عزيزي القارئ، هل صدمك العنوان؟ بالطبع فهو شديد السخرية ويحاكي ما صرح به أحد كبار المسؤولين مبرراً إرتفاع الأسعار بأنه "حالة نفسية". ولكن في سياق الإنخاض المستمر في سعر صرف الدولار أردت أن أسخر من بعض التفسيرات التي تطل علينا بين الحين و الأخر في وسائل الاعلام المختلفة و كُلٌّ  يدعى أنه يعلم بواطن الأمور و يدلو بتصريح عبقري يفسر فيه أسباب الانخفاضات المتوالية للدولار المستمرة منذ نهاية الأسبوع الماضي.
من أغرب الأراء التي تفسر إنخفاض سعر صرف الدولار عبرت عنه عميدة أحد كليات الاقتصاد – وهي شخصية محترمة – في تدوينة لها عبر صفحتها الشخصية على أحد مواقع التواصل الاجتماعي أنها تعتقد أن البنك المركزي هو المدبر الأول للعبة كبرى من خلال توجيه البنوك بأن يخفضوا سعر الدولار بصورة تحكمية من أجل دفع حائزي الدولار للتخلص منه بسرعة. وأضافت أن البنوك الكبرى هي التي تقود هذا التوجه و تتبعها البنوك الأصغر بهدف جمع أكبر قدر من العملات الأجنبية مثلما حدث في اليوم الأول لتحرير الجنيه عندما سرت إشاعات أن سعر الدولار أصبح عشرة جنيهات. وعندما باع حائزي الدولارات بهذا السعر ارتفع سعر الدولار بقوة ليلامس مستوى عشرون جنيه. وفي تصريح أخر متناقض لها  أكدت أن أهم أسباب انخفاض الدولار دخول دولارات للدولة من إصدار السندات الدولارية، والعوائق التي وضعتها الدولة على الاستيراد، بالاضافة إلى زيادة الحصيلة من الصادرات!
وتصريح غريب أخر لأحد "المحللين المصرفيين" يشرح فيه أن سبب إنخفاض الدولار أمام الجنيه وهمي مع الأخذ في الاعتبار زيارة وفد صندوق النقد الدولي لمصر يوم 18 من الشهر الجاري، موضحاً أن الصندوق صرح أن الجنيه إنخفض أكثر مما كانوا يتوقعون أمام الدولار، لذلك تحاول الحكومة أن ترفع الجنيه قليلا قبل الزيارة القادمة!
وأختتم بتصريح طريف يشبه النكته يقول أن سبب إنخفاض سعر صرف الدولار هو الأجازة في الصين فى ذلك الوقت مما يجعل الطلب على الدولار من قِبل المستوردين أقل من الطبيعى لعدم الحاجة إلى الاستيراد! فهل يعقل أن ينخفض سعر صرف الدولار من 19.80  جنيه الى نحو 16.40  جنيه في غضون خمسة أيام بسبب الأجازات؟
مهلاً أيها السادة ، إحترموا عقولنا. كل هذه الأراء وغيرها لا تستند الى  ما يدعمها من مراجع موثوقة، و إنما تركن الى الظن والاستدلال في غير موضعه. فإن لم تملكوا ما يدعم آرائكم، فإصمتوا حتى لا تصيبنا آرائكم ب "حالة نفسية". 
[email protected]