الشابات من النساء ، وأغرم بوصف "السحر" وهو الوقت ما بين الفجر وشروق الشمس، ومن هنا نجد أنه تعرض بالوصف لنوعين من الجمال جمال بشري، وآخر طبيعي وكان جمال المرأة هو الجمال البشري الغالب بكتابات طه حسين، ولم يغفل في الوقت نفسه عن جمال الرجل إلا أنه لم يحتفل به احتفاله بجمال الرجل، واختتم "نصار" حديثه بأن قدرة عميد الأدب العربي على الوصف الدقيق نفت مقولة أن الكفيف تصل له الصورة مشوهة.