ملفات وحوارات
قيادي بـ«إخوان» الأردن: تطبيق الشريعة «مصطلح غامض».. و«الخلافة» غير ملزمة (حوار)
أكد الدكتور رحيل غرايبة، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين بالأردن، فى حوار لـ«المصرى اليوم» عبر الهاتف من الأردن- أن مرشد إخوان مصر هو مرشد لجميع التنظيمات الإخوانية المنتشرة فى العالم.وكشف عن توسطه لانتشال إخوان مصر بواسطة تفويض رئيس وزراء أردنى سابق للتواصل مع الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، إلا أن المبادرة فشلت، وقال إنه قدم النصيحة لإخوان مصر بعدم الترشح للرئاسة والتقدم لجميع المناصب التنفيذية فى اجتماع مع المرشد العام للجماعة «محمد بديع » قبيل الانتخابات الرئاسية.وإلى نص الحوار:■ كيف قرأت الحكم الصادر بحل جماعة الإخوان المسلمين وحظر كافة الأنشطة السياسية لها؟- رأيت أن قرار الحل «ٍسياسى» وليس له سند قانونى واضح، وهو مشوب بالخلاف القائم فى وجهات النظر بين الجماعة والسلطة الحالية وانسداد كافة الحلول السياسية الممكنة بينهما، و هو أيضاً حلقة جديدة من حلقات الصراع الدائر بين الجماعة والسلطة، فى خطوة تصعيدية قاسية، وليست سلمية ضد الإخوان المسلمين فى مصر.■ ما التداعيات المحتملة على تحركات الجماعة فى الفترة المقبلة على خلفية هذا القرار؟- هذه القرارت التصعيدية ستساهم فى دفع أنصار الحركة إلى العنف، لأنها خطوة استفزازية، وهى جزء من المخطط ضد جماعة الإخوان لجرها إلى استخدام القوة، مما سيزيد من تدخل الجيش فى المشهد السياسى.■ هل يكتب هذا الحكم بداية النهاية للتنظيم الأبرز بين تنظيمات الإسلام السياسى؟- التنظيم لن ينتهى أو يموت، لأنه عمره يمتد إلى أكثر من 80 عاما، ولن يتأثر جراء هذه القرارات التعسفية، لأن الفكرة موجودة وحاضرة فى العقول والفكرة، لن تموت رغم اعتقال كافة القيادات، والإخوان منذ عام ١٩٢٨ يقولون بعد كل محنة تعيشها الجماعة إنهم انتهوا، ولم يستطع أحد إسقاطها، ولن تتوقف الحركات الإسلامية عن الفعل والتأثير فى الحياة العامة، ولن تتفكك بالتضييق والعنف والمحاصرة، وقد تم تجريب ذلك سابقاً، ولم تندثر الحركات الإسلامية، ولم تضعف.■ هل سيؤثر سقوط إخوان مصر على كافة التنظيمات الإخوانية المنتشرة فى العالم العربى؟- بكل تأكيد سينعكس سقوط إخوان مصر سلبياً، وسيترك تأثيرا على كافة التنظيمات الإخوانية المنتشرة فى العالم العربى والتى تتخذ من الإسلام مرجعية لها، وسيؤثر على جميع التنظيمات السياسية التى تسعى إلى السلطة عن طريق الانتخابات الديمقراطية.■ هل كانت مبادرة مطروحة من قبل إخوان الأردن لإيجاد صيغة تسوية بين إخوان مصر والسلطة الحالية؟- نعم، كانت هناك مبادرة شخصية عن طريقى، حيث حاولت توسيط السيد أحمد عبيدات، رئيس الوزراء الأردنى السابق، وهو شخصية تتمتع بتوافق وطنى واحترام كافة القوى السياسية المتنوعة فى العالم العربى، سواء كانت ليبرالية أو إسلامية، ويحتل موقع رئيس شبكة الإصلاح الوطنى وعضو الموتمر القومى العربى، وطالبته بالاتصال بعدد من الشخصيات القومية والعربية والمصرية التى تتمتع بالمصداقية، أمثال الدكتور أحمد كمال أبوالمجد، والدكتور سيف الدين عبدالفتاح، ليكون لهما دور فى إيقاف التدهور السياسى الذى تعيشه البلاد.■ ما مستقبل هذا المبادرة، وماذا كان موقف إخوان مصر منها؟- هذا التوسط كان من أجل إنهاء الصراع السياسى المحتدم ووقف الدم المصرى الذى كان ينزف إيماناً بأهمية مصر فى المنطقة العربية، ولا أعلم عنها شيئًا فى الوقت الحالى، لكن على ما يبدو أنها لم تنجح فى إيجاد تسوية بين الأطراف الفاعلة فى المشهد السياسى المصرى.■ هل تعتقد الدخول فى مفاوضات مع السلطة الحالية سينهى الأزمة مع إخوان مصر؟- لا أنصح بإجراء مفاوضات مع السلطات الحالية والقيادات الإخوانية لاتزال رهن الاعتقال ومحبوسين فى السجون، والمفاوضات الجدية ينبغى أن تكون بإرادة حرة من قبل الطرفين وألا يكون طرف مجبورا أو مقهورا، وأرى أن حملات الاعتقال للقيادات تهدد الحوار، واستخدام القوة ضد إخوان مصر ليس فى مصلحة الجميع، والحوار لا ينبغى أن يكون فيه استخدام للقوة أو بشروط تعجيزية، لأنه سيكون حوارا غيرعادل.■ متى كانت آخر مرة التقيت بها بالقيادات الإخوانية فى مصر؟- كنت قد التقيت مع عدد من القيادات الإخوانية فى وجود المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر الدكتور محمد بديع قبل الانتخابات الرئاسية بمكتب الإرشاد، بحضور عدد من أعضاء مكتب الإرشاد.■ وما القضايا الرئيسية التى تناقشت معهم فيها خلال هذا اللقاء؟- كانت هناك أطروحة تقدمت بها بخصوص عدم الترشح فى الانتخابات الرئاسية المصرية، وتشكيل جبهة عريضة للانتخابات، وأكدت لهم ضرورة البحث عن شخصية وطنية محايدة، وليست حزبية تتمتع بقدر كبير من التوافق ودعمه المرحلة المقبلة وضرورة التوافق حول القضايا الكبرى مع كافة شركائهم فى الوطن.■ وكيف كان رد فعل قيادات إخوان مصر على أطروحتك؟- كان هناك تفاهم وقبول ووعود بالتوافق الوطنى حول القضايا والإشكاليات التى تواجه الدولة بين كافة الفرقاء السياسيين، ووجدت فى الدكتور بديع عقلية مرنة وشخصية استيعابية.■ مع من كنت تتحدث بصفة مستمرة من قيادات إخوان مصر؟- كنت أتحدث مع الدكتور محمد سعد الكتاتنى، وكنا نلتقى فى الندوات الحوارية والمؤتمرات، وتحدثت معه عبر الهاتف أكثر من مرة، وهو مؤمن بضرورة التوافق الوطنى فى كافة الأمور والمشاركة فى صنع القرار السياسى.■ يقال إن المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد، هو الرجل الأكثر نفوذًا داخل الجماعة خلال الفترة الأخيرة.. ما تعليقك؟- لم ألتقِ المهندس خيرت الشاطر، ولكنى أعلم أنه قيادى فاعل داخل الجماعة، وناشط، ومن القيادات المؤثرة.■ هل كنت تجد فى حديثك مع قيادات إخوان مصر توقعات باحتمال هذا السقوط السريع لحكمهم؟- لم يكن أحد من القيادات الإخوانية يتوقع أن ينتهى الحال فى مصر إلى عزل الإخوان من الحكم، وهذه التطورات السريعة والمتلاحقة منذ مظاهرات 30 يونيو، ولا يمكن أن تؤدى تظاهرات القوى المناوئة لحكم الإخوان بحال من الأحوال إلى هذه النتائج، دون ترتيب وتخطيط مسبق.■ ما أخطاء الجماعة خلال العام المنصرم من حكمهم؟- «الإخوان» أخطات فى التقدم للسلطة وكافة المناصب التنفيذية، وكان الأمر يقتضى حتمية البحث عن صيغة تشاركية تسمح باستيعاب جميع القوى السياسية التى استطاعت تحصيل تمثيل لها فى مجلس الشعب، وأن تكون مشاركة فى إدارة الدولة بشكل جماعى، وكان عليها أن تستفيد من التجربة التونسية فى التشارك.■ هل تعتقد أن خيار الدفع بالدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح مرشحا للجماعة كان خيارا أفضل؟- نعم، وأنا أتفق مع هذا الطرح الذى كان يتبنى الدفع بـ«أبوالفتوح» مرشحا للجماعة فى الانتخابات الرئيسية، لما كان يتمتع به من توافق وطنى بين كافة القوى السياسية، فالرجل متجدد فى أطروحاته السياسية والفقهية، وكان من أكثر القيادات المنفتحة القادرة على التجديد والتطوير داخل بنية الجماعة وهياكلها، وطرح مشروع وطنى جامع يلتف حوله جميع القوى السياسية.■ هل ابتعدت الجماعة عن منهج حسن البنا فى إعطاء أولوية للجانب الدعوى والإخلاقى على الجانب التنظيمى والسياسى خلال الفترة الماضى؟- أعتقد أن الإخوان فى كل الأقطار بحاجة إلى إعادة الاعتبار إلى الجانب الدعوى والتربوى والفكرى، وزيادة الاهتمام به، حيث إن الجانب السياسى طغى على بقية الجوانب، وأثر عليها بطريقة سلبية، وأعتقد أن النجاح فى الجانب السياسى ينبغى أن يكون ثمرة للنجاح فى الجوانب الدعوية والفكرية، والتربوية.■ كم يصل عدد تنظيمات الإخوان المنتشرة فى العالم؟- فكرة الإخوان موجودة فى العديد من الدول، ويوجد الملايين المعتنقين للفكر الإخوانى، ولكن أعتقد أن التنظيمات التى تأخذ شكلا تنظيميا توجد فى 80 دولة.■ ما موقع مرشد إخوان مصر بالنسبة لكافة التنظيمات الإخوانية المنتشرة فى العالم؟- مرشد مصر هو مرشد كافة التنظيمات الإخوانية من الناحية الأدبية والمادية، و له مكانة رمزية وأدبية فقط.■ هل انعقد اجتماع للتنظيم الدولى للإخوان المسلمين فى مصر خلال فترة تولى الرئيس المعزول محمد مرسى موقع السلطة؟اقرأ أيضًا