أهم الأراء
حادث الحصري ..إهمال أمني أم فوضى سلوكية؟
داهمني خبر وفاة الطفل يوسف الذي سقط جراء طلق ناري منفلت منذ عشرة أيام أثناء تواجده مع أصدقائه بميدان الحصري بمدينة 6 اكتوبر ، في مأساة أمنية قبل ان تكون إنسانية ، ثم جاء اعلان إصابة الطالبة دعاء بطلق اخر بالظهر في اليوم نفسه والمحيط ذاته لتثير علامات استفهام كثيرة ربما كان اهمها عن مصدر تلك الطلقات،وهو ما كان مدعاة لانطلاق كثير من الشائعات والظنون والتخمينات، فمنهم من قال بأن هناك معسكر تدريب قريبا من مكان الإصابات حيث ثبت بعدها عدم صحته ومنطقيته ، وجاءت اكثر تلك الأقاويل إثارة للرعب ان هناك قناصا يستهدف الشباب والأطفال بسلاح مزود بكاتم للصوت لتثبت التحريات الأخيرة ان الفاعل شاب يقطن إحدى الفلل المجاورة للمنطقة وقد أطلق بعض الأعيرة النارية احتفاء بزفاف أخته!!
ورغم ما حفلت به صفحات الحوادث من حكايا محزنة لحالات الوفاة والإصابات التي قد تصل لحد إصابة العريس او العروس ووفاتهما ، الا أن ذلك التقليد لم يتوقف عند الكثير من العائلات والأفراد الذين يعتبرونه دليل ثراء ومظهرا للتفاخر والمجاملة ، قد ساعد على تفشيه واستمراره عدم وجود عقوبة رادعة مناسبة لمطلق النار ، فالعقوبة التي ينص عليها القانون إذا كان السلاح مرخصا ان يغرم حامله بغرامة مالية وهو ما يعد مثارا للاستخفاف والتهاون.
ففي بعض البلدان العربية تغلظ العقوبة للحبس وأكثر ،فقد وصل الأمر في اليمن للجوء لاحتجاز العريس وحبسه عقابا له على إطلاق أحدهم النار في عرسه ، ورغم عدم منطقية تلك العقوبة الا انها تعد رادعا كافيا وسببا للتفكير الف مرة .
لكن وبعيدا عن ذلك كله، فإن حادث الحصري إنما يثبت ان هناك فجوة أمنية واضحة؛ فكيف يمكن أن يحدث إطلاق نار باحد الأفراح في مدينة كأكتوبر ومنطقة حيوية كميدان الحصري او المنطقة المجاورة دون أن يستلفت ذلك آذان الأمن وقسم اول أكتوبر الذي يقع في الحي نفسه ، فربما لو حدث لاستطاعوا تدارك الأمر قبل حدوث الفاجعة ، أو أضعف الايمان ربما امكنهم التوصل إلى الفاعل في ذات يوم وقوع الحادث وعدم ترك الأمر للتخمينات والشائعات التي وصلت حد تخيل ان داعش وراء ذلك اللغز.
إهمال أمني وفوضى سلوكية أثكلت أما وحرمتها من حلم لم يتجاوز عمره الثالثة عشرة وقد تثكل الكثيرات والكثيرات.