أهم الأراء
نفحات رمضانية.. بقلم: نجوى عبد العزيز
أوشك الشهر الكريم على الانسحاب وقربت أيامه على الانتهاء، ليلملم أوراق دفاتر أعمال العباد، بما حوت من خير وشر، ولو كان بيدى كنت أظل أدعو ربى سبحانه وتعالى أن يكون العام كله رمضان، حيث إنه من أفضل الشهور على الإطلاق، وقد خصّ الله سبحانه وتعالى هذا الشهر بمزايا عديدة، وجعل الأجور فيه مضاعفة، لقد وضع الله حبّه فى قلوب العباد، فالمسلمون فى كل بقاع الأرض يبتهجون لقدوم هذا الشهر العظيم، ويتهيئون لاستقباله بشتّى الوسائل والطرق، ويفرحون بالعيش فى ظلاله. ويُطلق عليه أيضًا شهر القيام، لأنّ هذه العبادة تكثر فيه، فنجد حرصًا كبيرًا من المسلمين على الحفاظ على قيام كلِّ ليلة فى رمضان، وذلك لكسبِ الأجر العظيم، ونجد ان السواد الأعظم من البشر يتسابق على الإكثار من الطاعات، والإقبال على الله عزّ وجلّ بقلوبٍ مُخبتة، ليُكرمهم الله سبحانه وتعالى بالعتق من النيران، وذلك فى كلِّ ليلة من لياليه.
إن رمضان من أفضل الشهور عند الله سبحانه وتعالى، الذى أُنزل فيه القرآن الكريم، فسمى بشهر القرآن، هذا على المستوى الدينى، بينما نجد أن روحانيات هذا الشهر تنعكس على المستوى الدنيوى أيضًا، حيث تنخفض السلوكيات السيئة للبشر، ويتسابق الجميع فى فعل الخيرات.. والأهم من ذلك سلوكيات الأفراح السيئة خاصة الحوادث التى تنجم عنها والتى تحصد الأرواح، فلله الحمد لقد ارتاحت مسامعنا من سماع اطلاق الرصاص الحى والفشنك الذى يطلقه المهووسون والمجاملون فى الأفراح، حيث تؤجل الأفراح جميعها فى رمضان كذلك الرقصات البهلوانية التى يرتكبها سائقو الدرجات النارية، كذلك الألفاظ النابية التى تكاد تتلاشى والسباب من الشارع المصرى.
أيضًا، كذلك السلوك اليومى يكاد ينضبط إلى حد ما بصفة عامة وانضباط السلوك البشرى فى المواصلات العامة والمترو فتجد الركاب منشغلين بقراءة القرآن الكريم والذكر والتسبيح، ورغم محاولات التقنين لموائد الرحمن إلا أنها منتشرة بشكل مشرف وكان روادها يقومون بحجز الجلوس عليها قبل مدفع الافطار بوقت طويل وكذلك نفس الشىء فى السحور، كذلك ورغم الحالة الاقتصادية الصعبة التى نمر بها وارتفاع الأسعار، إلا انه كثر أيضًا وقت الافطار قيام فاعلى الخير بتوزيع مشروبات وأكياس البلح الصغيرة على المارة لدرجة أننى رأيت بأم عينى قيام جار قبطى يساعد الجيران بالوقوف فى نهر الطريق والقيام بتوزيع المشروبات على الصائمين المارين سواء المشاة أو مستقلو السيارات، فعلا هى دى مصر. وأهلها بحلوها ومرها.
ولكن يبقى سؤال: لماذا لم تبق هذا السلوكيات مسلكنا طوال العام، وهل الملكين رقيب وعتيد يعملان فى رمضان فقط، كى ينضبط سلوكنا فى هذا الشهر الفضيل فقط. عموما الله علينا فى رمضان والله على الشارع المصرى وانضباطه فى هذا الشهر الفضيل. ربى دم علينا وعلى مصرنا الحبيبة الأمن والامان فعلا الله عليكى يا مصر بحواريكى وشوارعك وأهلك وعاداتهم رب اجعل هذا البلد آمنا.
[email protected]