أهم الأراء
والد جيكا باع وخان!!
ها قد خرج قانون التظاهر، فليس هناك ما يمنع فى أن يكون لدينا قانون ينظم حق التظاهر، فمصر لم تشهد من قبل قانوناً لتنظيم عمليات التظاهر والاعتصام، فقد كان يتم التعامل فى العهود السابقة مع المظاهرات بموجب قانونى العقوبات والطوارئ، إلا أن صدور قانون لتنظيم المظاهرات فى الوقت الحالى، فيه هلاك للوطن. نعم فأعتى الديمقراطيات فى العالم لديها تشريعات لتنظيم فعاليات التظاهر، إلا أن هذه الدول قطعت بالفعل شوطاً طويلاً فى الحقوق والحريات. فثورتا يناير ويونيو هما عبارة عن تظاهرتين كبيرتين، استطاعتا بعد الصمود لعدة أيام أن تطيحا بنظامين متعاقبين جثما على أنفاس الوطن، فلا يمكن أن تسلب القوى المحركة للثورة الحق فى حرية الحركة عن طريق التظاهر للرقابة على التحول الديمقراطى، واستخدام التظاهر كأداة وحيدة للضغط الشعبى على الإدارة الانتقالية الحالية، لتصحيح السبيل فى أوقات نستشعر فيها بالجنوح عن المسار الديمقراطى السليم. إذن لابد من التفرقة بين تظاهرات جماعة الإخوان الفاشية، وتظاهرات القوى الشعبية والثورية التى طالما تظاهرت على مدار ما يقرب من ثلاث سنوات منذ قيام ثورة يناير، من أجل التطلع إلى دولة وطنية قوية عصرية ديمقراطية متقدمة، فما كان لهذه القوى يوماً ما طمع فى سلطة أو سلطان زائل، بل دفعت ثمناً غالياً وقدمت كثيراً من الشهداء من أجل رفعة الوطن وبلوغه طريق الحريات. أما عن تظاهرات الإخوان فما خرجت يوماً إلا لمصلحة الجماعة، وما سعت يوماً إلا لبلوغ الحكم والحصول على مقاعد سلطة فانية وزائلة. فما تسعى له الجماعة اليوم هو حكم مصر أو هدمها على أهلها. وعلى ذلك.. لا يمكن اتخاذ تظاهرات جماعة الخزى والخيانة ذريعة لاستصدار قانون ينظم، أو بالأحرى، يكبل التظاهر فى هذه المرحلة، وأن تظاهرات الإخوان غير السلمية كان يمكن التعامل معها بقانون العقوبات، أو استصدار قانون لمكافحة الإرهاب لمجابهة هذه التظاهرات العنيفة، وكان يتم إرجاء صدور قانون تنظيم التظاهر ليصدر من البرلمان القادم، بعد اكتمال بناء المؤسسات الديمقراطية للدولة، وبعد إجراء حوار مجتمعى موسع على القانون. فخروج قانون تنظيم التظاهر قد أعطى للجماعة فرصة ذهبية للاصطياد فى الماء العكر، ومساعدة أعضائها على ترويج خطابهم بأن القمع القديم للدولة البوليسية فى طريقه للعودة من جديد، وأن سقوط محمد مرسى كان الغرض منه هو عودة كل الممارسات القديمة، ما قبل ثورة 25 يناير، ناهيك عن شق الصف الوطنى بعد نزول بعض القوى الثورية إلى الشارع احتجاجاً على القانون. حيث تنشط فى هذا الجو حرب المزايدات وعمليات ابتزاز منظمة من خلايا نائمة للإخوان، تندس فى أوساط قوى الثورة لتحويل الدفة من الصراع على عودة الإخوان للحكم إلى الصراع على الثورة التى تضيع، بعد تطعيم تظاهراتهم بمجموعات ورموز معروفة من ثوار يناير، واصفين من ينتقد ذلك بأنه باع أو خان، حيث تنفذ عمليات اغتيال معنوى ممنهجة، حتى لو وصل الأمر إلى إضفاء هذه الأوصاف على رجل واع ومحترم كوالد الشهيد جابر جيكا، مستغلين أخطاء حكومية متتالية، وخطابا إعلاميا رديئا من رموز فلولية تنشط فى مثل هذه الظروف، لتشويه كل الثوار بسبب قلة قليلة انحرفت عن المسار. اللهم احم مصر، كما حميتها من قبل، من المنافقين والحاقدين، وألف بين قلوب أبنائها، كما أخبرنا نبيك (صلى الله عليه وسلم) عن أهلها بأنهم فى رباط إلى يوم الدين.