ملفات وحوارات
دسوق مدينة المشاهير تحتفل غدا بالليلة الكبيرة لمولد الدسوقي
تحتفل الليلة الطرق الصوفية بدسوق بمولد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي بحضور محافظ كفر الشيخ ومحافظ البحيرة وشيخ مشايخ الطرق الصوفية .
وتعتبر مدينة دسوق كبرى مدن محافظة كفر الشيخ والمدينة التجارية الأولى بها والعاصمة الثانية للمحافظة، ويطلق سكان مدينة دسوق عليها"دسوقيين" أو "دسايقة" حسب اللهجة المصرية ويتحدث سكانها اللهجة السكندريّة، وأطلقت عليها دسوق نسبة للعارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي.
وهو الإمام: برهان الدين إبراهيم الدسوقي، من علماء الدين السنّة البارزين في مصر وله مؤلفات قيمة في الفقه والتوحيد والتفسير، أشهرها كتاب الجوهرة، أمّا في السلوك والتربية فإنه يعدّ آخر الأقطاب الأربعة عند صوفية أهل السنة والجماعة.
كما أنه مؤسس الطريقة البرهانية الدسوقية التي يتفرع منها طرق أخرى، وله قصيدة محفوظة في المتحف البريطاني بلندن.
وتعتبر المدينة ذات تعداد سكاني متوسط إذا ما قورنت بالمدن الكبرى في مصر، مثل القاهرة والإسكندرية. ينتمي سكان المدينة إلى السلالة العربية من العرق المتوسطي.
وتشتهر دسوق بصناعات متعددة مثل الأسماك المملحة والحلويات وفساتين الزفاف وماكينات الري وغيرها.
يبلغ عدد السكان بمدينة دسوق 200,604 ألف نسمة في 31 ديسمبر 2012م يقطنون في مساحة تقدر بحوالي 5.30 كم مربع وذلك لارتفاع معدلات المواليد وقلة الوفيات بالمدينة، ولتأثر المدينة بتيارات الهجرة المتزايدة المتجهة إليها.
حيث تستقطب المدينة العمالة من المدن المجاورة والريف المحيط بها، مما زاد من نسبة بناء العشوائيات في الضواحي وزيادة نسبة البطالة وانتشار الزحام والعقد المرورية.
ويعتبر المسجد الدسوقي أشهر مباني المدينة وهو احد المزرات الصوفية الشهيرة بمصر والعالم ويرجع بنائه في حياة سيدي إبراهيم الدسوقي.
يذكر أن الأشرف خليل بن قلاوون سلطان مصر في ذلك الوقت جاء لزيارة السيد ابراهيم الدسوقي، بعد أن سمع عنه، فأمر ببناء زاوية صغيرة بجانب الخلوة وبعد أن مات دفن الدسوقي بخلوته الملاصقة للمسجد.
وفي عهد السلطان قايتباي أمر بتوسعة المسجد وبناء ضريح لمقام إبراهيم الدسوقي في سنة. وفي 1880 امر الخديوي توفيق ببناء مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي وتوسعة الضريح وبني المسجد علي مساحة 3000 م2.
وفي سنة 1969 - في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر - قامت الدولة بتوسعة المسجد علي مساحة 6400 م2 وبه 11 باب وصالون لكبار الزوار، ومكتبة إسلامية جامعة فيها المراجع الكبري في الفقه الحديث والادب، وهذه المكتبة يقصدها طلاب العلم والمعرفة من الباحثين وطلاب الجامعة من شتي البلاد في مصر كما تم بناء جناح خاص للسيدات من طابقين علي مساحة 600 م2.
ويقام بمدينة دسوق احتفال سنوي بمولد سيدي إبراهيم الدسوقي في شهر أكتوبر يستمر لمدة أسبوع وسط إجراءات أمنية مشددة، ويحتفل بالذكرى 77 طريقة صوفية من مختلف أنحاء العالم، حيث يزور المدينة في هذا الوقت من العام أكثر من مليون زائر من مختلف محافظات مصر وبعض دول العالم، ويُعد من أكبر احتفالات الموالد في مصر.
ومن مظاهر الاحتفال، أن يمتطي خليفة المقام الإبراهيمي حصاناً، ويُزف به في معظم شوارع دسوق بعد صلاة العصر في اليوم الختامي للاحتفال.
ويقام أيضاً احتفالاً سنوياً بالمولد الرجبي في الفترة من أواخر أبريل أو أوائل مايو من كل عام حسب التقويم الهجريويقام لمدة أسبوع أيضاً.
وتحفل مدينة دسوق بالمشاهير ومنهم الشيخ: سالم السنهوري، من مؤلفاته "حاشية على مختصر الشيخ خليل" في الفقه، والشيخ: جعفر بن إبراهيم السنهوري، كان قارئاً للقرآن الكريم، اشتعل بالحديث والفقة والحساب، ومن مؤلفاته الجامع المفيد في صناعة التجريد، والشيخ: محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي، من مؤلفاته "حاشية الدسوقي على مغنى اللبيب" في النحو، والشيخ: إبراهيم عبد الغفار الدسوقي، كان من أشهر المصححين الصحفيين في عهد محمد علي باشا والي مصر، وأسهم في تحرير جريدة الوقائع المصرية، وتتلمذ على يديه العديد من المستشرقين، والشيخ: عبد الله محمد دراز، كان شيخ المعهد الديني بدمياط، وكان أستاذاً للدكتور طه حسين، والشيخ عبد المجيد عبد الله دراز، كان أستاذاً بكُليّة الشريعة وله كثير من المؤلفات، والشيخ محمد عبد اللطيف دراز قاد الأزهر في ثورة سنة 1919 وخطب على منبر الأزهر والكنيسة القبطية وكان وكيلاً للأزهر وحكمدار القاهرة السابق ومؤسس جماعة الكفاح لتحرير الشعوب الإسلامية، وكذلك الشيخ الدكتور محمد عبد الله دراز، عمل مدرساُ للتفسير بكلية دار العلوم، ومدرساُ لفلسفة الأخلاق بكلية اللغة العربية، وكان ممثلاً دولياً للأزهر الشريف.