Alborsagia.com البورصجية نيوز

الأثنين 21 ديسمبر 2015
أخر خبر
مصر تفوز بعضوية مجلس المنظمة الدولية للطيران المدنى " الإيكاو " - رئيس الوزراء يصدر قرارا بالتجديد لشحات الغتوري رئيسا لمصلحة الجمارك لمدة عام - 10 شركات ناشئة بمبادرة رواد النيل تشارك في الملتقى الـ 14 لصناعة الإبداع - مصر تفوز بمقعد نائب رئيس اللجنة الاقتصادية بالمنظمة الدولية للطيران المدني - الفريق محمد عباس : حريصون على تعزيز التعاون مع المنظمة الدولية للطيران المدنى - وزير الطيران يبحث مع رئيس المجلس الدولي للمطارات وأمين عام المفوضية الإفريقية للطيران سب - مصر للطيران تعلن أسعار تذاكر عمرة المولد النبوى الشريف لموسم 1444 هـ -2022م - وزير الطيران يلتقى وزير المواصلات القطري لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين فى مجال النقل - الداخلية تضبط 1534 قضية تموينية خلال 24 ساعة - وزير قطاع الأعمال العام يتفقد عددًا من الشركات التابعة بالإسكندرية - وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية تلتقي المديرة الإقليمية للتنمية البشرية بالبنك الدولي - «الصقر»: فيريرا يوافق على ضم الصاعد يوسف حسن - حبس أشهر «ديلر» لترويج الحشيش بالتجمع الخامس - مدبولى عن تطوير محور 26 يوليو: نحرص على التخطيط لاستيعاب تزايد الحركة - الفريق أسامة ربيع يتابع حصاد الأحواض المستزرعة وحصاد 42 طن جمبري منذ بداية الشهر الجاري -

أهم الأراء

طريق الحرير.. بالسكة الحديد!

طباعة
اسم الكاتب : بقلم: عباس الطرابيلي

كان نابليون بونابرت محقاً عندما حذر العالم قائلاً: ويل للعالم لو استيقظ المارد الأصفر!! والمارد الأصفر هنا هو الصين.. وربما اليابان.. وكان ذلك قبل قرنين من الزمان وأكثر.. وإذا كانت اليابان قد قادت المارد الأصفر نحو السيطرة، إلا أنه كان يقصد أكثر المارد الصينى.. وقد حاولت الحضارة الغربية محاصرة هذا المارد اليابانى مرات عديدة.. إلا أنها كانت تعى أن المقصود هنا هو المارد الصينى.. ولذلك حاول الغرب إغراق الصين بالأفيون للسيطرة على عقول أبنائها.. وحاول انتزاع مراكز مراقبة على أبوابها.. من هونج كونج إلى تايوان.. ولكننا نرى الآن أن الصين لن تتوقف عند حد السيطرة على الاقتصاد العالمى.. بل وأيضاً على تجارة السلاح.
ولسنا بحاجة إلى القول إن الاقتصاد الصينى يحتل المقدمة عالمياً.. ربما لأنه قادر على إنتاج نفس السلعة بأسعار متنوعة، ولكن يكفى أن إنتاجه الآن هو الأفضل فى أمريكا نفسها.. بل بات المستهلك الأمريكى يفضل المنتجات الصينية على الأمريكية.. وهنا تبرز أهمية توصيل السلع الصينية إلى أوروبا أولاً.. ثم القفز لتوصيلها إلى أمريكا.. ولم يعد المستهلك ينتظر طويلاً عند نقطة جودة الصناعة الألمانية، أو متانة الصناعة الإنجليزية.. ولا حتى ذوق الصناعة الفرنسية.. بل المهم هو السعر.. وأنها متوفرة.. وتحت الطلب.

وإذا كان العالم - قديماً - عرف طريق الحرير التاريخى، لتوصيل منتجات الصين إلى دول العالم القديم.. فإنه وقف طويلاً وانتعشت تجارته بعد افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية فى نوفمبر 1869. ونتذكر كم عانى العالم من توقف الملاحة فى القناة بسبب العدوان الثلاثى عام 1956، ولذلك سارع بإرسال فريق عالمى لتطهير القناة من مخلفات هذا العدوان، برئاسة جنرال عالمى هو هويلر.. وكيف عانى العالم بسبب حرب 67 وإلى ما بعد حرب أكتوبر 1973.

ولقد حاول العالم إيجاد بدائل عديدة لهذه القناة، حتى لا تتأثر حركة التجارة العالمية.. وهو إذا كان نجح بعد حرب 67 فى بناء ناقلات بترول عملاقة، وسفن ضخمة ليعبر مشاكل تكاليف الدوران حول رأس الرجاء الصالح.. إلا أن البحث عن بدائل لهذه القناة مازال مستمراً.. وهنا نعبر إلى فكرة إنشاء قناة ملاحية - داخل إسرائيل - بين إيلات على البحر الأحمر «خليج العقبة» وميناء أشدود على البحر المتوسط.. وأيضاً مشروع قناة البحرين «الأحمر.. والميت»، مع إنشاء خط سكة حديد لنقل البضائع من الشرق والجنوب الشرقى إلى الغرب.. وما صاحب المشروع من مخاوف مصرية على مواردنا من رسوم العبور فى قناة السويس.. ولهذا السبب نجحت مصر - مرات عديدة - فى عمليات تعميق وتوسيع القناة لتسمح بمرور سفن أكبر.. بحمولات أضخم.. تماماً كما نجحنا فى ازدواج مسافة كبيرة من هذه القناة، فيما عرف فى الشهور الأخيرة باسم قناة السويس الجديدة.

ولكننا فوجئنا بخطر كبير - على القناة ومواردها - وهو هذا الخط شديد الأهمية للسكك الحديدية لنقل بضائع الصين من مناطقها الصناعية وحتى تصل إلى لندن.. عبر كل أوروبا.. وفى وقت قياسى.. وهذا القطار نجح أخيراً فى نقل 200 حاوية بضائع عملاقة، قطع خلالها 12 ألف كيلو متر فى 18 يوماً.. بدلاً من شهرين إذا سلكت هذه الحاويات الطريق البحرى.. أى طريق قناة السويس.

ورغم أن هذا الخط مازال فى دور التجارب، إلا أننا يجب أن نفكر جيداً فى تأثيراته على قناة السويس.. لأن كل شىء دائماً يبدأ صغيراً ثم يتطور. ونقول هنا إن التكاليف هى التى تحكم القضية كلها.. فكل هذه الضجة لنقل 200 حاوية.. بينما سفينة حاويات واحدة يمكن أن تنقل عشرات الألوف من الحاويات.. وهذه الكمية تؤدى إلى تخفيض تكاليف نقلها.. وبالتالى يظل النقل البحرى هو الأرخص.. مع تأثير ذلك على حرية إنزال وتحميل حاويات عديدة، على طول الطريق البحرى.. ونتذكر هنا ما قيل عن المشروع الإسرائيلى للنقل البرى من خليج العقبة إلى البحر المتوسط، بالذات فيما يتعلق بحجم الحمولات التى يمكن للسكك الحديدية نقلها.. مقارنة بحجم ما تنقله سفينة حاويات واحدة.

وهنا يجب ألا نقلل من تأثيرات القطار الصينى.. وذلك بالعودة إلى طريق الحرير والقوافل - بالجمال - التى كانت تنقل البضائع من وإلى الصين وحجم الإنتاج الحالى للصين.. المهم أنها تصل إلى أسواق تطلبها، على طول مسار هذا الخط، منذ يخرج من الصين إلى أن يصل إلى لندن.. وربما تنجح الصين تكنولوجياً فى الوصول إلى خفض تكاليف النقل.. وإلى تقليل مدة النقل باستخدام قاطرات أسرع حتى يمكنها نقل المواد الغذائية.. وليس فقط المنتجات الصناعية.

 وربما تفكر مصر فى تخفيض رسوم العبور بالقناة.. وتعوض ذلك بزيادة عدد السفن العابرة.. والعبرة بإجمالى العائدات وعدد السفن.. وتحسين ظروف العبور، وألا يكون تخفيض  الرسوم مرتبطاً بتراجع حجم التجارة العالمى.. حتى تظل القناة المصدر الأول للعملات الأجنبية للخزانة المصرية.

المهم أن الصين - فى بحثها - للقفز إلى أسواق الاستهلاك لن تتوقف عن تطوير أفكارها.. وربما تنشئ خطوطاً للسكك الحديدية إلى شرق أفريقيا ووسطها.. وغربها.. وهى من أكثر الأسواق التى تحلم وتخطط الصين للقفز إليها.

إرسل لصديق

تعليقات فيسبوك