منوعات
الطرف الثالث والطابور الخامس والقلة المندسة.. مصطلحات تبحث عن حلول
"الطابور الخامس".."الدولة العميقة"..الطرف الثالث" أو "القلة المندسة"؛ كلها مصطلحات يتم استخدامها بنفس المعنى الذي يدل على وجود فئة داخل المجتمع تعمل على تخريبية وهدمة في الخفاء.
استخدمت القوى السياسية مسمى "الطابور الخامس" بكثرة في الفترة الأخيرة ، حتى انتقل إلى المجتمع وأصبح متداولا بين فئات الشعب على أنه مصطلح سياسي رغم أن له خلفية تاريخية.
يعود مصطلح "الطابور الخامس" في الحقيقة إلى عام 1936، عندما اندلعت الحرب الأهلية الإسبانية بين الجمهوريين أو "اليساريين" و بين "المحافظين" أو الحركة التي قام بها الجيش ضد الحكومة الإسبانية المنتخبة آنذاك، لاستخدام العمال والفلاحين حقوقهم بطريقة فوضوية أثرت على مصالح الدولة.
ساندت القوى الدولية التيارات كل على حسب انتماءاتها ومصالحا الشخصية؛ فانضمت ألمانيا النازية وإيطاليا بزعامة موسوليني إلى قادة الجيش الذين قادوا الحركة المناهضة للدولة الجمهورية من شمال إسبانيا، بينما آثر الاتحاد السوفيتي مساندة الجمهوريين بالأسلحة والمال.
عمت الفوضى أرجاء الدولة نتيجة الحرب الأهلية التي قامت بين المواطنين، وأراد أحد جنرالات الجيش من الشمال الزحف إلى العاصمة مدريد للسيطرة عليها، حيث كانت تحت سيطرة "الجمهوريين".
قرر الجنرال " فرانشيسكو فرانكو" الذهاب إلى العاصمة بأربعة فرق أو "طوابير" وأشُيع في ذلك الوقت أن هناك طابور خامس داخل العاصمة يعمل لصالح المحافظين من خلال إثارة الشائعات والفوضى بحرب نفسية بين صفوف الجمهوريين، حتى يدخل الجنرال "فرانكو" بقواته الأربعة لينضموا إلية.
تداول هذا المصطلح بعد ذلك بكثرة في الحروب العالمية بعد ذلك، وتم إطلاقه على الجواسيس أو من يعملون سراً داخل دول لصالح دول أخرى، ثم ظهر في العصر الحديث داخل الشرق الأوسط وأنتشر بشكل واضح خاصة بعد مظاهرات الربيع العربي.