حوادث
الإهمال يحاصر مزلقانات المنيا: قطار الركاب دهس 5 وأصاب 3 في يوم واحد
صورة أرشيفية لم تقتصر أحزان محافظة المنيا على حوادث الطرق الأسفلتية المتكررة فحسب، بل إن مزلقانات السكك الحديدية التي تعاني من حالة تردٍ وإهمال رغم توقف حركة التشغيل بخطوط الصعيد، حيث شهد مزلقان مدينة مغاغة صباح أمس، حادثاً مأساوياً عندما دهس قطار ركاب ربة منزل أثناء عبورها وأُصيبت معها طالبتان، وفي مساء نفس اليوم دهس قطار آخر 4 أشخاص بمزلقان منطقة الحبشي جنوب المدينة. وفقدت قرية "طوة" التابعة لمركز المنيا، 3 من أسرة واحدة دهسهم قطار الركاب رقم 713 حتى أن عريف الشرطة مجدي سمير جرجس دفع حياته ثمناً عندما حاول إنقاذ الثلاثة حال عبور القطار. وكان اللواء أسامة متولي، مدير أمن المنيا، قد تلقى إخطارين من عمليات النجدة بوقوع حادثي قطار بمدينة المنيا ومركز مغاغة، شمال المحافظة، وأسفرا عن مصرع 5 وإصابة 3 آخرين. واستقبل مستشفى مغاغة العام أم هاشم شعبان سيد (34 عامًا) جثة هامدة، وانتصار محمود الحسيني (17 عامًا، طالبة بالمدرسة الثانوية الفنية، ومقيمة بقرية بني خلف بمغاغة) ومصابة بكسر بقاع الجمجمة ونزيف بالمخ، وحبيبة محمد سيد (16 عامًا، طالبة بنفس المدرسة، ومقيمة بقرية العور بمغاغة) مصابة باشتباه كسر بقاع الجمجمة، وتم نقلهن لمستشفى المنيا الجامعي لسوء حالتهن.محام: تكرار الحوادث سببه سلوك المواطنين السلبي وإصرارهم على عبور المزلقانات أثناء مرور القطارات وكشفت تحريات البحث الجنائي، برئاسة العميد هشام نصر، أن ربة المنزل والمصابتين صدمهما القطار (رقم 729) قيادة جمعة ماضي عبدالمتجلي القادم من مغاغة ومتجه لمدينة المنيا أثناء عبورهن الطريق من أمام المزلقان. وعلى بعد 70 كيلو مترًا من مركز مغاغة جنوباً يقع مزلقان الحبشي والذي شهد حادثاً مماثلاً في نفس اليوم أسفر عن مصرع 4 وإصابة شخص آخر دهسهم القطار (رقم 713) والمتحرك بشكل تجريبي بين محافظتي أسيوط والمنيا. وكشفت التحريات أن تعثّر قدم زينب علي محمد علوان (20 عامًا) بأحد قضبان السكة الحديد أثناء عبورها مع والدها ووالدتها بمزلقان الحبشي دفع والدها علي محمد علوان (48 عامًا، فلاح) ووالدتها شامة معاوية عباس (40 عامًا) إلى مساعدة ابنتهما في التخلص من السقوط على القضبان، وفي نفس الوقت حاول عريف الشرطة مجدي سمير جرجس (28 عامًا، من قوة مرور المنيا) إنقاذ ثلاثة عندما شعر باقتراب وصول القطار، إلا أن القدر لم يمهله ودهسهم القطار جميعاً ولم يستطع أي منهم إنقاذ الآخر. وتحرر عن الواقعة المحضر (رقم 23802 جنح قسم شرطة المنيا) وتباشر نيابتا المنيا ومغاغة تحقيقاتهما في الواقعتين وأمرتا بسرعة إحضار تحريات المباحث حول الواقعتين. من جانبهم، أعرب المواطنون عن غضبهم من تكرار وقوع حوادث القطارات وطالبوا بتشديد الرقابة على جميع المزلقانات، خاصة وأن معظم الحوادث التي تقع تكون نتيجة لوجود إهمال جسيم. وقال عمار النادي، موظف بالمعاش، إن جميع مزلقانات المحافظة تحتاج لصيانة، والعناية الإلهية أنقذت المحافظة من وقوع عدة كوارث بسبب إهمال المزلقانات، ودلل على ذلك بمزلقانات قرى زهرة والبرجاية وصفط اللبن التي تعاني من عيوب فنية ومنها انخفاضها أو ارتفاعها بشكل ملحوظ عن مستوى الطريق، ما يتسبب في وقوع الحوادث وكذلك غلقها في وقت متأخر تكون فيه القطارات أوشكت على العبور، وطالب بتركيب بوابات حديدية لجميع المزلقانات المفتوحة. وقال مايكل البباوي، محام، إن تكرار حوادث القطارات سببه سلوك المواطنين السلبي وإصرارهم على عبور المزلقانات أثناء مرور القطارات أو العبور من مناطق غير مخصصة لذلك، ودلل على ذلك بأن هناك جزءًا من حوادث القطارات تكون في مناطق غير مخصصة لعبور المواطنين، كما أن عدداً من سائقي الأجرة والنقل يتشاجرون مع عمال المزلقانات حال قيامهم بغلق المزلقات مبكراً ونسبة كبيرة من المحاضر التي تقدم لمجمعة التأمين على حوادث القطارات يثبت بعد فحصها أن وقوع وفيات أو إصابات سببه سلوك شخصي مخالف للقانون كالمرور من أماكن غير مخصصة أو محاولة الركوب أو القفز من القطار أثناء السير، فضلاً عن ركوب عدد من طلاب المدارس والجامعات بين العربات.