منوعات
أطفالنا من أخطائهم يبدعون
يعتقد الآباء أن العقاب الفورى للطفل عند ارتكابه بعض الأخطاء وانتقاده بصفة مستمرة هما الطريق الأمثل لتقويم سلوك الطفل.
تقول الدكتورة منى جاد الخبيرة التربوية إن التربية عند الآباء مقصورة على تنشئة الأطفال متفوقين دراسيا ودينيا، والذي أصبح أيضا يطبق بمفهوم خاطئ مبنى على كبت المواهب والطموح دون التركيز على تدريبه وصقله لمواجهة المشاكل والتغلب عليها وكيفية تحمل المسئولية فيفشل مع أول احتكاك له مع الحياة.
وأشارت إلى أن تعامل الآباء مع أخطاء الأبناء على انها أخطاء لا تغتفر ولا يمكن مسامحتهم عليها، يخلق نوعا من الإحباط والمشاعر السلبية والعدوانية تجاه المحيطين به خاصة إذا تعرض الطفل للإهانة والعقاب علنا فيكبر على الخوف من الإقدام على أي فعل حتى لا يتعرض للذل والقهر وبالتالى تختنق عنده الموهبة والابداع.
وتنصح الآباء بفهم التربية الصحيحة للابناء، القائمة على مبدأي العقاب والمسامحة أي المسامحة المشروطة ومعرفة متى تستخدم كل منهما وفى أي موقف وأن يعرفوا متى يقفون بجانبهم ويذللون لهم العقبات، ومتى يجب تركهم يخضون التجربة بأنفسهم لتكسبهم صلابة وقوة وقدرة على تحمل المسئولية.
وترى الدكتورة منى جاد، أن عدم التركيز على الخطأ عامل أساسى في تكوين شخصية الطفل وكذلك التركيز على التوجيه الايجابى أي إذا أرادت الام أن توجه ابنها إلى فعل ما، أو تنهيه عن ارتكاب شيء ما فعليها أن تختار التوجية الايجابى بمعنى إذا أرادت أن تعلمه إمساك الشوكة بيده اليمنى فلا يجب أن تنهره إذا أمسكها باليد اليسرى لكن تقول له إذا أمسكت الشوكة بيدك اليمنى سأعطيك شيئا تحبه وهذا ليس معناه تعليمه الرشوة وإنما إعطاؤه حافزا للتغيير يساعد في تهذيب سلوكياته وتقويم شخصيته.
وحذرت الدكتورة منى الامهات من اعتبار كل ما يرويه الطفل من أحداث ومواقف كذبا وإنما هو نوع من الخيال يتمتع به كل الأطفال وعليها أن توجه هذا الخيال لمساره الصحيح وهو الكتابة وتحفيزه بامداده بالقصص والكتب أو إعلان اسمه في الإذاعة المدرسية وفى الصحف والأجهزة الإعلامية وفى البرامج التي يشاهدها وهكذا حتى يكتسب الثقة بنفسه وتتكون شخصيته.
وأخيرا طالبت الدكتورة منى جاد الاباء بان يحاسبوا انفسهم قبل أن يعاقبوا أطفالهم حتى لا يكتشفوا في النهاية أنهم خلقوا في بيتهم أعداء لهم وللمجتمع، مشددة على عدم تخويف الطفل من الفشل بشكل مغال فيه مع تعليمه فن النهوض من جديد وكيفية اكتسابة للمهارات ومساعدته على أن يكتشف قدراته وملكاته التي تؤهله للنجاح في المحاولات المقبلة وتنشئته على الصلابة والاصرار والنجاح لتجاوز الخطأ.