أهم الأراء
بريشة الصغار.. أتحدث !!
إلى أيامٍ كنا نلهو ونلعب دون رادع أشعر بالحنين، كنا نسابق الأحلام وننتصر، لم نكن نعرف أن غدا سيفرض قيوده علينا، أو ربما لم نفكر في غد أصلا، تلك البراءة التي انتزعت من عيوننا كانت هي المِفتاح الذي نتواري خلفه بعد كل فعل سيّئ لم نقصده.
اختفت البراءة وظهرت البذاءة وتوحّش الأخلاق وتبجحها، ربما لو خيروني لعدت لذلك الطفل البرئ ألهو معه وألعب دون أن أفكر فيما بعد تلك الضحكة، ودون أن أحمل أعباء نفسي أو أعباء غيري.
أصبح طعم الأشياء مرًا في فمي، ولِمَ لا وقد جربت كل الأشياء، وأبحرت إلى شواطئ كثيرة، كنا نظن أننا حين نكبر وننتهي من الدراسة سنكون سعداء، وقد كان ولم نسعد، ظننا أننا سندخل الجامعة وتكون أجمل أيامنا هناك وإذا بصدمات الحب ترطمنا، حتى العمل تمنيناه ولم يتمنانا.
تلك السطور ليست دعوة لليأس والإحباط بل دعوة لمعايشة الواقع كما هو فلا تنظر إلى الخلف وتندم على ما قد فات، فما فات لن يعود أبدًا، ولا تنتظر الغد فهو ملك مقدر الأشياء سبحانه وتعالي، سيأتي بما فيه من حزن وفرح من حب وجرح، لا تجعل غدًا ينسيك يومك، عش كما أنت.