عالم
المتظاهرون يحاصرون مقر الحكومة فى العاصمة الاوكرانية كييف
حاصر عدة آلاف من المحتجين صباح اليوم الاثنين 2 ديسمبر مقر الحكومة في العاصمة الأوكرانية ومنعوا الموظفين الحكوميين من الوصول الى أماكن عملهم. وتوجه آلاف من المحتجين المؤيدين للتكامل مع الاتحاد الأوروبي في ساعة مبكرة من الاثنين من مكان اعتصامهم في ميدان الاستقلال الى مقر الحكومة القريب منه. ويأتي تجدد الاحتجاجات بعد اشتباكات عنيفة بين القوات الخاصة والمتظاهرين الذين اقتحموا مبنى إدارة العاصمة القريب من ميدان الاستقلال وحاولوا أيضا فرض سيطرتهم على مبنى الرئاسة، إلا أن القوات الخاصة منعتهم من ذلك. وبلغ عدد المصابين بعد الاشتباكات 165 شخصا، تم نقل 109 منهم الى المستشفيات. ومازالت قيادة المحتجين تتحصن في مبنى إدارة كييف، حيث تم تخصيص مطعم للمتظاهرين ومستشفى ميداني، ويقوم مئات المتطوعين بحماية المبنى، في ظل تحذيرات الشرطة من عزمها طرد المحتجين من المبنى بالقوة. ونقلت وكالة "أونيان" الأوكرانية عن مصادر خاصة بها، أن عمدة كييف ألكسندر بوبوف محاصر في مكتبه منذ مساء الأحد، إذ لم يتمكن من مغادرة المبنى قبل إستيلاء المحتجين عليه. وزادت حدة المواجهات في كييف بعد أن رفضت أوكرانيا الجمعة الماضية توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي خلال قمة "الشراكة الشرقية" التي عقدت في فيلنوس. وتطالب الحكومة بتخفيض سقف المطالب كشرط لتوقيع الاتفاقية، كما تريد الحصول على مزيد من المساعدات المالية، إلا أن قيادة الاتحاد الأوروبي والمعارضة الأوكرانية اتهمتا روسيا بممارسة الضغط على قيادة الأوكرانية في مسألة التكامل مع الاتحاد الأوروبي، وذلك باعتبار أن موسكو قلقة من توسع الاتحاد شرقا. الاتحاد الأوروبي لا يستبعد فرض عقوبات على المسؤولين عن "الاستخدام المفرط للقوة" في أوكرانيا وقال مصدر دبلوماسي أوروبي مطلع أن الاتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات تستهدف "الأشخاص المسؤولين عن استخدام القوة في كييف". وأضاف المصدر أنه لا يوجد حاليا مشروع لفرض العقوبات على المسؤولين الأوكرانيين، لكنه شدد على أن قيادة الاتحاد الأوروبي تنوي تحديد الأشخاص المسؤولين عما وصفه بالاستخدام المفرط للقوة. وكان مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع وسياسة الجوار ستيفان فولي قد طالب السلطات والمعارضة في أوكرانيا ببدء الحوار مباشرا وتسوية جميع الخلافات بينهم بطرق سلمية، بينما دعا الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن الطرفين في كييف الى التحلي بضبط النفس وتجنب تصعيد العنف. هذا ويبحث البرلمان الأوروبي في وقت لاحق من اليوم تأثير برنامج "الشراكة الشرقية" على الوضع في أوكرانيا ودول أوروبية أخرى. من جانب آخر، أعلن وزير الخارجية الأوكراني ليونيد كوجارا أن وفدا أوكرانيا سيتوجه قريبا الى بروكسل لاستئناف الحوار مع الاتحاد الأوروبي بشأن التوقيع على اتفاقية الشراكة.