منوعات
"الحدادة" اخترعها الفراعنة وتهددها المصانع والاستيراد الصينى
"اضرب على الحديد وهو سخن".. أحد الأمثال الشعبية المصرية العتيقة، والمرتبط أيضاً بحرفة مصرية 100%، فجاء المثل معبراً عن القدرة على تطويع أى شىء صلب بمجرد تعرضه لدرجة انفعال أو حرارة مرتفعة.
وهذا ما فعله القدماء المصريين فى عصورهم الأولى لتطويع المعادن، على رأسها الحديدية لاستخدامه فى عدة أغراض مختلفة طبقاً لما قاله الدكتور "سراج عبد المنعم" الدارس فى علوم التاريخ والحضارة المصرية.
وأشار إلى أن الفراعنة من أوائل من لجئوا إلى تطويع المعادن بعد تعرضها لدرجة حرارة عالية، بحيث تكون صالحة للتشكيل، نظراً لمرونتها بعض الشىء، نتيجة وضعها فى النيران لمدة محددة، لذلك فإن مهنة الحدادة هى فى الأصل مهنة مصرية تابعة للحضارة المصرية، وليست حرفة منقولة من حضارات أخرى.
كما يعلق على فكرة تطويرها حتى وصولها لشكلها الآن قائلاً "كعادة مصر دائماً تختزل كل الحضارات بداخلها، فقد مرت عليها أكثر من ثقافة نتيجة عصور الاحتلال المختلفة، والتى أثرت على كل المجالات حتى فى الحرف الصغيرة مثل الحدادة وغيرها.
مضيفاً، لذلك تعلم المصرى، فنون تصنيع الآلات الحادة أو أدوات النقاشة والتزين، أو حتى الأسلحة البيضاء من عدة ثقافات مختلفة كالإنجليزية الفرنسية والتركية وغيرهما، إلى أن وصلت إلى شكلها الحالى فى محال الحدادة الصغيرة".
فى حين يقول "محمد عبد البار"، صاحب أحد محال الحدادة بمنطقة السيدة عائشة: "رغم أن الحدادة حرفة مصرية إلا أنها فى وضع ميئوس منه اليومين دول، لأن المصانع والاستيراد الصينى ملى البلد، والاحتياج للصناعات المعدنية اليدوى قليل جداً".
متابعاً: "ده طبعاً على الرغم من جودة المنتج اليدوى، يعنى إحنا مثلاً بنصنع سكاكين المعجون والأجانات والحفارات بجودة ملهاش مثيل فى العالم كله، إنما بسعر أعلى شوية، لأنها صناعة يدوى بتحتاج لمجهود كبير من تسخين على الفخم وتشكيل بالدق وغيرها من مراحل التصنيع".
يضيف: "أنا شايف أن لازم الجهات المختصة بالدول تحافظ على المهنة دى من الانقراض وتتبناها، لأنها مهنة تراثية ميينفعش نتخلى عنها بالسهولة دى لأننا كده بنتخلى عن مهنة مصرية أصيلة".