أهم الأراء
هل لا يزال الاستثمار العقاري الملاذ الآمن للمستثمرين؟
ربما تكون قد سألت نفسك يوماً ما هذا السؤال . ما هو أفضل مجال آمن للاستثمار في ظل الارتفاع القياسي لمعدل التضخم ؟ إذا كان لديك فائض مدخرات ولا تعتمد على استلام عوائد نقدية دورية في تدبير نفقات المعيشة، تكون الاجابة المختصرة على هذا السؤال هو الاستثمار في العقار! كما قال أسلافنا وصدقوا، العقار قد يمرض ولكن لا يموت. فهناك من خاطر بجزء كبير من مدخراته في الاستثمار في الأسهم بدون دراية كافية واكتوى بنار الخسارة الفادحة. ومن استثمر أمواله في مشروع تجاري بدون خبرة سابقة أو دراسة جيدة للمشروع اضطر الى تصفية المشروع بعد أن أثقلته الديون. أما من فضل الاستثمار الآمن في أوعية ادخارية في البنوك، فقد أحسن الاختيار، غير أن العائد الحقيقي للاستثمار بعد طرح نسبة التضخم يظل سالباً. يتميز الاستثمار العقاري بثبات معقول في الطلب على الرغم من أنه يتباين بين الحين والأخر. فالحاجة الى سكن و محل تجاري ومخزن وعيادةومقر إداري وورش وغيرها من الانواع الأخرى من العقارات مستمرة مما يضمن سوق حاضرة يتلاقى فيها العرض والطلب، ويعطي للاستثمار العقاري ميزة جيدة. يرى بعض خبراء الاستثمار أن الاستثمار العقاري لا يحتاج لخبرة استثمارية من المستثمر الفرد بعكس قطاعات أخرى. بينما الفريق الأخر يرى أن المستثمر يجب أن يكون لديه قدر من الخبرة من خلال الممارسة وعليه أن يتبع الارشادات المعمول بها في سوق العقار. وفي جميع الأحوال يجب على المستثمر أن يعلم جيدا أسباب ارتفاع و انخفاض قيمة العقار. تعود أسباب ارتفاع القيمة العقارية الى النمو الاقتصادي، وتحسين البنية التحتية للمنطقة، وزيادة التدفقات النقدية من العقار، والتحسينات الرأسمالية في العقار، ومستوى العرض في السوق العقاري بالاضافة الى أثر التضحم. أما أسباب انخفاض القيمة العقارية فترجع الى البيع الاضطراري للعقار، وغياب الصيانة المستمرة،و ظروف العرض والطلب في السوق العقاري، وتدهور البنية التحتية وأحوال الحي الذي يقع العقار في دائرته. ينصح الخبراء بالاستثمار في المنطقة التي يعرفها المستثمر لكي يكون على معرفة جيدة بمميزات المنطقة والعقارات فيها . كما يكون من الأفضل الاستثمار في العقار المنفذ بمواصفات عالية لأن قيمته تزداد مع الزمن كما ينصح الخبراء بالاستثمار في المناطق الجديدة أو الواعدة لأنها من المنتظر أن تأتي بأرباح كبيرة بمرور الزمن. ولا يقتصر الاستثمار في العقار على العقارات الجديدة، فالاستثمار في المباني القديمة يكون مربحا بشرط الحذر من العقارات التي ربما تعاني من عيوب إنشائية نتيجة الاستخدام او التقادم الزمني، أو الصرف السيئ أو نظام الكهرباء الرديئ لأن تكلفة إصلاح هذه المشاكل ستؤثر سلبا على أية أرباح يمكن تحقيقها. وقبل أن أختم ، أود أن أشير الى تصريح الملياردير السعودي الوليد بن طلال الذي قال فيه أنه يريد استثمار مالا يقل عن خمسة مليارات في أسواق العقار. فعلى الرغم أنه مستثمر مؤسسي كبير، الا أن اهتمام المستثمرين باختلاف نوعيتهم يعطي دلالة قوية على أن الاستثمار العقاري هو الحصان الرابح والملاذ الآمن للمستثمرين. ***