قال الدكتور ميشيل حلبي الامين العام للغرفة العربية البرازيلية في حواره مع جريدة " البورصجية" أن الغرفة لعبت عبر ستة عقود في تنمية العلاقات الشرق الاوسطية وبالاخص مصر مع وبين دولة البرازيل التي تشهد فرص وميزات نسبية نصبوا غلى تحقيق الازدهار وزيادة الترابط الاقتصادي بين البلدين .... إلى نص الحوار :

*هل لك أن تعطينا لمحة سريعة عن بدايات "الغرفة التجارية العربية البرازيلية". وبرأيك، إلى أي مدى ساهمت الغرفة في تعزيز التبادل التجاري بين البرازيل والعالم العربي؟

*-تأسست "الغرفة التجارية العربية البرازيلية" منذ ما يزيد عن 6 عقود عملت خلالها وفق رؤية واضحة تهدف إلى تعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري والسياحي والثقافي بين العالم العربي والبرازيل. ومن هنا، يمكننا القول بأنّ الغرفة لعبت دوراً حيوياً في تطوير العلاقات الثنائية بين الطرفين وتشجيع قنوات التواصل الحضاري بين الشعبين الصديقين.

ونواصل اليوم العمل على توطيد الشراكات الاستراتيجية الحالية وتوسيع نطاق التعاون المشترك وتسهيل تدفق المعلومات وتوليد فرص استثمارية واعدة من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية بين الدول العربية والبرازيل. وتحظى "الغرفة التجارية العربية البرازيلية"، باعتبارها عضواً في "الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية"، بتقدير كبير لما تتمتع به من مصداقية وموثوقية عالية ولما تقوم به من فعاليات واسعة النطاق في إطار دورها بصفتها الممثل الوحيد المعتمد في البرازيل للمصالح التجارية والاقتصادية لـ "جامعة الدول العربية"، وهي منظمة تضم في عضويتها 22 دولة مستقلة تتخذ من العربية لغة رسمية لها. وتماشياً مع حرصها المستمر على تجسيد أهدافها الاستراتيجية، توفر الغرفة محفظة واسعة من الخدمات عالية المستوى والمتمحورة بصورة رئيسية حول قطاع الأعمال، وذلك عبر فريق متكامل من الكفاءات البشرية المؤهلة.

وتكتسب محفظة خدماتنا أهمية إستراتيجية باعتبارها وسيلة فاعلة لإنجاح الأعمال التجارية والتوسع ضمن أسواق جديدة ودفع عجلة النمو الاقتصادي، فضلاً عن الاحتفاء بالقيم الثقافية والاجتماعية وتشجيع التقارب الحضاري بين الشعوب. واستناداً إلى خدماتنا المتكاملة، يعمل رجال الأعمال البرازيليون على تعزيز جسور التواصل مع نظرائهم العرب للدخول في مفاوضات جادة لإطلاق استثمارات ناجحة وأعمال واعدة تعود بالنفع على البرازيل والعالم العربي على السواء.

*ما هي أبرز النشاطات الرئيسية المنضوية تحت مظلة "الغرفة التجارية العربية البرازيلية" في مصر والبرازيل خصوصاً وفي العالم العربي عموماً؟

-* تعمل "الغرفة التجارية العربية البرازيلية" على توفير الدعم المتواصل والمطلق لكلّ من القطاعين الحكومي والخاص في مصر، وذلك عبر سلسلة من النشاطات الاقتصادية والتجارية التي تصب في خدمة مجتمع الأعمال المحلي. فعلى سبيل المثال لا الحصر، قمنا مؤخراً بنشر الطبعة الثانية من "دليل المصدّر المصري إلى السوق البرازيلية" والتي تم إعدادها بالتعاون مع "مكتب التمثيل التجاري المصري" في ساو باولو وفي إطار التعاون والتنسيق مع الحكومة البرازيلية، نجحنا في تنظيم سلسلة من المعارض المتخصصة والبعثات التجارية إلى مصر. وبالمقابل، استضفنا في البرازيل العديد من من البعثات التجارية لنخبة من المصدّرين المصريين في سبيل تقديم كافة التسهيلات اللازمة لهم للاستفادة من الفرص المتاحة بالشكل الأمثل.

*هل لك أن تحدّثنا عن الميزان التجاري والنشاط الاستثماري بين مصر والبرازيل؟

-*تحتضن مصر العديد من الاستثمارات البرازيلية التي تشتمل على مصنع "ماركوبولو" (Marcopolo) والمشروع المشترك "راندون" (Randon) ومصنع الإسمنت "كامارجو كوريا" (Camargo Correa).

أمّا الاستثمارات المصرية في البرازيل فتشتمل على شركتي "كابسي للدهانات" و"السويدي إلكتروميتر" (El Sewedy Electometer). فحجم التبادل التجارى بين مصر والبرازيل إرتفع إلى 3 مليارات دولار بنهاية عام 2012، وهو ما يعد نموًا إيجابيًا، كما يتوقع أن يرتفع حجم هذا التبادل مع نهاية العام الجارى بنسبة تتراوح بين 5% و10%

ويبلغ حجم التجارة بين مصر والبرازيل يقدر بـ 2.97 مليار دولار منها 250 مليون دولار هى معدل المتوسط السنوى لحجم الصادرات المصرية إلى البرازيل كما أن الصادرات المصرية إلى البرازيل بلغت عام 2011 نحو 344.7 مليون دولار مقارنة بنحو 168.8 مليون دولار فى عام 2010، وبنسبة زيادة بلغت 104%، فى زيادة هى الأعلى فى تاريخ التبادل التجارى مع البرازيل الذى يميل الميزان التجارى لصالحها.


*يعتبر البعد الجغرافي وعدم توافر طرق للشحن من أبرز المعوّقات الرئيسية التي تتسبب في الحد من نمو النشاط التجاري بين مصر والبرازيل من جهة وبين العالم العربي والبرازيل من جهة أخرى... برأيكم، كيف أثرت هذه المعوقات، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، على حجم التبادل التجاري بين البرازيل والعالم العربي؟ وإن كان هناك أي تأثير، ما هي الحلول المقترحة لتجاوز المعوقات الراهنة والمستقبلية؟

*باتت المسافات قريبة نسبياً في ظل التقدم الحاصل، لذا فلا تؤثر إلاّ على عدد محدود من المنتجات مثل تلك التي تتمتع بعمر إفتراضى قصير. ومع ذلك، نجدّد دعوتنا لشركات الشحن لتوسيع خطوط الشحن إلى مصر وكافة دول العالم العربي، وهو ما سيُحدِث فرقاً على مستوى تعزيز نمو التبادل التجاري في المستقبل ومما لا شك فيه بأنّ الرحلات الجوية المباشرة بين البرازيل ومصر ستسهم إلى حدّ كبير في تحسين العلاقات الثنائية على مستوى التجارة والسياحة. وهناك خطط جدّية من قبل "مصر للطيران" لإطلاق رحلات جوية مباشرة بين البرازيل ومصر.

*كيف تُدير "الغرفة التجارية العربية البرازيلية" نشاطاتها في مصر؟ وهل هناك أي خطط لافتتاح مكتب لها في السوق المصرية قريباً؟

*كانت "الغرفة التجارية العربية البرازيلية" تدير مكتب فرعي لها في دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن تمّ إغلاقه مؤخراً. ونحن حالياً بصدد دراسة إمكانية افتتاح مكتب في مصر ليكون بمثابة قاعدة أساسية لنا في العالم العربي. ويمكننا القول بأننا نمتلك علاقات متينة مع العديد من الجهات المعنية بالأعمال والاستثمار في مصر، وفي مقدمتها "الجمعية المصرية لتنمية الأعمال"، كما تربطنا اتفاقيات ثنائية مع "الإتحاد العام للغرف التجارية والصناعية المصرية" و"الغرفة التجارية والصناعية في القاهرة".

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، نجحنا في تأسيس حضور قوي ضمن السوق المصرية، عبر إطلاق سلسلة من المبادرات الرائدة وفي مقدّمتها تأسيس "مجلس الأعمال المصري-البرازيلي" في العام 2003. ونتطلع إلى إعادة تفعيل حقيقي التعاون بين "مجلس الأعمال المصري-البرازيلي" و"الجمعية المصرية لتنمية الأعمال".

*-تمّ الإعلان مؤخراً عن إمكانية تنظيم اجتماع بين ممثلين عن الفنادق ومرافق الضيافة في مصر وممثلين عن الوكالات السياحية البرازيلية في خطوة تهدف إلى تعزيز التبادل السياحي بين البلدين خلال النصف الثاني من العام الجاري. ما هي المستجدات المتعلقة بهذا الخصوص؟

*نتطلع بلا شك إلى تعزيز التعاون المشترك مع مصر في المجال السياحي، إلاّ أننا لا نزال نرى بأنّ المبادرات غير كافية للترويج السياحي من الجانب المصري. وكان لنا حديث مطوّل من معالي وزير السياحة المصري مطلع العام الفائت تمحور حول سبل تطوير العلاقات السياحية الثنائية، إلاّ أننا للأسف لم نتمكن من الوصول إلى تفاهم مشترك إلى الآن.

*تتمتع مصر بخبرات واسعة وإمكانات عالية ضمن قطاع الغزل والنسيج على غرار البرازيل التي حققت نقلة نوعية على مستوى صناعة الأقمشة خلال العقد الماضي. فهل هناك أي فرص للتعاون الثنائي بين كلا البلدين في هذا الإطار؟

*يشترك البرازيليون والمصريون باهتمامهم الكبير بعالم الموضة. إلاّ أننا وبالعودة إلى العقدين الماضيين، نرى بأنّ السوق البرازيلية واجهت تحديات جمّة نتيجة دخول الأقمشة والأزياء المصنوعة في الصين والهند، لذا باتت الأسواق البرازيلية مغلقة حالياً أمام واردات قطاع الغزل والنسيج. وبالمقابل، لا تزال الأقمشة عالية الجودة تتمتع بأهمية استراتيجية في البرازيل. ومن هنا، نشجّع الشركات المصرية على تطوير علامات تجارية رائدة تتخطى الأقمشة والغزل والنسيج لتأسيس سمعة مرموقة كمركز هام للموضة في العالم العربي.

*باتت أزمة الطاقة إحدى أبرز المخاوف التي تهدد العالم في الوقت الذي تتمتع به البرازيل بخبرة واسعة في مجال الطاقة الطبيعية والمتجددة. كيف يمكن لمصر الاستفادة من هذه الخبرات؟

*تأتي الغالبية العظمى من الطاقة البرازيلية من محطات توليد الطاقة الكهرومائية، ويرجع ذلك إلى المسطحات المائية الواسعة في جميع أنحاء البلاد. كما تتمتع المناطق الشمالية الشرقية من البرازيل أيضاً بوفرة طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وهو ما يوفر فرص هائلة لإنتاج الطاقة البديلة التي باتت تحظى بأهمية استراتيجية في الوقت الراهن. ومما لا شك فيه بأنّ البرازيل ترحب بالتعاون الثنائي مع مصر في مجال الطاقة فضلاً عن تنظيم لقاءات مشتركة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في هذا المجال.

*-هل لك أن تحدثنا عن مشاركة "الغرفة التجارية العربية البرازيلية" في الفعاليات الصناعية والتجارية في مصر لدعم التبادل التجاري بين البلدين؟

*كانت لنا مشاركات ناجحة في كلّ من "ماك تِك" (Mactech) و"معرض القاهرة الدولي". ونحن حالياً بصدد التنسيق مع الشركات البرازيلية للمشاركة في دورة العام المقبل من هذه الحدثين الرائدين.