كشفت دراسة حديثة أن تناول الأطعمة عالية الدهون والغير صحي أثناء الحمل، قد يعرض أطفالهن في المستقبل لمشاكل نفسية خطيرة، وفقا لما تناولته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وقد وجد الباحثون أن الأمهات اللواتي يتناولن نظام غذائي عالي الدهون أثناء الحمل أكثر عرضة للإصابة بأطفال يعانون من مشاكل نفسية.

واتباع حمية غذائية عالية الدهون لا تسبب مشاكل صحية للأمهات الحوامل فحسب، بل تعيق أيضا نمو الدماغ وهرمونات أطفالهن، مما يؤدي إلى اضطرابات مستقبلية، مثل: القلق والاكتئاب.

وعلاوة على ذلك، فإن الدراسة تشير أنه لا يمكن عكس هذه النتيجة عن طريق تغذية الرضع في وقت لاحق، وذلك عبر اتباع نظام غذائي صحي، حيث تم ربط العديد من اضطرابات الصحة العقلية بعلم الوراثة، والنظام الغذائي.

وأفاد الباحثون أنه بالنظر إلى استهلاك الدهون الغذائية والسمنة التي تواجهها الأمهات في الدول المتقدمة، حيث أن هذه النتائج لها آثار هامة على الصحة النفسية للأجيال القادمة.

وأكد فريق من الباحثون من جامعة ولاية أوريغون للصحة والعلوم اختبار تأثير اتباع نظام غذائي عالي الدهون على النساء الحوامل، وأطفالهن، وقد قاموا بتحليل 65 امرأة من ماكاك اليابانية إلى مجموعتين، واحدة أعطيت نظام غذائي عالي الدهون والمجموعة الثانية خضعوا لنظام غذائي صحي.

ثم قاموا بقياس السلوك بين ذريتهم الـ 135 ووجدوا أن كلا من الذكور والإناث الذين تعرضوا لاتباع نظام غذائي عالي الدسم خلال فترة الحمل أظهرت مستويات أعلى من القلق مقارنة مع المجموعة التي اتبعت نظام غذائي صحي.
  ويقول الباحثون أن هذا كان سببه ضعف في تطوير نظام السيروتونين المركزي في أدمغتهم، حيث أن انخفاض مستويات السيروتونين يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات المزاج، والتي تؤثر أيضا على الشهية والهضم والذاكرة والنوم.   وتشير نتائج الدراسة إلى أن النظام الغذائي لا يقل أهمية عن علم الوراثة عندما يتعلق الأمر بالاضطرابات مثل القلق أو الاكتئاب، وفقا لما ذكره طبيب نفساني للأطفال من الجامعة.   وقال جويل نيغ، أستاذ الطب النفسي، وطب الأطفال، وعلم الأعصاب السلوكي "أعتقد أنه أمر مثير للدهشة"، أن اتباع نظام غذائي الأم لديه تأثير كبير على سلوك الأطفال في المستقبل، حيث اننا درسنا الصلة بين السمنة والأمراض الجسدية مثل أمراض القلب، لكن الدراسة كشفت نتائج صادمة حول مدى تأثير الأطعمة الغذائية على المخ.   واضاف كبير الباحثين الأستاذ مساعد إلينور سوليفان من جامعة ولاية أوريغون مركز أبحاث الرئيسيات الوطنية، بأن الأمر يتعلق بتثقيف النساء الحوامل حول المخاطر المحتملة لاتباع نظام غذائي عالي الدهون أثناء الحمل وتمكينهم من اتخاذ خيارات صحية من خلال تقديم الدعم.