- مرضي يعانون من ارتفاع اسعار ادوية فيروس "C"
- حقن " الترتريك " و اجهزة الفشل الكلوى المتهم الرئيسي للمرض
- 15% نسبة الاصابة بمرض فيروس سي بالاقصر
- مطالب بضرورة تحفيز الطب الوقائى لعمل ندوات وقائية للمرض

عيون حائرة ، وأجساد نحيلة ينتظرون دورهم فى الرحيل بعد رحلة مرض طويلة ، والمرض أصبح ينهش أكبادهم خلال الأيام المتبقية لهم فى الحياة ،فهم يعلمون أن الفيروس ولو كان رحيما بهم وأعطاهم سنوات زيادة على أعمارهم فسيعجل الإهمال وقلة الرعاية وغلاء أسعار العلاج بموتهم.

يقول حمادة عبد الرضي مريض بفيروس "C" أن أدوية الفيروس باهظة الثمن حيث يصل سعر الأدوية إلى 280 جنيها وهو عامل بسيط ويعول ستة أولاد ولا يستطيع تحمل عبء شراء الأدوية ، مضيفا " أعيش وسط خيارين أن اشترى الأدوية لعلاجي او أقوم بتوفير المال لإطعام أطفالي مطالبا وزيرة الصحة بسرعة توفير أدوية بأسعار مخفضة .

وقال " محمد احمد محمود " مريض فشل كلوي انه يتردد على وحدة غسيل الكلى منذ فترة ولم يكن مصابا باى فيروسات وفجأة أصيب بفيروس "C" وارجع ذلك بسبب عدم الاهتمام والتعقيم وقلة النظافة فى وحدة غسيل الكلى من قبل مشيرا بان مياة الصرف الصحي منذ وقت قريبا كانت تتواجد اسفل اسرة مرضي الفشل الكلوي أثناء الغسيل .

ويقول الدكتور احمد ابراهيم يونس مدير ادارة مكافحة العدوى بالاقصر ان عدد المصابين بفيروس سي بالاقصر يصل الى 15% من اجمالي السكان البالغ عددهم مليون و50 الف نسمة ، اي ما يقرب من 150 الف مصاب بفيروس سي بالاقصر .

وقال الدكتور "بكر النحاس" أخصائي أمراض باطنة والكبد ان فيروس "C" يوصف غالبا بالوباء "الصامت" ، فهو مرض مجهول بشكل نسبي وعادة يتم تشخصيه في مراحله المزمنة عندما يتسبب بمرض كبدي شديد ،فهو واحد من عائلة من ستة فيروسات (A, B, C, E, D, G) ففى بداية المرض لايشعر المريض باى أعراض ويظهر بشكل صحي تام، لكنه مصاب ويصيب الآخرين ، فيبدأ فى الانتشار فى الكبد ويتكاثر وبعد عدة أعوام يهاجم خلايا الكبد ويضعفها بالكامل .

وأوضح " النحاس " ان حوالى 10% من مرضاه الذين يتعامل معهم فى عيادته الخاصة مصابون بالفيروسات التى تؤدى الى الأمراض الكبدية ، فالمرض ينتقل عن طريق نقل الدم ومرضى الفشل الكلوي الذين يقومون بعملية الغسيل الكلوي معرضين لخطر العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي "C" اذا لم تكن الأجهزة معقمة جيدا .

وأشار " النحاس " ان حقن " الترتريك " الزجاجية التي تم استخدامها لعلاج البلهارسيا فى منتصف الستينات وحتى أوائل الثمانيات تسببت فى انتشار المرض ، حيث كان يستخدم الحقنة من مريض لأخر بعد غليها مؤكد بان الغلي لا يقتل الفيروس .

واكد الدكتور " عادل عبد الله محمد " صاحب معمل تحاليل ان اغلب المصابين بفيروس سي هم مرضي الفشل الكلوي وذلك لعدم تعقيم أجهزة الغسيل قبل استخدمها من مريض لآخر .

وأضاف بانه شارك فى حملة " معنا ضد فيروس C" فى العام الماضي وكانت المفاجأة بان هناك حالات ايجابية للمرض كبيرة جدا فى القرى والنجوع بين الشباب لعدم وجود وعى طبي ووقائي جيد ، مطالبا جهاز شئون البيئة والطب الوقائى بضرورة عمل ندوات تثقيفية عن المرض فى القرى والنجوع.

وقال الدكتور الصيدلي ابوالحسن محمد ان ادوية فيروس "C" متوافرة ولكن بأسعار باهظة وحتى الان وزارة الصحة لم تعتمد الادوية الجديدة التى تم طرحها فى بعض الدول العربية مشيرا الى ان وزارة الصحة حين تقوم باعتماد دواء يأخذ ذلك الاعتماد اكثر من عام ونصف بين ادارج الموظفين لحين الاعتماد .

وحاولنا التواصل مع مديرة الطب الوقائى بالاقصر ولكن دون جدوى ، وهناك بعض من المرضي والاطباء وصف الطب الوقائى بانه فى حالة " غيبوبة " فمن النادر ان تقوم المديرية بعمل ندوات توعية للمرض للحد من انتشاره.